ممبيا، (5ديسمبر): اليوم تعرض 50 شخصا للمظالم الوحشية بأيدي الجيش البورمي في شرق أراكان. أفاد مراسلنا في منطقة ممبيا بأن خمسين أسرة تسكن في قرية فوتي فارا بمنطقة ممبيا منذ القديم. وكان أهل هذه القرية يعتمدون على اصطياد السمك من النهر المجاور لكسب المعاش. ففي الصباح الباكر جاءت مجموعة من أعضاء الجيش من معسكر رقم 371 بقيادة العميد (3 نجمة) السيد/ أو هان ذو إلى هذه القرية، ثم صادروا شبكات الصيد وجميع الأدوات التي يصطادون بها الأسماك من جميع البيوت الخمسين، بينما صادروا القوارب من النهر. وبعدها اعتقلوا أرباب الأسر وكل من يقدر على صيد السمك وكسب المعاش، وذهبوا بهم معسكر الجيش. وفي المعسكر فرضوا عليهم أنواعا من التنكيل والتعذيب طول النهار. وفي المساء قبيل المغرب أطلقوا سراح 45 شخصا، بينما حبسوا 5 من الزعماء ومسئولي القرية. أذاقوهم أشد أنواع التعذيب ثم أخذوا منهم التوقيع على أنهم أجانب دخلاء من الدولة المجاورة، وعليهم أن يغادروا القرية خلال أسبوع. وبعدها أطلقوا سراحهم.
يقول عالم من هذه القرية بشرط عدم ذكر الاسم: "كان البوذيون المحليون من القرية المجاورة يهددوننا بإضرام النار في بيوتنا منذ أيام، وكانوا يقولون لنا أن نغادر القرية وإلا يقتلوننا. فنحن أبلغنا هذا الخبر إلى المعسكر ظنا منا بأن الجيش سوف يحمينا إذا هاجم علينا البوذيون. ولكن مع الأسف الشديد تغير أملنا بالخيبة. والآن ماذا نفعل وأين نجد لقمة العيش إذا لم نذهب لصيد السمك."
مع مرور الأيام يتضح جليا أن الحكومة البورمية هي التي تدير حملة التطهير العرقي ضد المسلمين في أراكان. منذ اندلاع الحرب على المسلمين في أراكان في شهر يونيو الماضي كانت الحكومة البورمية تقول إن "هذا عنف طائفي بين المسلمين والبوذيين، والحكومة تحاول لتهدئة الأوضاع"، ولكن في الحقيقة رأينا في جميع الأماكن أن رجال الأمن والجيش البورمي كانوا مع البوذيين المحليين عند هجومهم على المسلمين. وفي بداية الشهر الماضي ذكر الرئيس البورمي في رسالة بعث بها إلى الأمم المتحدة "أن الإرهابيين وراء هذا العنف الطائفي." وكان الرئيس البورمي لا يجد سبيلا لحل هذه الأزمة إلا بتشريد جميع المسلمين من أراكان أو جمعهم في مخيمات تحت إشراف الأمم المتحدة.
المصدر/ مركز البحوث والاعلام