وكالة أنباء أراكان ANA | الوسط
قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين أمس الجمعة إن الزعيمة الفعلية لميانمار (بورما) أونغ سان سو كي تعهدت بالتحقيق في مزاعم عن عنف منهجي وواسع النطاق ضد مسلمي «الروهنغيا» في ولاية أراكان في شمال البلاد.
وكان الأمير زيد يتحدث في مقابلة مع «رويترز» بعدما أصدر مكتبه تقريراً استند إلى روايات من 220 من «الروهنغيا» الذين فروا إلى بنغلاديش منذ بداية عملية لمكافحة التمرد في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول في أراكان.
وقال زيد: «تحدثت بالفعل إلى أونغ سان سو كي… طالبتها باستخدام كل السبل المتاحة لممارسة ضغوط على الجيش وأجهزة الأمن لإنهاء هذه العملية» مضيفاً «أبلغتني أن تحقيقاً سيفتح. قالت إنهم سيطلبون المزيد من المعلومات».
وكانت الأمم المتحدة نددت أمس بـ «انتهاكات خطيرة» بحق أقلية الروهنغيا المسلمة في ميانمار، وقالت إن مئات منهم قتلوا على الأرجح منذ أن بدأ الجيش عملية في ولاية أراكان منذ مطلع أكتوبر، ودعت السلطات لوضع حد لـ «سياسة الرعب».
وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في تقريرها: إن هذه العمليات «أسفرت عن سقوط مئات القتلى على الأرجح ودفعت نحو 66 ألف شخص إلى الهرب إلى بنغلاديش و22 ألفاً آخرين إلى النزوح داخل البلاد».
وقال ايلونا ألكسندر، أحد معدي التقرير، لدى عرضه أمس بجنيف «إن مستوى القمع لا سابق له طبقاً للشهادات التي جمعناها».
ورداً على أسئلة «فرانس برس» قال المتحدث باسم حكومة ميانمار زاو هتاي إن السلطات «ستحقق فوراً في هذه المزاعم» و» إذا كانت هناك إثباتات مؤكدة على وجود انتهاكات واغتصاب، سنتخذ كافة الإجراءات الضرورية».
وتحدث أفراد من الروهنغيا لجأوا إلى بنغلاديش المجاورة، عن ارتكاب الجيش والشرطة وقرويون أحياناً في ميانمار جرائم اغتصاب وقتل وتعذيب بحق «الروهنغيا».
وقال تقرير مفوضية حقوق الإنسان إن «الهجمات على السكان الروهنغيا في المنطقة (من اغتيالات وحالات إخفاء قسري وتعذيب ومعاملة لا إنسانية واغتصاب وغيرها من أعمال العنف الجنسي) بدت معممة وممنهجة على شكل واسع وتشير إلى أنه من المرجح جداً أن جرائم ضد الإنسانية ارتكبت».
وأعد التقرير على أساس مقابلات أجرتها الأمم المتحدة مع أكثر من 200 ضحية وشاهد. وتصف هذه الروايات المفزعة نساء وفتيات تم اغتصابهن ورجال تم حرقهم ورضع وأطفال اغتيلوا بالسكين.
وقال التقرير إن «سياسة الرعب» التي طبقها الجيش الميانماري منذ بداية أكتوبر أبعد ما تكون عن «حوادث معزولة».