وكالة أنباء أراكان ANA | أ ف ب
اعتبرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء 29 تشرين الثاني ـ نوفمبر 2016، أن أقلية الروهنغيا قد تكون ضحية جرائم ضد الإنسانية، فيما يصل الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان إلى ميانمار في زيارة تشمل ولاية أراكان.
وشن الجيش حملة قمع في أراكان، فيما تدفق آلاف من مسلمي أقلية الروهنغيا على الحدود للعبور إلى بنغلادش الشهر الحالي، وتحدثوا عن ارتكاب قوات الأمن عمليات اغتصاب جماعي وتعذيب وقتل.
وفر نحو 30 ألف من الروهنغيا من منازلهم، وتبين من تحليل منظمة هيومان رايتس ووتش لصور التقطت بالأقمار الاصطناعية تدمير مئات المباني في قرى الروهنغيا.
ونفت بورما هذه المزاعم قائلة إن الجيش يطارد “إرهابيين” يقفون وراء غارات على مواقع لقوات الأمن الشهر الماضي.
وانتقدت الحكومة تقارير الإعلام التي تحدثت عن عمليات اغتصاب وقتل وقدمت احتجاجا لمسؤول في الأمم المتحدة في بنغلادش قال إن الدول تشن “حملة تطهير عرقي” ضد الروهنغيا.
وحظر على الصحافيين الأجانب والمحققين المستقلين دخول المنطقة للتحقيق في المزاعم.
ورأت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن معاملة ميانمار للروهنغيا يمكن أن تنحدر إلى جرائم ضد الإنسانية مؤكدة ما تضمنه تقرير في حزيران ـ يونيو 2016.
وتكتظ معسكرات النازحين بأكثر من 120 ألف من الروهنغيا منذ اندلاع العنف المذهبي عام 2012 ويحرمون من الجنسية والرعاية الصحية والتعليم كما تفرض قيود صارمة على حركتهم.
وقالت المفوضية في بيان إن “الحكومة أخفقت في تنفيذ التوصيات الواردة في تقرير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الذي تحدث عن احتمال أن يرقى مستوى الانتهاكات ضد الروهنغيا إلى جرائم ضد الإنسانية”.
ووسط الأزمة المتزايدة بدأ أنان الثلاثاء 29 تشرين الثاني ـ نوفمبر 2016، زيارة تستمر أسبوعا إلى ميانمار ستشمل إقليم أراكان.
وفي آب ـ أغسطس عينت أونغ سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام التي تقود الحكومة الحالية في بورما، أنان رئيسا للجنة تحدد سبل معالجة الانقسامات الدينية والعرقية العميقة في الولاية المضطربة.
وأعرب أنان عن “قلقه البالغ” حيال العنف في أراكان الذي دفع بآلاف المسلمين الغاضبين إلى تنظيم احتجاجات في أنحاء آسيا.
وتقول الأمم المتحدة إن أعمال العنف أدت إلى تهجير ثلاثين ألف شخص وسقوط عشرات القتلى منذ بداية عملية الجيش الميانماري بعد سلسلة هجمات استهدفت مراكز للشرطة مطلع تشرين الأول ـ أكتوبر.
ومصير الروهنغيا الذين يعيشون في ميانمار منذ أجيال، ملف قابل للانفجار في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.
فهؤلاء مكروهون من قبل جزء من السكان (95 بالمئة منهم بوذيون) ويعتبرون أجانب في ميانمار وصلوا من بنغلاديش ويتعرضون للتمييز في عدد من المجالات من العمل القسري إلى الابتزاز وفرض قيود على حرية تحركهم وعدم تمكنهم من الحصول على العناية الطبية والتعليم.