لم يكن يدري بحكم صغر سنه آنذاك ـ مكانة ذاك التمثال الذي تسبب في سقوطه علي الارض وتحطمه, ونال جراء ذلك قدرا هائلا من اللوم والتأنيب, نظرا لقدم التمثال وقيمته.
تذكر الآن ـ بعد أن مرت عقود طوال علي الواقعة ـ بوذا الجالس وحوله العديد من ذريته وأتباعه, وتخيله وعلي وجهه ووجوههم ابتسامة سمحة هادئة مكنونة, تشع منها علامات المحبة والحنو والود. استرجع ملامح التمثال قبل أن تتناثر قطعه فوق أرضية صالة المنزل منذ نحو70 عاما, ثم تذكر الفيلم الرائع الملك وأنا للممثل القدير يول برينر, كما تذكر ما كتبه الأديب الموسوعة الراحل أنيس منصور عن الدلاي لاما. تذكر كل ذلك وهو يقرأ عن ثوار الربيع العربي وهم يطالبون بقمة إسلامية لإنقاذ مسلمي بورما ودعمهم, لرفع الاضطهاد الديني الواقع عليهم من البوذيين الذين يمثلون الأغلبية, وهو ما أيدته منظمة هيومن رايتس ووتش, وعضده ما أفاد به مسئول للأمم المتحدة في مدينة رايجون لوكالة الأنباء الفرنسية, من أن نحو22 ألف شخص منهم21700 مسلم, نزحوا بسبب أعمال عنف حدثت خلال أيام قلائل, وأن4650 منزلا تم تدميرها وحرقها منها4500 منزل للمسلمين! وتساءل متعجبا.. كيف ولماذا أصبحت سلالة بوذا في أيامنا هذه بمثل هذا البطش والطغيان العنيف؟ وهل هي سمة من سمات العصر, وما أبشعه من عصر تعددت فيه صور البطش والعنف والطغيان, وهي تمارس علي الأقليات من أبناء البشر مهما اختلفت دياناتهم أو مللهم أو عقائدهم؟!
المصدر : الإهرام