وكالة أنباء أراكان ANA: (دوغر خبر)
انتقلنا فريق إلى مكان استضافة أحد مسؤولي مراكز دعم مسلمين الروهنجيا حول العالم
فلما وصلنا قام بالترحيب بنا كثيرا جلسنا نتناول الشاي سويا وكان في سرور، عرفته بنا وأننا من صحيفة “دوغري خبر” ونريد أن نجري معه حوارا حول القضية البورمية في إقليم أراكان فرحب بذلك جدا وأبدى سعادته بذلك.
بداية عرفنا بنفسك؟
أنا عبد الله بن سلامه بن معروف
ما طبيعة عملك في هذا الموضوع؟
قال أنا رئيس المركز الروهنجي (GRC)بإسطنبول ونائب رئيس إتحاد (ARU) هذا الاتحاد الذي يمثل الروهنجيا في منظمة التعاون الإسلامي .
طرحت عليه سؤالا أن كل المسلمين في العالم الآن وخاصة العربي والإسلامي يعرف بقضيتكم والمعاناة التي يعانوها مسلمين الروهنجيا؟
فاجأني بقوله: أنا أخالفك القول فالعالم لا يعرف القضية، فالقضية لها ثلاث سنوات وبدأت الطبقة الوسطى تتسامع بقضيتنا وتفاجأنا حينما علمنا أن كثيرا من الشعب السعودي لا يعرفون ما معنى بورما أصلا.
ما هي الأسباب التي دعت لإنشاء مركز لدعم مسلمي إقليم أراكان في تركيا؟
عبر قائلا بأن الترحيب من الحكومة التركية والشعب التركي واهتمامهم بالقضية البورمية كان سببا في إنشاء مركز دعم الروهنجيا في تركيا،وقال : من هذا المنطلق جاءت فكرت إنشاء الجمعية كي تكون مركزا لدعم مسلمي الروهنجيا في إقليم أراكان” في بورما ودعمهم داخل تركيا وأتمنى أن تكون في جميع الدول وخاصة الدول الإسلامية لأنهم أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ويجيب عليهم أن يؤدوا دورهم في هذا الجانب.
هل تتفاعل معكم مؤسسات المجتمع المدني داخل تركيا في نشر قضيتكم؟
نعم وبكل تأكيد كثير من المؤسسات المدنية داخل تركيا اهتمت بالقضية مثلنا ونحن على تواصل دائم بخصوص نشر القضية وتعريفها لمن لا يعرف بها حتى يعلم الجميع أن إخوانهم من المسلمين في إقليم أراكان تنتهك حرماتهم ويقتلون ويعانون أشد المعاناة.
وعن زيارة رئيس الحكومة التركية أحمد داوود أغلوا وزوجة الرئيس أردوغان السيدة أمينة أردوغان لإقليم أراكان؟
أعرب عن فرحته وفرحة الشعب الروهنجيا بهذه الزيارة وقال : كانت هذه الزيارة سببا من الأسباب الرئيسية في تعريف العالم بقضية مسلمي الروهنجيا وعبر بقوله كنا نبكي معا كنا نبكي من فرحتنا بهم وهم كانوا يبكون من المعاناة التي نعانيها وهذا شعور لا يوصف.
وعبر بأنه ولأول مرة دولة كمثل تركيا بهذه المكانة تدخل إقليم أراكان وتتابع قضيتهم عن كثب
هل وجدتم صدى في تركيا وترحيبا من الشعب التركي؟
الشعب التركي له وقفات جليلة تذكر ليس معنا فقط ، هذه الوقفات تذكر وتشكر ومنذ بداية الأزمة وبعض الإخوة الأتراك يحاولون أن يساعدونا في نشر القضية والتعريف بمسلمي بورما.
وعن مؤسسات حقوق الإنسان؟
قال إن المؤسسات الحقوقية نشرت تقارير تدين فيها ما يحدث لمسلمي إقليم أراكان وصنفت ما يحدث أنها إبادة وتطهير عرقي وجرائم حرب
وقال معروف إن إقليم أراكان احتل الرقم الأول في المجاعة – وفي انتهاك حقوق الإنسان – وفي الضعف والاستعباد – وفي المتاجرة بالبشر في عصر العولمة.
ما هي الأسباب التي دعت الحكومة البورمية (البوذية) لاضطهادكم؟
اضطهاد المسلمين في إقليم أراكان ليس هي المرة الأولى ولكنهم يضطهدون منذ عام1942 وأول مجزرة حدثت في هذا العم قتل قرابة 100 ألف من المسلمين والآن هذه الأزمة منذ عام 2012 هي الأزمة رقم 20 .
وما هي الأسباب الرئيسية في ذلك التطهير لكم؟
يرجع ذلك إلى ثلاثة أسباب رئيسية:
السبب الأول: هو عمل تطهير عرقي لنا وقال معروف إن الرئيس الأمريكي براك أوباما قال بأنه تطهير عرقي.
السبب الثاني: هو مسألة الإسلام والدين، وحينما أصبح المسلمون في ضعف وليس لهم منقذ ولا يلتفت إلى حالهم أحد يتجرأ عليهم هؤلاء البوذيون بالقتل والسحل والانتهاكات.
السبب الثالث: أن عقيدة البوذيين في الأصل عقيدة مسالمة وتحرم قتل البعوضة ولكن يفعلون بنا هكذا ظننا منهم أن قتلنا وحرقنا فيه نعمة لنا ولكي نرتاح من العذاب.
وأكد قائلا أن كبير الإرهابيين في بورما “ويراثو” رئيس منظمة إرهابية وهي منظمة 969 التي تمارس القتل والسحل في حق المسلمين في بورما.
وللإجابة عن سؤال حول الدعم المحلي – والإقليمي – والدولي أجاب عبد الله معروف : بالنسبة للدعم المحلي داخل الإقليم :
نحن شعب منزوعي الإرادة منذ 70عام ولا توجد لدينا هوية أو جواز سفر وبورما لا تعترف بالروهنجيا المسلمين ونزعت منهم المواطنة عام 1982 وجوازات السفر التي معنا من دول أخرى وشعب الروهنجيا يتفقون على إعادة حقوق المواطنة التي انتزعت منهم، ولا نملك حق المناضلة السياسية ولا التصويت في البرلمان لأننا منزعون من جميع الإرادات فليس لنا حق حتى في النضال السياسي.
أما بالنسبة للدعم الإقليمي:
إن أقرب الدول إلينا هي بنجلاديش وهي دولة فقيرة جدا وعدد سكانها كثير ودعمها جدا ضعيف ويوجد على الحدود ما يقرب من 500 ألف لاجئ روهنجي يقيمون في عشش وأكواخ ويعانون من سوء المعاملة ويعد أسوء اللاجئين على مستوى العالم .
بالنسبة لحكومة بنجلاديش دعمها جدا ضعيف وتتعنت في دعمهم ومنعت الحكومة البنجالية بعض المنظمات لدعم الروهنجيا على الحدود وإذا أردنا دعمهم نتهم ويقبض علينا من قبل الحكومة البنجالية
وهل يوجد صدى من الشعب البنجالي في دعمكم؟
يوجد دعم من الشعب ولكن طفيف جدا ونشكر الإخوة هنا في النضال السياسي الذين يحاولون دعمنا بقدر الإمكان ولكن توجد قبضة أمنية قوية على الشعب البنجالي ونشكرهم على دعمهم لنا ولو بالقليل .
وما وضع دولتي ماليزيا وإندونيسيا في دعم قضيتكم ونحن نعلم أنهما دولتان إسلاميتان ولهما قوة اقتصادية؟
إن هذه الدول ليست لها حدود مع بورما ويوجد عدد من اللاجئين في كلتا الدولتين وعلى الرغم من أن تلك الدولتين أعضاء في اتحاد فريق الاتصال مع ميانمار الآن موقفهم موقف سلبي وضعيف جدا وبينهم اتفاق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة الأخرى.
وما موقف شعب ماليزيا واندونيسيا من القضية؟
أجاب معروف بكلمة ممتاز أما بالنسبة للحكومات موقفها سلبي وأكثر ما وقفت معنا الشعوب الحرة ولها وقفات تشكر مع الشعب الروهنجي والشعب الماليزي شعب متعاطف والشعب الاندونيسي أيضا وهم الذين أنقذوا قوارب الموت التي كانت في عرض البحر قبل أيام.
هل بتصرفاتكم تتدخلون في شؤون الدول الأخرى؟
نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة ولكن موقف الحكومات كان موقفا مخجلا وهذه المسألة ليست مسألة داخلية ولكن مسألة عالمية.
وفجر عبد الله معروف مفاجأة في سياقه للحديث ….
هذه الحكومات ما سمعت الكلام وفوجئت هذه الحكومات بوجود مقابر جماعية في بلادهم على يد تجار البشر
انتقلت مقابر مسلمين أراكان من بورما إلى اندونيسيا وماليزيا وأعلنت الأخيرة عن 136 مقبرة للروهنجيا
أقول لهم الآن هل أصبحت مسألة داخلية الآن ، مقابرهم انتقلت من ميانمار إلى تايلاند إلى ماليزيا إلى اندونيسيا ماذا تنتظرون !!؟
بالنسبة لدعم المجتمع الدولي للقضية الروهنجية بماذا تعلقون؟
أعظم ما يقدمه المجتمع الدولي لا يخفى للجميع (إدانات – تنديدات – شجب – استنكار – قلق) فقط أعطني أكثر من ذلك… لا يوجد. المجتمع الدولي يسفر عن حقيقته حين تصبح الضحية إنسانا مسلما.
الطفل المسلم يقتل ويذبح ويحرق ويسحل. تظهر هنا حقيقة المجتمع الدولي. نعم توجد تحركات ولكن ليست بالدرجة المطلوبة.
ننتقل بالسؤال إلى موقف الدول العربية خاصة بالنسبة لمصر والمملكة العربية السعودية لقضية مسلمي إقليم أراكان؟
موقف بعض الدول العربية جيد حقيقة ومن الأمور التي لا تغفل أن المملكة العربية السعودية هي الوحيدة التي احتضنت على أراضيها منذ 72عام ربع مليون نسمة من الروهنجيا وهي الدولة الوحيدة التي أعطتهم حقوق وحريات ربما لم يحظى بها أي جانب آخر.
وعقدت المملكة من قبل جلسة استثنائية فكان الدعم من خلال هذه القمة 500 مليون دولار لصالح الروهنجىا كما أقيمت مشاريع عن طريق صندوق التنمية السعودي في تايلاند وفي إقليم أراكان
ازداد الدعم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قبل أيام كان هناك لقاء مع رئيس وزراء ماليزيا وكانت هناك إدانة قوية وطلب الملك سلمان من رئيس وزراء ماليزيا أن المملكة مستعدة لتحمل كافة الدعم المادي فيما يتعلق بالقضية الروهنجية في ماليزيا واندونيسيا، وصرحت المملكة السعودية لميانمار بأنها مستعدة لإعمار إقليم أراكان من بناء مشاريع تنموية ومستشفيات ومدارس وبنية تحتية
وعبر “عبد الله معروف” إننا مع علاقة قوية مع الخارجية السعودية وأيضا مع المندوب الدائم للملكة لدى منظمة التعاون الإسلامي وتوجد لقاءات مستمرة .
الروهنجيا في السعودية عددهم ليس بالقليل ويحظون بامتيازات في التعليم والصحة والعمل لا يحظى بها أحد، أما بالنسبة لموقف مصر من القضية كان موقفا جيدا جدا في عهد الدكتور محمد مرسي وكان له أثر هذا الموقف على القضية لمسلمي الروهنجي أعلن الدكتور محمد مرسي في مؤتمر القاهرة لوزراء خارجية الدول الإسلامية تأييده الكامل لقضيتنا وبعض المسؤولين ذهبوا إلى سفارة ميانمار.
وعن الموقف العام من القضية عبر معروف قائلا: إننا لو نظرنا إلى كل ما حصل للقضية من دعم لوجيستي نعتبر هذا تقدما وقفزة نحو الأمام ولكن لازالت المأساة قائمة وشدد معروف على دعم الإقليم ويجب على الدول الإسلامية بالتحرك الأقوى اتجاه إقليم أراكان وقضية مسلمي الروهنجيا.
ما موقف اتحاد علماء المسلمين من هذه القضية؟
إنهم من الوهلة الأولى منذ بداية الأزمة يقفون معنا ويهتمون بالأمر وزارنا نائب رئيس اتحاد علماء المسلمين د/ علي القرة داغي، كانت الزيارة في مكة في معرض أقيم لنصرة القضية في رابطة العالم الإسلامي.
ونحن على تواصل دائم ولهم كل الشكر ونتمنى لغيرهم من المنظمات الإسلامية أن تحذوا حذوهم في اتجاه نصرة القضية.
وعبر قائلا إن التغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي تفرحنا وهي أقل شيء بالتعريف بنا وبقضية المسلمين في إقليم أراكان
هل وثقتم المجازر التي ارتكبت كي تطالبون بحقوقكم في المحافل الدولية؟
قال: نحن في المركز الروهنجي العالمي يوجد فيه قسم الرصد والتوثيق.
في الماضي كانت الحكومة البورمية تعتقل كل من أراد أن يصور ويرصد الأحداث والانتهاكات داخل الإقليم أما الآن جميع الشعب الروهنجي يرصد لنا كل الانتهاكات وكلهم يعملون معنا في الرصد والتوثيق
وعندنا الآن 600 ملف جنائي جاهز بجميع الانتهاكات لكي نتقدم به إلى المحكمة الجنائية وملاحقة مجرمي الحرب.
في السنة الماضية لم يكن للقضية الروهنجية من يمثلها أما الآن بفضل الله نعمل على تمثيل القضية أمام العالم.
وعن كيفية الدعم عبر قائلا : “دعم القضية عن طريق فتح بعض الدول الطريق أمام الجمعيات الإنسانية وتسهيل الأمور لها في دول الخليج وفي غيرها من الدول المهتمة بالقضية وأي إنسان يدعمنا بأي وسيلة له الشكر والتقدير على ما يبذله لنصرة إخوانه المسلمين في ميانمار ونشكر هيئة الإغاثة الإسلامية على ما تبذله من دعم لقضيتنا .