وكالة أنباء أراكان ANA | الرأي
أثار الكشف أمس، عن أن أونغ سان سو كيي – زعيمة «حزب الرابطة الوطنية الديموقراطية» في ميانمار (بورما) التي من المقرر تسليمها ملف وزارة الخارجية في الحكومة الجديد – معادية للمسلمين، ضجة واسعة في بريطانيا والغرب عموما، إذ ان الغرب تبنى سو كيي (70 عاماً) منذ تسعينات القرن الماضي وجعل منها «ابنة مدللة» وضغط من أجل إطلاقها بعد قضاء فترة في السجن وبلغ الترويج الغربي لها ذروته بمنحها جائزة نوبل للسلام عام 1991 تقديراً لها على نضالها السلمي أو غير العنيف من أجل الديموقراطية في بلادها.
وجاء الكشف عن عداء سو كيي للمسلمين في كتاب جديد باللغة الإنكليزية صدر عن دار نشر «بنغوين» ونزل إلى الأسواق هذا الأسبوع بعنوان «السيدة والجنرالات: أونغ سان سو كيي ونضال بورما من أجل الحرية» لمؤلفه بيتر بوفام.
ووفقاً لبوفام، ظهر عداء سو كيي للمسلمين في شكل واضح أثناء لقاء إذاعي أجرته معها ميشيل حسين، مقدمة برنامج «توداي» الشهير الذي تبثه محطة «راديو 4» التابعة لـ «هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية» (بي بي سي)، وجرت المقابلة عقب فوز سو كيي في الانتخابات البرلمانية في ميانمار في نوفمبر 2015، حيث وجهت حسين لها سؤالاً عن موقفها من المذابح التي يتعرض لها مسلمو ميانمار على يد متطرفين بوذيين وما إذا كانت تستنكر تلك المذابح، فرفضت سو كيي الرد على السؤال، وبدأت تتحدث عن أن «بوذيين كثرا تركوا ميانمار لأسباب عدة»، وعزت ذلك نتيجة للعذاب الذي ذاقه شعب ميانمار على يد الطغمة العسكرية التي تحكمت في البلد لسنين طويلة.
وألحت حسين بالسؤال على سو كيي لمعرفة حقيقة موقفها من العداء الشديد للمسلمين في ميانمار، إلا أن سو كيي واصلت تجاهل الأسئلة التي وجهت إليها في هذا الخصوص.
ويقول مؤلف الكتاب أن سو كيي غضبت جداً من تلك المقابلة الإذاعية وعندما انتهت المقابلة همست لمساعديها الذين تحلقوا حولها قائلة «لم يبلغني أحد بأنني سأجري مقابلة مع مسلمة».
وميشيل حسين (43 عاماً)، حسناء بريطانية من أصل باكستاني مولودة في مدينة نورثامبتون شمال إنكلترا متزوجة ولها ثلاثة أبناء، تعتبر من أفضل نجوم الإذاعة والتلفزيون في بريطانيا، نظراً لثقافتها العالية، إذ درست في أرقى المعاهد العلمية في بريطانيا وهي خريجة «جامعة كامبريدج» في القانون.
وعندما وجهت حسين أسئلتها الى سو كيي حول موقفها مما يتعرض له مسلمو ميانمار، لم تفعل ذلك بناء على تعصب ديني للمسلمين كونها مسلمة، بل لأن موضوع مسلمي ميانمار، الذين يطلق عليهم «مسلمو الروهنغيا»، احتل في حينه العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام.
وكان من الطبيعي أن توجه مثل تلك الأسئلة لسياسي ميانماري بحجم سو كيي التي كان من المفروض أن تصبح رئيسة ميانمار، لكن دستور البلد يمنعها من تحقيق هذه الرغبة، رغم فوز حزبها بغالبية المقاعد في البرلمان بمجلسيه وتشكيله الحكومة، وذلك لأن سو كيي متزوجة من رجل بريطاني هو مايكل فالينكورت أريس ولها منه ابنان. ولكي تصبح سو كيي رئيسة لميانمار، ينبغي تعديل الدستور ولا يمكن إجراء ذلك إلا بتوافر ثلثي الأصوات لصالحها في البرلمان، وهو ما لم يحصل عليه حزب سو كيي بعد في الانتخابات البرلمانية.
وعزت الصحف البريطانية التي طالما أيدت سو كيي وناصرتها في معركتها من أجل الديموقراطية في ميانمار تصرف سو كيي إلى أنها فعلت ذلك من منطلق الحفاظ على علاقتها بالغالبية البوذية من سكان ميانمار الذين يُظهرون عداء بارزاً للمسلمين، وهو موقف غير سليم وفيه نفاق أو مداهنة للشارع وللبوذيين المعادين للمسلمين.
لكن ما كشفه بوفام في كتابه، يكشف أن مسألة العداء للمسلمين لدى سو كيي أعمق بكثير من كونها نفاق أو مداهنة للبوذيين، فتعبيرها عن غضبها لأن مساعديها لم يقولوا لها بأن المذيعة التي ستجري معها المقابلة مسلمة، يعني الكثير.