انتقدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور موقف الولايات المتحدة من الحرب التي تعصف بسوريا الذي وصفته بالبطيء، وقالت إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يميل إلى دعم بعض "المتمردين" السوريين بأدوات عسكرية "غير قاتلة"، وإن "هذا هو الرأي الصواب".
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات سابقة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، حين قال "إننا لن نترك المعارضة السورية في مهب الريح"، مضيفا "إننا مصممون على تعديل الحسابات وتغيير قواعد اللعبة على الأرض" فيما يتعلق بالرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت ساينس مونيتور إنه في ظل تزايد الدعم الذي تلقاه الجماعات الإسلامية المتطرفة في سوريا، فإن الضغط يتزايد على الولايات المتحدة لتوفير أسلحة عسكرية دفاعية على أقل تقدير، مثل الدروع الواقية للجسم والنظارات الليلية والمركبات العسكرية، وذلك لدعم المتمردين المعتدلين.
وحذرت الصحيفة -في المقابل- من تقديم أوباما هذه الأسلحة الدفاعية إلى "المتمردين" بشكل مباشر، وتساءلت "عما إن كان بعض المتمردين قد أسهم في ذبح بعض أنصار الأسد؟ وماذا لو استخدم المتمردون معدات كهذه من أجل هذا الهدف ثانية؟ وماذا لو قام المتمردون بتمرير هذه الأدوات إلى مجموعات إرهابية".
"
إضاءة الشمعة التي يمكنها تبديد بعض الظلام صار أمرا ضروريا، خاصة أن الأسد صار يمطر المدنيين في المدن والبلدات السورية بوابل النيران والصواريخ، وقصف حلب مؤخرا بصواريخ سكود
"
إضاءة شمعة
وقالت إنه ينبغي لأوباما أن يوضح للشعب الأميركي أن الولايات المتحدة تتعامل مع أناس قد يكونون "غير مأموني الجانب"، وذلك من أجل قيادة وتوجيه الأحداث نحو نتيجة إيجابية.
وعادت الصحيفة إلى القول إنه إذا لم تقم الولايات المتحدة بفعل المزيد من أجل الإطاحة بالأسد، فإن هناك معضلة أخلاقية تتمثل في مقتل أكثر من سبعين ألفا منذ بدء الانتفاضة في سوريا، مضيفة أن الأسد حظي بفرصة للتنحي، وأن الولايات المتحدة ودولا أخرى سبق أن أيدت العديد من المبادرات الدبلوماسية بشأن الأزمة السورية.
وأوضحت أن أوباما يحاول الآن اتباع دبلوماسية "اقبل على مضض"، وذلك بدعم بعض المتمردين الذين يتم اختيارهم بعناية في سوريا، مضيفة أن الولايات المتحدة سبق أن تعاونت مع بعض شيوخ القبائل السنة في العراق منذ سنوات، وذلك لتشجيعهم على التخلي عن دعمهم تنظيم القاعدة.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة سبق أن تعاملت مع الجيش الجمهوري الإيرلندي من أجل السلام في إيرلندا الشمالية، وتعاملت مع قضايا أخرى شبيهة حول العالم.
ودعت الصحيفة إلى إضاءة الشمعة التي يمكنها تبديد بعض الظلام، وقالت إن عدم التدخل بشكل مباشر في سوريا من أجل وقف القتال أصبح خيارا غير أخلاقي، خاصة أن الأسد صار يمطر المدنيين في المدن والبلدات السورية بوابل النيران والصواريخ، وقصف حلب مؤخرا بصواريخ سكود.
وقالت إن تزويد الولايات المتحدة للمتمردين السوريين ممن هم من "الشباب الأخيار" بالأسلحة العسكرية يعني أن الأميركيين يفعلون "الشيء الصواب".
واختتمت بأن هذه هي "الواقعية" في السياسة الخارجية، ولكنه لا بد من القيام بهذه الخطوة من أجل رفع مستوى السلوك الأخلاقي عند المتمردين السوريين، وذلك من أجل مصلحة الديمقراطية بشكل واضح.
الجزيرة