أجرى الحوار/ عبدالحميد قطب
وكالة أنباء أراكان ANA : (الشرق)
منظمة “ما با ثا” الإرهابية بزعامة الراهب وراثو هي من تقود حملة القتل والإبادة ضد المسلمين.
البوذيون يتبجحون في وجوهنا ويقولون لنا أين ربكم لينقذكم .
لا يمكن لنا أن نحمل السلاح في وجه البوذيين لأننا أقلية مسلمة ونخضع لحكم عسكري عنيد.
نجاح المعارضة في الانتخابات البرلمانية رسالة رفض من الشعب الميانماري للحكم العسكري.
زعيمة المعارضة لم تعلن دعمها لنا خوفاً من اتهام البوذيين لها بمساندتنا وتأييد مطالبنا.
قطر دعمتنا بكل أشكال الدعم ومنحت اللاجئين الميانماريين في إندونسيا 50 مليون دولار.
قال عبد الله معروف الأركاني رئيس المركز الروهنغي العالمي إن المسلمين في ميانمار أعطوا صوتهم للمعارضة المتمثلة في حزب ” الرابطة الوطنية للديمقراطية ” بزعامة أونغ سان سو تشي أملاً في أن تكون طوق نجاة لنا ولباقي العرقيات الأخرى في حال سمحت لها السلطة العسكرية بأن تحكم.
وقال معروف : إننا نتعرض لعملية إبادة وتطهير عرقي من البوذيين والسلطة العسكرية وإن البوذيين يتبجحون في وجوهنا ويقولون لنا أين ربكم لينقذكم والدول الإسلامية لتساندكم؟
والحكم العسكري يقيم تحالفا استراتيجيا مع البوذيين ضدنا ويعفيهم من جميع الملاحقات القضائية إذا ما قتلونا أو هجرونا من بيوتنا، برغم أنه يضطهد العرقيات الأخرى إلا أن المسلمين أكثر اضطهاداً لغياب المساندة والدعم لهم.
وشكر معروف دولة قطر التي قدمت كل سبل الدعم للشعب الميانماري، مبينا قيامها أخيراً بمنح اللاجئين في إندونيسيا 50 مليون دولار، كما ساهمت برفع المعاناة عن اللاجئين والنازحين الآخرين بعمليات تنموية وإغاثية.
وتاليا نص الحوار:
أعلنتم كمسلمين مشاركتكم في الانتخابات البرلمانية وصوتم لصالح المعارضة..إلى أي مدى من الممكن للمعارضة بعد فوزها أن تحقق لكم الأمن والاستقرار بعد سنوات من الاضطهاد والقتل والتشريد؟
بالطبع نحن نرحب بنتائج هذه الانتخابات وقد شاركنا فيها وصوتنا لصالح المعارضة المتمثلة في حزب “الرابطة الوطنية للديمقراطية ” بزعامة أونغ سان سو تشي وهذه النتيجة رحب بها المسلمون جميعا بل الشعب الميانماري كله، واعتبرت هذه النتائج رسالة صريحة من الشعب الميانماري الذين يرزحون تحت وطأة الحكم الفاشي والحكومة العسكرية التي حكمت البلاد منذ عام 1961 إلى الآن أي ما يقارب 45 عاما وهي تسيطر على ميانمار
وأعتقد أن فوز المعارضة كان متوقعاً وخاصة أن الرابطة الوطنية للديمقراطية فازت في عام 1990 بالانتخابات أي قبل 25 عاما إلى أن جاءت الحكومة العسكرية فانقلبت على هذه الشرعية .
برغم أنكم متفائلون بفوز المعارضة إلا أن زعيمته لم يذكر لها أن أعلنت تأييدها لكم أو وقوفها معكم؟
لأنها تعلم أن البوذيين سينتقدونها وسيتهمونها بأنها توالينا وتقف لجانبنا وهم يستندون إلى أن المسلمين الروهنغيا وقفوا مع والدها “سان تشو سكي” عام 1948 بل وقتلوا معه، وأيضا ساهم المسلمون في تأسيس حزبها وصوتوا لها في عام 1990، بل إن الرهبان البوذيين يرددون دائما شائعات مثل أنها تجتمع بقادة المسلمين سراً وتؤكد لهم دعمها، ونحن دعمناها أملاً في أن تكون طوق نجاة لنا وربما لباقي العرقيات الأخرى حال وصولها لسدة الحكم ونحن متفائلون بتغييرات كبيرة بدعم من المجتمع الدولي.
وهل هناك تعاون بين الحكم العسكري والبوذيين ضدكم؟
هناك تعاون بين العسكر والبوذيين في عمليات القتل بل حتى منظمة هيومن رايتس ووتش رصدت وأدانت الحكومة وقالت إن يدها ملطخة بدماء المسلمين وإنها تشجع سياسة الإفلات من العقاب وإنها شجعت سياسة القتل والسحل والحرق للمسلمين من البوذ، والبوذيون بالذات خاصة الرهبان لديهم علاقتهم وطيدة مع الحكومة العسكرية الكل سامع بمنظمة “ما با ثا” هذه المنظمة الإرهابية التي يرأسها الراهب وراثو، وهو كان من قادة ثورة الزعفران ضد الحكومة العسكرية، ودخل السجن ثم خرج ليصبح في صف الحكومة العسكرية وهو الآن أيقونة يضغطون عليه متى أرادوا تسييس الدين بل وأصبح هذا ممن يتكلم ويحرض العالم ويحرض البوذيين على قتل المسلمين.
وهل الرهبان لهم تأثير على السلطة العسكرية؟
النظام العسكري في ميانمار يؤمن بالخرافات وبما يقوله المنجمون والكهنة حتى في السياسة والانتخابات هم يرجعون إلى الكهنة في قراءتهم، وعندهم قانون وهو عدم الاعتراض على الرهبان البوذيين كليا فأي شيء يقوله البوذي يحترمه الساسة وأي شيء يقوله الساسة هو اندماج مع البوذيين هؤلاء خاصة الرهبان المتطرفين، والرهبان المتطرفون هؤلاء ممن يحرضون مع الحكومة العسكرية الآن على قتل المسلمين وهم الآن قاموا بتحريض كبير جدا حتى قلبوا الآن يعني النظام السياسي وجعلوه نظاما طائفي ضد المسلمين ويصرحون بإبادتهم وإخراجهم من أراكان.
وقد وجدنا رئيس دولة ثين سين يصرح أمام الإعلام ويقول خذوا هؤلاء الروهنغيا في مخيمات واحجزوهم بسياج من حديد لتأخذهم الأمم المتحدة وتلقي بهم في أي دولة، هذه التصريحات لا تخرج من رئيس دولة يتكلم ويدعي الديمقراطية
ثم يأتي هؤلاء البوذيون المتطرفون الذين لهم اندماج وخوض كامل مع السياسة ومن المفارقات ان الراهب العنصري “وراثو” هذا كان ممن يندد بالحكم العسكري وصوت من قبل لصالح المعارضة سان سو تشي والآن بعد أن خرج من السجن بدأ يحرض ضد المعارضة واندمج بشكل كامل مع الحكم العسكري.
تتحدثون عن مجازر وعمليات إبادة ضدكم فلماذا لا تحملون السلاح وتكونون مقاومة ضد البوذيين؟
نعم هذا السؤال يطرح في كل مكان لماذا المسلمون لا يقاومون؟ طبعاً لا بد أن يعرف الناس العمل المسلح لم يفلح في أي بلد وأنا دائماً أضرب بمثال سوريا فهناك أقلية نصيرية ولكن بيدها مقاليد الحكم تحارب أكثرية من أهل السنة، النتيجة واضحة كيف يقتّلون المسلمين ليل نهار فما بالك في دولة 60 مليون نسمة عدد المسلمين الروهنغيا لا يتعدون بالكثير مليونا و500 ألف هؤلاء في دولة بوذية يعني تحمل قرابة 52 مليون نسمة وكلهم بوذيون، والمسلمون تم عزلهم كلياً عن مجتمعاتهم تخيل إنسانا مسجونا لمدة 50 سنة في قرية لا ينتقل من مكان لمكان آخر، 5 كيلو يدور فيها لمدة 50 سنة، حتى تم عزلهم حتى عن الأسلحة البيضاء تم سحب كل أدوات المقاومة كيف تريدونهم أن يقاوموا ومن الواضح أن هناك حكومة عسكرية متمرسة في القتل والسحل بهذه الطريقة.
وهل حصلتم على قرارات دولية تؤيد مطالبكم وتساندكم؟
نعم حصلنا على قرار أممي رقم 238 /64 في أكتوبر 2014 وهذا القرار تمت الموافقة عليه من جميع دول العالم وأقروا بأن الروهنغيا عرقية أصلية يجب الاعتراف بها ولهم حق المواطنة والحياة في داخل ميانمار إلا أنه لم يتم تنفيذه.
ولماذا لم يتم تنفيذه؟
هم لا يريدون أي سلام ولا أمان للمسلمين، ولا يريدون إعطاءهم حقوقهم المشروعة، فمن قبل أيضا قامت منظمة التعاون الإسلامي بخطوة إيجابية حيث كونت من 11 دولة فريق اتصال عام 2013، بقيادة رئيس المنظمة إحسان أوغلو ودخلوا المخيمات وشاهدوا ورصدوا المعاناة ثم بعدها اتفقوا مع حكومة ميانمار ووقعوا اتفاقية تنص على إنشاء جمعية أو منظمة إنسانية في داخل أراكان لإقامة المشاريع الإنسانية والطبية والتعليمية للروهنغيا ووافقت حكومة ميانمار آنذاك على ذلك، إلى ان قام البوذيون بالمظاهرات ونقضوا الاتفاقية ورجعت المياه كما كانت لمجاريها وبدأ القتل والسحل حتى إنهم بدؤوا يتبجحون ويقولون أين ربكم لينقذكم وأين الدول الإسلامية لتساندكم أو لتذهبوا إلى الدول الإسلامية.
لماذا مسلمو أراكان تحديداً هم الذين يتعرضون للإبادة والتطهير؟
لأسباب دينية وتاريخية وأيضا سياسية، أما الأسباب التاريخية فالمسلمون في أراكان الروهنغيا هم أصحاب أرض وتاريخ ومملكة إسلامية وهم الموجودون في داخل أراكان منذ زمن وبالتالي هم أصحاب الارض ولهم حق المواطنة ولهم حق ممارسة جميع الحريات الإنسانية الموجودة كأي إنسان يعيش في العالم، هؤلاء المسلمون الموجودون لهم تاريخ عميق جدا فلذلك يتعرضون للتطهير العرقي الآن وقد وصفت بعض المنظمات الحقوقية العالمية ما يحصل للروهنغيا بأنه تطهير عرقي على الخلفية التاريخية وهي “الإثنية” حتى لما دخل الرئيس أوباما وذهب لرانغون مرتين في أقل من سنتين ذهب وتكلم وقال هؤلاء من حقهم أن يعيشوا كمواطنين لأنهم في أرضهم ولو كنت مكانهم لما خرجت من أراكان طالما وجدت حقوقي ولم أفر عبر قوارب الموت في البحار، فقد غرق 40 ألفا من الذين هجروا من الأطفال والعجزة والنساء في خليج البنغال.
أما الأسباب السياسية فكما تعلم أننا جزء من أمتنا الاسلامية وبالتالي فهذا مبرر كاف لأن تنتهك حرماتنا ونباد ونحرق لأننا مسلمون.
وكيف تغير الاسم من بورما إلى ميانمار؟
ميانمار هو الاسم المتداول والعالم كله يعرفها بهذا الاسم، وقد كانت في السابق بورما إلا أن الحكم العسكري هو من غير اسمها.
تحدثتم عن عمليات اتجار بشر تتعرضون لها.. هل لكم أن تفصلوا لنا ما يحدث لكم؟
هناك كل أنواع التجارة في البشر تجارة بشر وتجارة أعضاء وتجارة عبيد وهذا يمارس ضد المسلمين فقط، فهناك 136 مقبرة في ماليزيا للروهنغيين وهناك مقابر جماعية ايضا في ماليزيا في بيننغ وهناك مقابر جماعية تم اكتشافها في تايلاند وصرحت الحكومة التايلندية أن الجيش متواطئ مع عصابات تجارة البشر، فالروهنغيون يباعون ويشترون ويهجرون في قوارب الموت بلا محركات وبلا مجاديف ويدفع بهم في عرض البحر.
هذا جزء أما الجزء الآخر حين تأخذهم العصابات البوذية في ميانمار، ويسلمونهم لعصابات البوذية الأخرى الموجودة في تايلاند من تجار البشر، ويأخذونهم إلى الغابات ويذبحونهم هناك ويأخذون أعضاءهم، ثم يضعونهم فوق بعض مثل البضائع ويغطونهم حتى السلطات التايلندية لا تكشف وضعهم.
وهناك واقعة حدثني عنها شاب يسكن في الرياض يقول لي إن تجار البشر اتصلوا عليه وأسمعوه صوت أخوين كانا يعذبان عندهم وهم يصيحون من الضرب، ثم طلبوا منه أن يرسل لهم فدية، وحين رفض الإرسال، بكل بساطة قطعوا آذانهم وصوروها بالواتس اب وأرسلوا إليه صورة، لك أن تتخيل لهذه الدرجة من التعذيب أين العالم الحر؟ أين دول آسيا تحديداً أتكلم عن الدول المباشرة الإسلامية؟!
وماذا عن عدد اللاجئين والنازحين وما هي أرقامهم؟
هناك أكثر من 600 ألف هجروا إلى بنغلاديش مسجل منهم في المنظمات الدولية 30 ألفا فقط، وهناك أكثر من 30 ألفاً هجروا إلى الهند مسجل منهم 6000 فقط، وهناك أكثر من 69700 مهجرون إلى ماليزيا منهم 10 آلاف فقط كلاجئين، واندونيسيا 5500 وتايلاند بها 40 ألفا وهم جميعا مسجلون في الأمم المتحدة منهم طبعا أكثر 6000 معتقل وغيرهم، وهناك تقارير مصورة تظهر كيف أن الشرطة تدفعهم وتطردهم من بلادهم، حتى يضطروا لركوب مراكب الموت في البحر المتوسط، والكثير من هؤلاء بالطبع يموتون لكن لا يسلط عليهم الضوء لأسباب كثيرة، وهناك أيضا 200 ألف نازح والتصريحات الرسمية تقول 145 ألفا، هؤلاء قد حرقت قراهم وهم الآن يرزحون تحت وطأة الفقر والاضطهاد والمأساة، فهم الرقم الأول في المجاعة، والرقم الأول في الاضطهاد والرقم الأول في موت الأطفال يومياً.
ففي عام 1978 للميلاد أتوا بالبوذيين من بنغلاديش الماغ وسكنوهم في أماكن المسلمين لكي يغيروا المعادلة الديموغرافية للسكان وهجروا المسلمين وهناك وكالة غوث للاجئين صرحت بأن 40 ألفا من الذين هجروا ماتوا من الأطفال والعجزة والنساء على قواربهم في البحر.
ما أبرز الدول الداعمة لكم؟
هناك مواقف مشرفة لبعض الدول مثل المملكة العربية السعودية التي تحتضن ربع مليون بورمي من الموجودين على أراضيها، وقد قام أحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء التركي ايضا بزيارتنا، وأبدى استعداد بلاده لدعمنا ومساندتنا.
وماذا عن الموقف القطري تجاهكم؟
الموقف القطري من أفضل الدول التي سخرت قدرتها المالية لدعمنا، فقد قامت دولة قطر مشكورة بإنشاء مشاريع تنموية لنا، وقامت بدعم اللاجئين والنازحين، حتى إنها منحت اللاجئين في اندونيسيا 50 مليون دولار كدعم منها لهم.