وكالة أنباء أراكان ANA:
وشتان ما بين الرحلتين..
بل لا مقارنة بينهما..
ولكن كلاهما توجهتا من أجل الله!
وخرجتا لأهداف مختلفة ولكنها التقتا على الخير..
رحلة مصيرها مجهول ووجهتها غير معروفة قبل وصول ماليزيا..
ورحلة وجهتها وبرامجها وحيثياتها معروفة قبل وصول ماليزيا..
رحلة فرسانها هياكل لا تعرف هل فيها حياة إلا إذا تحركت! وأجساد كأنها أشباح وصراخ بلا صوت!
ورحلة فرسانها نفوس مؤمنة وقلوب متعاطفة وأياد حانية وعيون تحبس دمعة الحنان وهمساتهم رباه وفقنا لنلتقي بإخواننا من الرحلة الأولى لنكفكف الدمع ونزرع الابتسامة..
رحلة كلها مخاطر وتحديات قد يصلون لوجهة أو لا؟؟ لا يدرون؟
هل نهايتها يابسة ينعمون فيها بحياة كريمة! أو نهايتها بطون المحيطات وأجواف الأسماك؟؟! لا يدرون!! ولكنهم خرجوا متوكلين على الله! والله أرحم بهم من كل العالم!!؟
مستلهمين قول الله عز وجل ((وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا))
ورحلة كلها شكر على النعم وأداء للواجب وإبراء للذمم! خرجوا نصرة لأصحاب الرحلة الأولى! خرجوا جهادا بأموالهم في سبيل الله! خرجوا لشكر من آووا ونصروا واستقبلوا في أرضهم أصحاب الرحلة الأولى! خرجوا ليشاركوهم الأجر، ويقوموا بواجب النصرة!
وهم في كل لحظة يستلهمون قول الله عز وجل: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض))ٍ أولياء بعض؟! كلمة معانيها عميقة شاهدناها بقلوبنا قبل أعيننا!!
جعلوا نصب أعينهم قوله تعالى: ((وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ))
وفي أرض ماليزيا الخضراء التقت الرحلتان..
التقى أصحاب الرحلة الأولى “الروهنجيون” المهاجرون الذين أخرجوا من أرضهم من جراء ظلم البوذيين ((وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا))
فالتقوا مع أصحاب الرحلة الثانية “الفريق التطوعي من الكويت” التابع للهيئة الإسلامية العالمية بالكويت، و “المركز الروهنجي العالمي GRC” من مكة المكرمة! ومجلس الجالية الروهنجية الأركانية الميانمارية بماليزيا!
فاستقبلتهم الحكومة الماليزية، بكل ترحاب! وهيأت لهم كل أسباب الأمن والسلامة والرعاية لأداء مهامهم على الوجه المطلوب!
فجزى الله حكومة ماليزيا عن الشعب الروهنجي خير الجزاء..
فكان اللقاء الأول في (لنكاوي) واللقاء الثاني في (بينينج) واللقاء الثالث في (تايبنغ) واللقاء الرابع في (كلنتن) وتم إغاثة قرابة 15.000 من الفريق الأول..
فلا تسل عن فرحة الفريقين بهذه اللقاءات! التي تصافحت فيها القلوب قبل الأيادي! وعبرت الأعين عن روعة البرامج قبل الألسن..
(لقاءات دعوية وتعليم للفاتحة وقصار السور وصفة الصلاة، وبرامج تعليمية، ومشاريع تنموية مستدامة، وأخرى إغاثية، ودعم للمدارس، ومعونات للمعلمين والطلبة وحلقات التحفيظ، ومساعدات للحالات المرضية الحرجة)
ومن أجل الفريق الأول اجتمع الفريق الثاني بالكثير من الجهات الحكومية الماليزية ذات العلاقة، لبناء الشراكة والتعاون فيما يعود بالمصلحة العامة للروهنجيا في أرض المهجر والجوار “ماليزيا الخضراء”..
وفي ختام اللقاءات والبرامج ودع الفريق الثاني أرض ماليزيا مستودعا الله الفريق الأول في أرض ماليزيا وداعيا الله عز وجل لدولة ماليزيا الإسلامية، ولحكومة ماليزيا ورئيسها فخامة الدكتور محمد نجيب وللجهات الحكومية ذات العلاقة..
اللهم إنا استودعناك إخواننا وأخواتنا وأطفالنا “الروهنجيا” في ماليزيا..
اللهم كن معهم واحفظ لهم دينهم وهيئ لهم مستقر طمأنينة وحياة كريمة في كل مكان..
وانصر وثبت من بقي في “أراكان” لإقامة دينك في أرضهم..
وإلى حلقة أخرى..
عبدالله معروف
24 ذي القعدة 1436
8 ستمبر 2015م