وكالة أنباء أراكان ANA | اﻹيكونوميست
يوما بعد يوم تظهر بوضوح علامات التحول الديمقراطي في ميانمار، منذ أول انتخابات رئاسية حرة في البلاد يوم 15 مارس، آمال التغيير أوقفت طوفان اللاجئين الروهنغيا عن الفرار عبر خليج البنغال إلى الدول المجاورة، وبخاصة تايلاند وبنجلاديش. بحسب مجلة اﻹيكونوميست البريطانية.
وقالت المجلة: “اﻷنظمة التي تسيطر على البرلمان ترشح أكثر من شخص لمنصب الرئاسة -كما فعل الجيش سابقا- ويصوت البرلمان ويصبح الفائز رئيسا، والخاسران تلقائيا نائبا الرئيس.
وبعد فوز حزب أونج سان سوكي “الرابط الوطنية من أجل الديمقراطية” في الانتخابات البرلمانية التي جرت نوفمبر الماضي يعني أن مرشحه “هيتن كياو”، الخبير الاقتصادي والمقرب من سوكي هو الرئيس الحالي لميانمار ويتولى مهامه أبريل القادم.
وأضافت: بعد الفوز في الانتخابات البرلمانية، اعتقد المواطنون في ميانمار أن سوكي حصلت على وظيفة، لكن الدستور الذي وضعه الجيش عام 2008 وضع مادة تمنع أي شخص متزوج أو لديه أولاد يحملون جنسية غير البورمية من منصب الرئاسة، وسو كي ولديها مواطنون بريطانيون، وكذلك زوجها الراحل”.
ويبدو أن المجلس العسكري ينوي الاحتفاظ بهذه المادة، حتى عندما كانت سوكي تحت الإقامة الجبرية قالت إنها سعت لتغيير القواعد، ولكن الجيش لن يتغير.
وبغض النظر، فإنه سوكي قالت إنها سوف تكون “فوق الرئيس”. وكياو يعرف مكانه، وبعد أن أصبح رئيسا للبلاد، قال هذا “انتصار للأخت سوكي”. ويعتقد أنها على الأرجح سوف تتولي حقيبة الخارجية، ذلك هو المقعد الوحيد الشاغر على طاولة أعضاء مجلس الدفاع الوطني، ومجلس الأمن المكون من 11 عضوا، والذي سوف يزدحم من الذين سوف يعينهم الجيش.
وبمجرد أن تتولى الحكومة مهام منصبه في 1 أبريل، تقول سو كي إن الأولوية ستكون للتوصل إلى سلام دائم مع العرقيات واﻷقليات التي تقاتل الحكومة المركزية، ومعظمها في المناطق الحدودية للبلاد.
وقد يكون هذا هو السبب في اختيار لمنصب نائب الرئيس، هنري فان ثيو، من أحد الأقليات العرقية في ميانمار، وهو مسيحي من الشمال الغربي في دولة ذات أغلبية بوذية.
آمال التغيير بفوز سوكي ساهمت في تباطؤ عدد الفارين من مسلمي الروهنغيا إلى تايلاند، وقالت وكالة الامم المتحدة للاجئين:” مع موسم تهريب البشر عبر خليج البنغال، وجدنا انخفاضا حادا في أعداد المهاجرين الروهنغيا الفارين من ميانمار، بحسب المجلة.
وقال فولكر تورك مدير الحماية الدولية بمفوضية اﻷمم المتحدة لشئون اللاجئين :”من الملفت للنظر أن هناك أعدادا قليلة من الناس يأتون عبر الخليج، بالمقارنة مع العام الماضي”..
الآلاف من الروهنغيا يهربون من الفقر والاضطهاد في ولاية أراكان غربي ميانمار بعد أعمال المذابح التي نفذها ضدهم البوذيون عام 2012.
(الرابطة الوطنية) تعرضت لانتقادات شرسة بعد حديثها عن الكيفية التي سيتم من خلالها معالجة وضع الروهنغيا في ولاية أراكان حيث يوجد حولي 140 ألف شخص في المخيمات.
أما بالنسبة لنائب الرئيس الآخر “مينت سوي” لا يزال على القائمة السوداء للعقوبات الأمريكية. رئيس وزراء يانجون العاصمة التجارية لميانمار، هو ابن شقيق زوجة زعيم المجلس العسكري السابق، ثان شوي.
وكان رئيس الاستخبارات العسكرية في “ثورة الزعفران” التي قادها الرهبان البوذيون عام 2007.
وأوضحت الصحيفة، أن تعيين “مينت” ليس إلا تذكيرا لسوكي بأن عليها عدم الضغط من أجل تغييرات كبيرة بسرعة، الجيش لا يزال يمتلك نفوذا هائلة، وخاصة ﻷنه يسيطر على وزارات الدفاع، والحدود، والداخلية، وهذا لن يتغير بعد 1 أبريل.
من غير الواضح ما إذا كانت سوكي سوف تتخلى عن العادات التي خدمتها في المعارضة، مثل مركزية السلطة وتقييد المعلومات، والاعتماد على مجموعة صغيرة من المستشارين، ومطالبتهم بالولاء المطلق.
أضاعت الرابطة الوطنية، وزعيمتها عقودا من القتال بشجاعة على السلطة السياسية، والآن يجب أن تتعلم كيفية ممارستها.