وكالة أنباء أراكان ANA : (كونا)
في الوقت الذي تؤكد فيه السلطات الميانمارية أن الانتخابات العامة “ستدخل البلاد إلى مرحلة الديمقراطية الكاملة” يشكك مراقبون في ذلك وسط الاضطهاد المستمر لمسلمي الروهنغيا.
ورغم السماح لمراقبين وصحفيين دوليين في تغطية ومراقبة الانتخابات الجارية في ميانمار إلا أن السلطات منعت مئات الآلاف من العرقيات في ميانمار من بينهم أقلية الروهنغيا المسلمة من المشاركة في التصويت وهو ما أثار العديد من الشكوك بشأن نزاهة وشفافية الانتخابات.
وتوقع المدير التنفيذي لمجلس الشباب الروهنغيين قطب شاه محمد سعيد في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن تسوء أحوال مسلمي الروهنغيا في مرحلة ما بعد الانتخابات في حال فوز حزب (التضامن والتنمية) الحاكم المرتبط بالجيش والذي يعتقد أنهم السبب في اضطهاد هذه الأقلية المسلمة وحرمانهم من الجنسية.
وأضاف محمد سعيد أنه يتحفظ برأيه في حال فوز (الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية) المعارضة بزعامة أونغ سان سو كي لاسيما وأنها صرحت مسبقا بأنها “لاتعرف الروهنغيا” وقالت بأنها “سياسية وليست حقوقية” على الرغم من أن حزبها يضم أعضاء من أصول روهنغية.
وقال أن (الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية) لم تتقدم بأي مرشح مسلم رغم وجود أعضاء مسلمين ضمن صفوفها وذلك خوفا من غضب الرهبان البوذيين المتشددين الذين قد يؤججوا توترات مناهضة للمسلمين. وبين أن 28 مرشحا مسلما من غير العرقية الروهنغية يتنافسون من بين 6074 مرشحا على 1171 مقعدا هو مجموع مقاعد مجلس الأقليات والبرلمان ومجالس الولايات والمقاطعات.
وذكر أن هناك أحزابا إسلامية عديدة في ميانمار من عرقيات أخرى غير روهنغية إلا أنهم يواجهون مشكلة أخرى في التعامل مع البوذيين اجتماعيا وتجاريا.
وأشار إلى أن نسبة المسلمين في ميانمار تشكل اربعة في المئة من عدد السكان البالغ 55 مليون نسمة وتشكل عرقية الروهنغيا 5 ,2 مليون نسمة حسب الإحصاءات الرسمية الصادرة من قبل الحكومة الميانمارية.
وأضاف أنه كان يوجد في برلمانات البلاد منذ انتخابات 2011 عضوين من الروهنغيا في مجلس البرلمان العام واثنين في مجلس النواب واثنين في مجلس البرلمان المحلي لولاية (أراكان) إلا أن أصواتهم لم تؤثر في تحريك القضية الروهينغية لأنهم يشكلون أقلية في البرلمانات أمام أغلبية بوذية.
وقال إنه على الرغم من أن السلطات في ميانمار قامت قبل أشهر بإعطاء بعض العرقيات حقوقها إلا أن معظمها عرقيات بوذية مضيفا بأن عملية إقصاء الروهنغيا من الحياة السياسية يخطط له منذ عقود فضلا عن الحياة الاجتماعية والتجارية والتعليمية قائلا “إنهم يخططون لجعلنا أجانب ودخلاء عليهم”.
وأكد أن الأطفال الروهنغيين يواجهون مضايقات في التعليم الأساسي بالمدارس البوذية في حين تم إغلاق مؤسسات ومعاهد التعليم العالي في ولاية (أراكان) أمام الروهينغيين منذ عام 2012 .
وقال إن “هؤلاء البوذيون يعتبرون ولاية أراكان مدخل الإسلام إلى ميانمار ويعتبرون المجتمع المسلم في الولاية خطر على الدولة لذلك يسعون إلى القضاء عليهم بشتى الطرق”. وأضاف بأن “المتطرفين البوذيين (الماكاتا) مستمرون في قتل وتعذيب المسلمين بشكل شبه يومي وذلك بتآمر وتواطؤ حزب (تنمية أراكان الوطنية) المسيطرة على ولاية (أراكان) والجيش الميانماري”.
يذكر أن أقلية الروهنغيا تتمركز في ولاية (أراكان) والمعروفة باسم (أراكان) سابقا وتقع في جنوب غرب ميانمار وتعد واحدة من الأقليات المسلمة في ميانمار البالغ عددهم 135 جماعة عرقية تعترف بها السلطات وتتمتع بحق المواطنة وحق التصويت والترشح في الانتخابات بشكل كامل بخلاف الروهنغيا.