(رويترز) – أبدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قلقها العميق بشأن اعمال العنف التي تشهدها ميانمار والتي تهدد بتعريض الاصلاحات الديمقراطية والاقتصادية هناك للخطر بعد عقود من العزلة تحت حكم العسكريين.
ودعت كلينتون والاتحاد الاوروبي حكام ميانمار الى تهدئة الوضع وتحقيق المصالحة. وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي قد علقا في الاونة الاخيرة العقوبات الاقتصادية المفروضة على ميانمار اعترافا منهما وتشجيعا لتحولها للديمقراطية.
وتحولت التوترات بين البوذيين والمسلمين الى اعمال عنف في شمال غرب ميانمار خلال الاسبوع المنصرم بعد تعرض امرأة بوذية لاغتصاب جماعي وقتلها وهي جريمة انحي باللائمة فيها على نطاق واسع على مسلمين مما اثار عمليات انتقامية دامية.
وقالت كلينتون ان"الوضع في ولاية راخين يؤكد الحاجة الماسة للاحترام المتبادل بين كل الجماعات العرقية والدينية ولبذل جهود جادة لتحقيق المصالحة الوطنية في بورما.
"نحث شعب بورما على العمل معا لتحقيق بلد سلمي ومزدهر وديمقراطي يحترم حقوق كل اناسه المختلفين."
وساد التوتر شمال غرب ميانمار يوم الاثنين بعد ان اجتاحت اعمال العنف الطائفية أكبر مدنها في مطلع الاسبوع بعد أن أحرقت حشود من المسلمين والبوذيين المتناحرين المنازل وأطلقت الشرطة النار في الهواء وفر مسلمون بالقوارب الى بنجلادش المجاورة.
وأعلنت السلطات ان ثمانية اشخاص على الاقل قتلوا واصيب كثيرون في اعنف اضطرابات طائفية تشهدها ميانمار منذ ان حلت حكومة إصلاحية محل حكومة عسكرية في العام الماضي وتعهدت بتحقيق الوحدة في واحدة من اكثر دول اسيا تنوعا من الناحية العرقية.
واندلعت الاشتباكات يوم الجمعة في بلدة مونجداو بولاية راخين ثم امتدت الى العاصمة سيتوي والقرى المجاورة. وقالت الامم المتحدة اليوم انها بدأت اجلاء موظفيها من المنطقة بعدما اعلنت الحكومة حالة الطواريء وفرضت حظر التجول من المساء حتى الفجر.
وقد تجبر الاضطرابات الرئيس ثين سين وهو جنرال سابق على التعامل مع قضية انتقدتها جماعات حقوق الانسان طوال سنوات وهي محنة الاف من مسلمي اقلية الروهنجيا يعيشون بلا جنسية بامتداد حدود ميانمار مع بنجلادش في ظروف صعبة ويلقون معاملة سيئة من جانب الاغلبية البوذية في راخين.
وقال ثين سين في خطاب تلفزيوني رتب على عجل يوم الاحد ان "الثأر والفوضى" قد يمتدان الى خارج ولاية راخين ويعرضان تحول ميانمار للديمقراطية للخطر.
ويطالب نشطاء الروهنجيا منذ فترة طويلة بالاعتراف بهم في ميانمار كجماعة عرقية من السكان الأصليين لها حقوق المواطنة الكاملة ويقولون ان اصولهم ترجع لقرون مضت في راخين. لكن الحكومة تعتبرهم مهاجرين غير شرعيين من بنجلادش ولا تمنحهم الجنسية.
وترفض بنجلادش منح افراد الروهنجيا وضع اللاجئين منذ 1992.
المصدر:خبري دوت كوم