صلاح عبد الشكور :
أكد رئيس المركز الروهنجي العالمي للتنسيق والمتابعة الشيخ عبدالله معروف استمرار الاضطهاد البوذي بحق المسلمين الروهنجيا في أراكان رغم كل التحركات الإعلامية والدولية لحل أزمة هذا الشعب.. وقال في حوار خاص لموقع العرب الآن: إن الجهود الإعلاميّة من وسائل الإعلام العالميّة، والمواقع الإخباريّة العالمية، ما زالت شحيحة ومحدودة جدّاً مقارنة بحجم المأساة ، ولم تؤدِّ الدور المطلوب منها ولمزيد من التفاصيل حول هذه القضية نترككم مع هذا الحوار:
بعد سبعة أشهر من الأحداث المأساوية في أراكان بورما – ميانمار حالياً – أين وصلت قضية الروهنجيا وما آخر المستجدات؟
رغم التحركات الدوليّة والجهود السياسية المبذولة من الكثير من المنظمات العالمية وعلى رأسها منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة آسيان ومؤخراً الاتحاد الأوربي، وما كنّا نأمله من زيارة أوباما التاريخية لميانمار، فما زالت سياسة التهجير القسري والتصفيات العرقية ضدّ أقلية الروهنجيا مستمرة، وفي كلّ يوم تأتي الحكومة الظالمة بأساليب أشدّ خبثاً من ذي قبل للمارسة سياسة التطفيش ضدّ المستضعفين .. ومن آخرها عدم السماح لأيّ فتاة من الذهاب للسوق للتبضع –في ظلّ خلو القرى من الشباب – إلاّ بعد تفتيشها وملامسة جميع أجزاء جسمها أمام ضحك البوذيين! وكذلك إطعام الروهنجيين– عمّال السخرة – في مخيمات الجيش لحوم الكلاب والميتة! ممّا يضطرّ الجميع للخيار الصعب في حياتهم وهو ترك بلادهم وموطنهم للمصير المجهول عبر قوارب الموت في عباب البحر، وهو أرحم في نظرهم من الحياة البهيميّة التي يعيشونها أمام صمت العالم ضدّ جرائم الحكومة الميانمارية ..
ومن الأساليب الخبيثة وما أكثرها هذه الأيّام إجبار الروهنجيين للاعتراف بأنهم دخلاء بنغاليين وليسوا بمواطنين أصليين، في صورة جديدة لضياع هويتهم الضائعة تحت تهديد السلاح والتخويف بالاعتقال والسجن!
أمّا حال السجناء وخاصة من العلماء فتأنف لسماع حالهم، وأجدني مضطراً لذكر واقعهم ليعرف العالم أنّ الروهنجيين قوم ليسوا من عصرنا .. فلك أن تتخيّل عالماً جليلاً لطالما ثبّت المسلمين على دينهم، وهو الآن في غياهب السجون تم نتف لحيته وحرق لحى الآخرين، ومن ثمّ تعريتهم من ثيابهم كلّيّاً، ثمّ يأتون ببعض طلاّبهم وتحت وطأة التعذيب والتجويع يجبرون طلابهم بفعل الفاحشة بعلمائهم، أيها الضمير الحي في قلب كل إنسان حرّ في هذا العالم! أليس منكم رجلٌ رشيد!!
كيف تقيّمون الحراك الإعلامي لنصرة مسلمي أراكان هذه المرة وما الجهود الإعلاميّة والإغاثيّة التي بذلتموها لنصرة القضية؟
الجهود الإعلاميّة من وسائل الإعلام العالميّة، والمواقع الإخباريّة العالمية، مقارنة بحجم المأساة ما زالت شحيحة ومحدودة جدّاً، ولم تؤدي الدور المطلوب منها!
ومهما تحرّك الإخوة الإعلاميون، من أبناء أراكان لنصرة قضيتهم فهي ستبقى محدودة جدّاً بدون دعم الجهات الإعلامية العالمية ووقوفها معهم ..
ومن هنا نفيد الجهات الإعلامية المحلية والعالمية على أنّنا أطلقنا مركزاً إعلامياً بمسمى (المركز الإعلامي الروهنجي) للاهتمام بالقضية ومتابعة الأخبار ورصد المستجدات كما أسسنا بفضل الله وكالة خاصة للأنباء وهي "وكالة أنباء أراكان المحتلة ANA" ، وهي وكالة إخبارية معتمدة تستقي أخبارها من داخل أراكان عبر شبكة مراسلين ويعمل عليها نخبة من الإعلاميين الأركانيين ليكون رافداً إعلاميّاً عالميّاً لأخبار الروهنجيين في أراكان، وفي العالم، وستقوم جميع المنظمات الروهنجية المسجلة في اتحاد أراكان روهنجياaru بمنظمة التعاون الإسلامي، ببثّ جميع مناشطها من خلال هذه النافذة.
أمّا من الناحية الإغاثيّة فقد قمنا بعمل تكتّلات وائتلافات لتقنين العمل الإغاثي، في بنغلاديش وميانمار .. والتواصل مع أغلب الجمعيات المانحة في دول الخليج وغيرها .. وكلّ هذه الأعمال تنضوي تحت (المركز الروهنجي العالمي بـ aru ) ..
ما هي مسارات العمل ومهام (المركز الروهنجي العالمي بـ aru) ؟
اتحاد أراكان روهنجياaru بمنظمة التعاون الإسلامي oic هو الممثّل الشرعي الوحيد والمعترف به من دول الـ 57 أعضاء منظمة التعاون الإسلامي .. ومديره سعادة البريفسور وقار الدين أحمد – حفظه الله –
و(المركز الروهنجي العالمي) بهذا الاتحاد، هو الجهة المخوّلة للتنسيق والمتابعة، في المسارات الخمس التالية وهي: (المسار السياسي – المسار الإعلامي – المسار الإغاثي – المسار القانوني – المسار الحقوقي الخاص)
وهذا المركز مسجل في هولندا "امستردام" ودوره الأساس دعم وتفعيل دور جميع المنظمات الروهنجية في العالم لتفعيل المسارات الخمس المذكورة.
يصف البعض أنّ الصراع في ميانمار بأنّه صراع ديني ويصفه الآخرون بأنه عرقي! ما تعليقكم أنتم؟
يختلف سكان بورما من حيث التركيب العرقي واللغوي بسبب تعدد العناصر المكونة للدولة، ويتحدث أغلب سكانها اللغة البورمية، ويطلق على هؤلاء "البورمان"، فيما يتكلم باقي السكان لغات متعددة يصل تعدادها إلى 107 لغة حسب العرقيات الموجودة و92% منها أقليّات، ومن بين القوميات المتعددة قومية الروهينجا، ويعيشون في القسم الشمالي من إقليم أراكان .. وكلّهم مسلمون!
ومن درس تاريخ هذه الدولة الشيوعية العسكرية عرف ما قامت به خلال سبعة عقود منالتطهير العرقي ضدّ الأقليّات الموجودة في ميانمار سواء البوذية منها كما في إقليم شان وكاشين ومازالت هناك مواجهات مسلحة مناوئة ضدّ الحكومة، أو النصرانية كما في كايا وكارين، ومن الأقليات المسلمة الروهنجياوالكوماه في أراكان..
ومن هنا نعلم أنّ الاضطهاد ضدّ الروهنجيا هو اضطهاد عرقي من الدرجة الأولى، وزاد هذا الاضطهاد بإعلان الرهبان البوذيين حربهم المقدسة لتطهير المسلمين من أرض أراكان وهو ما وافق هوى الحكومة الميانمارية في إكمال مسيرتها الممنهجة في التطهير العرقي.
يلاحظ المتابع لهذه القضية سكوتًا عالميًا وبالذات من الدول الكبرى ما تفسيركم لذلك وهل للمصالح الاقتصادية دور في ذلك؟
لو أنّ المسألة توقفت على السكوت لوجدنا لها تفسيراً، ولكن كيف نفسّر تخفيف العقوبات الاقتصادية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي عن ميانمار في هذه الفترة بالذات!
وكيف نفسر كلام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في نيويورك للتعاطي مع قضية الروهنجيين بحذر لعدم تقويض جهود الإصلاح الديمقراطي في ميانمار على حدّ زعمه، وهو يرى سيل الدماء، وإدانة منظمته المتكررة لانتهاكات حقوق الإنسان ضدّ الروهنجيا.
وكيف نفسر المناورات العسكرية المشتركة بين الجيش البورمي والجيش الأمريكي. وعدم إدانة المعارضة سان سوتشي المتوجة بجائزة نوبل للسلام على سكوتها ضدّ جرائم بلادها والتي تزامنت جولتها في دول أوربا.
وكيف نفسر إسقاط اسم رئيس ميانمار الحالي من قائمة المطلوبين في أمريكا، حتى نفاجأ بصدمة أبكت ضمائر الروهنجيين في العالم باختياره ضمن أفضل عشرة رؤساء في العالم في عام 2012م .وكيف نفسر تسابق الشركات الأمريكية ودول آسيان في ميانمار.
وما موقف بنغلاديش السلبي والمستهجن من جميع دول العالم بما فيها أمريكا ضدّ لأمر يؤكد أنّ هناك تقاطع لمصالح اقتصاديّة لدول كثيرة نحو دولة ميانمار التي تعتبر أرضاً خصبة للاستثمار الاقتصادي.
وبين هذا وهذا ضاعت مصالح المستضعفين الروهنجيا والذين ليس من وجودهم في الوجود أيّ مصلحة لدول الكفر والجحود!!
ماهو تقييمكم لأداء المنظمات التي تعمل للدفاع عن الروهنجيا في أراكان؟
هناك منظمات كثيرة ولدت في مسيرة الاضطهاد خلال سبعة عقود لنصرة إخوانهم، فمنها ما هي انتهت ولم يبق لها أثر، ومنها ماهي قائمة إلى الآن وعلى ضعف!
ومنها ماهي وليدة الحدث الأخير أو قبله بسنوات قليلة!! حتى قامت منظمة التعاون الإسلامي وعلى رأسها مدير الأقليات الأستاذ/ طلال داعوس والأخت/ دينا مدني ..
وبجهد تاريخي غير مسبوق بجمع المنظمات في عام 2011م تحت اتحاد واحد وهو aru وعددها 25 منظمة روهنجية، ومن رحم الحدث الأخير ولدت منظمات أخرى لنصرة القضية!
وكلّها بحاجة إلى دعم على جميع الأصعدة، ومن أهمها دعمها بمستشاريين دوليين لتطوير أدائها الإداري، وتفعيل دورها المطلوب!
كما أنها بحاجة إلى التخصص ضمن إحدى المسارات الخمس التي يعمل عليها "المركز الروهنجي العالمي بـ aru" حتى تتكامل الجهود ونصل إلى النتيجة
العرب الآن