وكالة أنباء أراكان ANA | بوابة الخليج العربي
57 دولة بمنظمة التعاون الإسلامي تبدو حتى الآن عاجزة عن وضع خطة عملية قابلة للتحقق لإنقاذ مليون من مسلمي الروهنغيا، ولم تحرك الأمم المتحدة ساكنا لمنع ما يتعرضون له من إبادة جماعية ممنهجة مستمرة منذ عقود، في مؤشر على وجود تواطؤ دولي ضد جروح المسلمين النازفة، وأصبح المسلمون فقط من يتعرضون لعمليات القتل والحرق والتهجير والنفي خارج أراضيهم، بلا منقذ أو نصير، فقط توصيات عامة بلا تفعيل، لا تحقن دماءهم.
اجتماع استثنائي دعا رئيس الوزراء الماليزي، نجيب عبد الرزاق، يوم أمس الخميس، حكومة ميانمار إلى «الوقف الفوري» لجميع أشكال العنف العسكري ضد مسلمي الروهنغيا، لضمان علاقات سلسة وودية مع جميع الدول الإسلامية.
جاء ذلك خلال اجتماع استثنائي عقده وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، اليوم، في العاصمة الماليزية، كوالالمبور، لبحث وضع أقلية الروهنغيا المسلمة في ميانمار. ومن جهته، طالب «عبد الرزاق» بوضع حد فوري لكل أشكال الاضطهاد ضد أقلية الروهنغيا المسلمة، قائلا: «يجب وقف القتل، وحرق المنازل، وانتهاك النساء والفتيات، وقمع الرجال، فقط لكونهم مسلمين » .
وأشار إلى أن بلاده ستساهم بمبلغ قدره 2.25 مليون دولار للمساعدة في مشروعات إعادة التأهيل الاجتماعي في ولاية أراكان، والتي ستستخدم في بناء البنية التحتية، كالمؤسسات الطبية والتعليمية. وأضاف: «ندعو حكومة ميانمار لتسهيل عودة اللاجئين إلى بلادهم ومجتمعاتهم بأمان وكرامة»، مشيرا إلى أن بلاده تستضيف حاليًا نحو 50 ألف لاجئ روهنغي.
دعوة للأمم المتحدة بدوره، قال مبعوث منظمة التعاون الإسلامي الخاص إلى ميانمار، إنه ينبغي للأمم المتحدة التدخل في ولاية أراكان في ميانمار، لمنع مزيد من التصاعد في العنف ضد المسلمين الروهنغيا، وتجنب إبادة جماعية أخرى على غرار ما حدث في كمبوديا ورواندا.
وأكد المبعوث الخاص سيد حامد البار لـ«رويترز» إن الصراع الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 86 شخصا ودفع ما يقدر بنحو 66 ألفا للفرار إلى بنغلاديش منذ اندلاعه في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) 2016 لم يعد قضية داخلية وإنما بات محل اهتمام دولي.
وقال البار لـ«رويترز» في مقابلة قبل الاجتماع في كوالالمبور: «لا نريد رؤية إبادة جماعية أخرى مثلما حدث في كمبوديا أو رواندا».
مشكلة تفاقم
بدوره، انتقد الكاتب ديفيد سكوت ماثيسون في مقال له بصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فشل رئيسة وزراء ميانمار أونغ سان سو تشي في وضع نهاية لأزمة «الروهنغيا» الأقلية المسلمة المضطهدة في البلاد، قائلا إنها تعهدت قبل فوزها في الانتخابات بحل هذه المشكلة، لكن مشكلتهم أصبحت أكبر بعد توليها منصبها.
معاناة الروهنغيا
أزمة «الروهنغيا» ممتدة منذ عقود، حيث يتعرض المسلمون الروهنغيا في بورما (ميانمار) منذ استقلالها عام 1948 لسلسلة مجازر وعمليات تهجير وإبادة جماعية من قبل حكومة ميانمار، ليتحولوا إلى أقلية مضطهدة بين أكثرية بوذية وحكومات غير محايدة.
وازدادت أعمال القمع تجاههم بعد استيلاء الشيوعيين على السلطة عام 1962 وتطبيق خطط مدروسة لتهجيرهم أو تذويبهم في المجتمع البوذي.
بداية المأساة
يعيش نحو مليون من مسلمي الروهنغيا، في مخيمات بولاية أراكان، بعد أن حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982؛ إذ تعتبرهم الحكومة مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش، بينما تصنفهم الأمم المتحدة بـ«الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم» فقد أحرقت القوات الحكومية، وفق منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الدولية، ما لا يقل عن 1500 منزل، يمتلكها أفراد من أقلية الروهنغيا المسلمة في ولاية أراكان.
ومنذ انطلاق عمليات القوات الميانمارية في أراكان، قتل 400 مسلم، بحسب منظمات حقوقية، بينما أعلنت الحكومة مقتل 86 شخصًا فقط.
تعد أراكان هي إحدى أكثر ولايات ميانمار فقرًا، وتشهد منذ عام 2012 أعمال عنف بين البوذيين والمسلمين؛ ما تسبب في مقتل مئات الأشخاص، وتشريد أكثر من مائة ألف شخص.