تستمر حكومة ميانمار على الإنتهاكات الإنسانية والقتل والتعذيب والإغتصاب والإعتقال المستمر ، وتقوم بمذبحة باردة على مسلمي أراكان المحتلة في ظل الصمت الدولي الغريب
وتعمد ميانمار في الأزمة الأخيرة على تقليل مسلمي الروهنجيا وتوطين البوذيين بشكل واسع في قرى المسلمين المحروقة وتوفير كل سبل الإسكان فيها وخاصة في أراكان المحتلة ، وتقوم بمصادرة كل ما يمتلكون من الأموال والأمتعة وتزداد الأمر سوءا بعد زيارة نائب رئيس الحكومة
وأوضح ناشطون من داخل أراكان بأن مخيمات أكياب تشهد حالة من الرعب والفزع وبدأت الأمراض تنتشر في كل مخيم والوفيات تزداد يوميا ما يشير إلى الحاجة الماسة للإغاثة العاجلة
ووردت أنباء لوكالة أنباء أراكان المحتلة بوفاة الأطفال والشيوخ والنساء جراء عملية التشريد والجوع والبرد القارس ونقص المواد الغذائية الأساسية وانعدام المستشفيات والأطباء
في الوقت الذي يعيش فيه الروهنجيا بين الغابات والجبال والقرى المدمرة على أصناف من العذاب والتنكيل وترتكب جرائم إنسانية لهؤلاء الأبرياء
وهناك الشعب البوذي والعصابات المجرمة قد دعمت من قبل الحكومة بالأسلحة النارية والسواطير وغيرها ، وقد أطلقت أيديهم للنهب والسلب في داخل مخيمات الموت في أراكان وفي خارجها في الوقت الذي يعيش فيه اللاجئون أوضاعا سيئة للغاية
ففي مدينة راسيدنغ يعيش أهلها في خطر الموت مع إعلان الحكومة بعقوبات تهدد البقاء في هذه المنطقة ، ويحذر حاكم راسيدنغ من بقاء المسلمين قائلا : بأنهم دخلاء نخرجهم لا محالة ، ويذكر أن هذه المنطقة تحتوي على 30قرية مسلمة تعذب بين عشية وضحاها في ظل الصمت الدولي المخيف
ولم تكتف الحكومة المانمارية بهذه الجرائم في هذه المنطقة ، بل وصلت إلى أغنى الأحياء المسلمة في مدينة إسمها شيلكالي الجنوبي ، يسكن فيها الآن حوالي 700 عائلة مسلمة تتعرض للإنتهاكات والإغتصابات والإعتقالات المستمرة مع إعلان الحكومة بإخلائها في خلال شهر فقط
وتحديدا في مدينة منغدو تواصلت عمليات السخرة وإستخدام الروهنجيين في الثكنات العسكرية للعمل الشاق مع مطالبة الحكومة بإرسال 50عاملا مسلما يوميا
ومن جهة أخرى تقوم السلطات بإجبار المسلمين على إحياء الأراضي المحروقة والمدمرة من قبل البوذيين
وتزداد المخاوف من تدهور الأوضاع في مدينة بوسيدنغ بعد حظر التجوال وإحاطة الأمراض والجوع والخوف والحصار التام على القرية من قبل الجيش العسكري
وقال شهود عيان بأن الوفيات في إزدياد وبشكل يومي وسط تفشي الأمراض المزمنة ، ولا تقل عن وفاة 10 أطفال يوميا
ومع استمرار الهجمات على القرى زاد التضييق على عامة المناطق التي يقطنها المسلمون الروهنجيا من حيث منعهم إظهار شعائر الإسلام الدينية ومنع فرض الرسومات على ملاك البيوت ومنعهم من صيد الأسماك وفي التنقل والزواج والتعليم
ونظرا لتلك الظروف السيئة بادرت بعض المنظمات الإغاثية بالتوجه بإغاثتهم بالمواد الغذائية العاجلة إلا أن حكومة ميانمار رفضت أي إغاثة وتبرر بالقول بأن الحياة تسير على ما يرام ، وما حصل بين المسلمين والبوذيين مجرد مصادمات
وفي الوقت ذاته تقف دولة بنغلادش المسلمة جدارا صلبا أمام تلك المنظمات وتمنعها من مساعدة اللاجئيين على الحدود
وتشير التقارير الدولية بأن مسلمي أراكان الروهنجيا مرت بحملات إبادة راح ضحيتها الآلاف ، وتأتي هذه الحملة الشرسة في المرحلة الثالثة عشر في إشارة إلى تصفية وتطهير لهذه العرقية المسلمة
والجدير بالذكر بأن الموقف الدولي لم يكن على مستوى الحدث بل اكتفى بدعوة الجميع إلى ضبط النفس ، ولكن التوقعات تنبئ عن خوض الغرب في ميدان المصالح باعتبار إستراتيجية المكان وثرواته الطبيعة ،فرفعت أمريكا عن ميانمار الديون وعززت الإقتصاد بين الدولتين .
ا/ عبدالله عبدالحكيم
المصدر/ ميثاق