دُمرت منازل بوذيي الراخين ومسلمي الروهينغا ووضعت الحواجز في الطرقات نتيجة الصراع لكن اكثر المتضررين كان الروهينغا اذ رفضتهم بورما كمواطنين وبنغلاديش، وامتد اضطهادهم الى مخيمات لجوئهم.فالتمييز جلي في شبه جزيرة مايبون جنوب اقليم راخين حيث يقيم اللاجئون المسلمون والبوذيوين في مخيمات منفصلة تبعد حوالي ميل واحد عن بعضها.
ففي منطقة عشبية وضعت 35 خيمة تحمل شعار المملكة العربية السعودية ويعيش فيها 400 لاجئ بوذي منذ اكتوبر تشرين الاول الماضي.
وتقول فو ما غي ان منزلها اُحرق في الاقتتال وانها تعيش وابنتيها في خيمة مع ثلاثة عائلات اخرى.
“الحكومة تهتم بنا، لدينا الطعام والدواء وباقي الاحتياجات” تقول فو ما غي.
وليس بعيداً عنها توجد منضدة وضع عليها مستلزمات طبية واكياس من الأرز معروضة امام مسؤولين بورميين ومسؤولين من الامم المتحدة، قد تكون دليلاً على عدم وجود اي نقص في مستلزمات المخيم.
منع المعونات
وفي رحلة قصيرة الى مخيم للروهينغا، نمر على ما كان يوماًَ ما حياً يقطنه المسلمون.
الحي دمر بالكامل ولم يبقى من البيوت الا اثار على الارض واثار بناية كانت مدرسة يوماً ما.
“لقد جاءنا بوذيون مسلحون بالسكاكين والقوا علينا الحجارة والعصي” تقول كين لا ماي مديرة احدى المدارس المدمرة التي فرت و اربعة الاف من الروهينغا الى تلة خارج المدينة وانشأوا هناك ما يعرف الان بمخيم تانغ باو للاجئين.
المخيم مليء بالطين القذر ومياه الصرف الصحي وخيام متداعية تأوي اشخاصاً جياعاً ويائسين.
واخبرني احد عمال الاغاثة بان هذا المخيم من اسوأ المخيمات في آسيا، ان لم يكن في العام كله.
لكن ايصال المعونات ليس بالامر السهل اذ يتم عن طريق الزوارق، واي محاولة لايصال المساعدات الصحية والغذائية لمخيم الروهينغا يتم اعتراضها ومنعها.
اذ يسيطر البوذيون الراخين على مسار القوارب ويرفضون السماح بمرور مساعدات المنظمات الدولية لمخيم الروهينغا ما يزيد من اوضاعهم المتردية.
هذا المشهد يتكرر في مكان آخر من اقليم الراخين. فقد اخبرتني إحدى منظمات الاغاثة الكبرى ان البوذيين يمنعونهم من اداء ما يصل الى 90 في المئة من مهماتهم الانسانية.
القوات البورمية العسكرية وحدها يمكن ان تتجاوز تلك العوائق وتضمن ايصال المعونات الى محتاجيها. لكنها رفضت المساعدة في هذا الشأن.
وبدلاً عن ذلك قامت بوضع حراسة على مخيم تانغ باو للروهينغا تمنعهم من مغادرة المخيم للذهاب الى حقولهم التي اصبحت الان تحت سيطرة البوذيين.
لكن وزير الشؤون الحدودية في بورما زار المخيمين في مايبون وقال ان الوجود العسكري عند مخيم الروهينغا هو لإبقائهم داخله حفاظاً على سلامتهم.
وعزا الاختلاف الكبير بين الظروف المعيشية في المخيمين الى اختلاف حجمهما.
علاقات افضل
في مركز اقليم راخين الاوضاع افضل، والعلاقات بين السلطات ومنظمات الاغاثة الدولية تحسنت، ما سمح لكثير ممن هجروا في يونيو حزيران الماضي للانتقال الى ظروف معيشية افضل.
وبعد زيارتها لمخيمات الروهينغا والراخين دعت منسقة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس الى المصالحة.
وقالت ان عمليات الاغاثة تحتاج الى مزيد من الدعم.
“المانحون يتحملون المسؤولية، نحن نحتاج مزيداً من الاموال لنكون فعالين، لكن على الحكومة البورمية مسؤوليات ايضاً”
واضافت آموس: “يجب ان تتولى الحكومة البورمية القيادة، و ان تعمل على جمع المجتمعين – المسلم والبوذي – معاً، وهذا يجب العمل عليه الآن”.
المصدر/ bbc عربي