وكالة أنباء أراكان ANA : (اليوم السابع)
تحت عنوان ” لا مستقبل للروهنجيا في بورما: موجة جديدة من (لاجئي القوارب) مستعدون للمخاطرة بكل شيء ليفروا”، سلط فيليب شيرويل، مراسل صحيفة “الديلي تليجراف” البريطانية في آسيا، الضوء على معاناة أقلية الروهنجيا المسلمة في بورما، مؤكدًا في تحقيقه أنه مع انتهاء موسم الرياح الموسمية “المونسون” يسعى الآلاف إلى الهجرة عبر البحر إلى تايلاند وماليزيا وإندونيسيا.
مخاطر السفر عبر البحر
ويقول شيرويل، إنه رغم المخاطر التي تتعرض لها الأسر المهاجرة إلا أن مسلمي الروهنجيا “المضطهدين” على حد وصفه، يستعدون لـ”موسم الإبحار” حتى مع احتمالية تعرض مراكبهم للغرق، أو الموت جوعًا أو الإصابة بالأمراض خلال هذه الرحلة الخطرة، وإذا نجوا من كل ذلك، فهم عرضة للاختطاف من قبل عصابات المهربين في مخيمات بالغابات للحصول على فدية مقابل الإفراج عنهم.
أوضاع مزرية
وتضيف التليجراف أن أوضاع الأقلية التي لا تحمل الجنسية بائسة ويرثى لها، فهم محتجزون في مخيمات قذرة في بورما التي تهيمن عليها البوذية، ولم يعد أمامهم خيار إلا أن يلتحقوا بمراكب المهاجرين.
ويقول بعض السكان للتليجراف إن عصابات المهربين تستغل الوضع وتجذب العملاء بتقديم الوعود لهم بحياة أفضل، إلا أن تحقيقًا جديدًا لمنظمة العفو الدولية يكشف أن المئات وربما الآلاف قد لاقوا حتفهم منذ بداية العام.
رحلات مميتة
واعتمدت العفو الدولية في تقريرها “رحلات مميتة: أزمات اللاجئين والمهربين في جنوب شرق آسيا”، على لقاءات مع أكثر من 100 لاجئ من الروهنجيا تمكنوا من الوصول إلى إندونيسيا عبر البحر.
وأشارت التليجراف إلى أن الأمم المتحدة قدرت أن ما يقرب من 370 شخصًا فقدوا حياتهم بين شهري يناير ويونيو، عندما قمعت تايلاند المهربين ووجدت مقابر جماعية في مخيماتهم، ومع ذلك تعتقد العفو الدولية أن الأعداد الفعلية أكثر من هذا الرقم بكثير.
عشرات القوارب المهاجرة
وقال شهود عيان، إنهم شاهدوا عشرات القوارب الضخمة مليئة باللاجئين والمهاجرين، ولكن لم يصل منها سوى خمسة إلى إندونيسيا وماليزيا، وفقا لمصادر في الأمم المتحدة.
وقالت منظمة العفو الدولية، إن المئات ربما تم قتلهم أو بيعهم خلال محاولاتهم الفرار من ميانمار على متن قارب في وقت سابق من العام الجاري، وأكد شهود أنهم رأوا بعض أفراد طاقم القارب يقتلون الأشخاص الذين رفضت عائلاتهم دفع فدية لهم.
أوضاع مرعبة
ونقلت الصحيفة عن أنا شيا، وهي باحثة في العفو الدولية، قولها “الانتهاكات الجسدية اليومية التي تتعرض لها أقلية الروهنجيا ، الذين حوصروا في قوارب في خليج البنغال وبحر أندامان، مرعبة بصورة لا يمكن للكلمات أن تصفها، فهم فروا من ميانمار (بورما) ولكنهم استبدلوا كابوسًا بآخر”.
أكثر من 100 ألف شخص من الروهنجيا يعتقد أنهم فروا من بورما، عن طريق البحر منذ اندلاع العنف الطائفي الدموي مع البوذيين واضطرارهم للمكوث في ملاجئ عام 2012.
وقالت الصحيفة، إن العام الماضي قام 63 ألف شخص بهذه الرحلة الخطرة، وسيحاول الآلاف مرة أخرى الشهور المقبلة.