وسط تحذيرات دولية من مغبة إخفاق المجتمع الدولي، بما فيه رابطة آسيان المسئولة عن ملف أزمة مسلمي ميانمار، في تخفيف الضغوط التي يعيشها الروهينجا تحت الاضطهاد البوذي، الأمر الذي قد يدفع بالأقلية المسلمة – الأكثر اضطهادا في العالم وفق تأكيدات الأمم المتحدة – لرد العنف بعنف مماثل، مما يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين، بما في ذلك مضايق مالقا، التي تمثل الممر المائي الرئيسي للسفن التجارية، وعلى المستوى العالمي بين المحيطين الهندي والهادئ، رفضت حكومة ميانمار، الدخول في محادثات مع الرابطة والأمم المتحدة، بدعوى أن ما يجري شأن داخلي.
وفي سياق مماثل، أعلنت 32 منظمة روهينجية في ماليزيا، تشكيل اتحاد دولي، يهدف إلى توحيد الجهود السياسية والإنسانية؛ لمساعدة مضطهدي الروهينجا في ميانمار، وحشد التأييد الدولي لقضيتهم.
ودعا الأمين العام لاتحاد المنظمات الروهينجية، غياث عبد السلام، إلى الضغط على المؤسسة الحاكمة ببورما؛ من أجل وقف الإبادة الجماعية، التي يتعرض لها الروهينجيون في إقليم أراكان، وإفساح المجال أمام المساعدات الإنسانية، ومراقبين دوليين، للوصول إلى المتضررين من أعمال العنف.
المجتمع الدولي
وفي نفس الاتجاه، تناولت مباحثات الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، مع وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، محنة مسلمي ميانمار، وسط محاولات تهدف إلى تدويل القضية.
وقال أوغلو عقب اللقاء: إن منظمة التعاون الإسلامي، تقوم حاليا باتصالات مكثفة، على مستوى الأمم المتحدة ومجلسِ الأمن؛ من أجل دفع قضية مسلمي ميانمار في المحافل الدولية، مطالبا المجتمع الدولي بالتعامل بشفافية مع هذه القضية.
يأتي ذلك، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة، من أن مخيمات اللاجئين من أعمال القتل والإبادة في إقليم أراكان، تجاوزت طاقتها الاستيعابية، وأن القائمين عليها قد يواجهون نقصا في المواد الغذائية.
وبحسب المراقبين، فإن السلطات نشرت 16 ألف جندي وشرطي، لتهدئة الوضع في المنطقة، حيث قُتل منذ منتصف الشهر الحالي، نحو 90 شخصا من مسلمي الروهينجا، فيما فر أكثر من 28 ألفا، حسب أرقام الحكومة.
بينما أكدت بيانات لمنظمة “هيومان رايتس ووتش”، بأن حملة القمع الأخيرة، التي تعرض لها المسلمون، أدت إلى تدمير منطقة يسكنها مسلمو الروهينجا، تقدر مساحتها بخمسة وثلاثين فداناً وتضم نحو أكثر من 600 مسكن، و178 قارباً سكنيا عائما، فيما تم محو عشرات المنازل الخشبية من على وجه الأرض.
إحصاء للاجئين
إلى هنا بدأت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة الأمم المتحدة، في إحصاء طالبي اللجوء، من المسلمين الفارين من العنف البوذي إلى ماليزيا، مؤكدة أن أعداد اللاجئين بماليزيا المسجل حاليا، يقدر بنحو أربعين ألفا، منهم 25 ألفا من الروهينجا المسلمة، وعشرة آلاف من مسلمي ميانمار، من عرقيات أخرى، إضافة إلى سبعة آلاف من التاميل، وسط مخاوف من أن تكون عمليات تسجيل اللاجئين بالأمم المتحدة، بداية لتوطينهم في البلاد التي سيذهبون إليها، مما يعني تصفية قضيتهم، وتقديم حل نهائي للأزمة، على حساب الأقلية المسلمة، بما يتوافق مع سياسة الحكومة في ميانمار، الراغبة في تطهير عرقي كامل للمسلمين بها.
المصدر : رسالة الإسلام