الفيصل : تصحيح أوضاع الآلاف قبل تطوير العشوائيات .. ودول أخرى تركت المشكلة لـ “القدر”
توقع أن يصبح بعض المقيمين مواطنين صالحين
أكد صاحب السمو الملكى الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ان التجربة السعودية في تطوير العشوائيات تركز اولا على تصحيح اوضاع آلاف المقيمين بدون هوية او فرص عمل . وشدد سموه على ان تصحيح أوضاع العشوائيات لايعنى إزالة شارع او مبني فقط وانما التركيز على بناء الانسان بالدرجة الاولى ، مشيرا الى ان بعض الدول تركت هذه المشكلة لـ « القدر» جاء ذلك خلال افتتاحه امس الملتقى الأول لتطوير المناطق العشوائية بمنطقة مكة المكرمة موضحا أن مشروع تطوير العشوائيات يهدف لحل مشكلة إنسانية قبل إعمار المكان وتوسعة الطرق مشيراً أن مئات الألوف من البشر يحتاجون إلى تصحيح وضعهم ونقلهم من إقامة غيرنظامية إلى نظامية وإيجاد فرص عمل لمن يستطيع العمل فى هذه الأحياء قبل البدء فى تنفيذ المخططات الجديدة.
توفير الوظائف
وقال سموه فى كلمة مرتجلة خلال افتتاحه الملتقى الأول الذى أقيم بجامعة ام القرى بعنوان ( جهود محلية وتجارب عالمية ) بمشاركة نخبة من الخبراء العالميين من بريطانيا وباكستان واسطنبول : إن الاولوية لنقل هذا الإنسان إلى مستوى معيشى يحفظ كرامته ، وقد أتفقنا مع وزارة العمل على توفير وظائف لهؤلاء المقيمين وأن تستقبل الشركات الكبيرة التى تنفذ المشروعات فى هذه المنطقة هؤلاء الشباب من رجال ونساء فى أعمال بهذه المنطقة وربما فى يوم من الأيام يكونون من ’’المواطنين الصالحين فى هذه البلاد‘‘ . ونوّه بتوجيه خادم الحرمين الشريفين بالاستعجال في تنفيذ هذا المشروع معبرا عن شكره لجامعة أم القرى على تبنّيها كرسى معالجة وتطوير الأحياء العشوائية فى مكة وقال سموه: إننا نستمد الروح الوثابة من هذا القائد العظيم ونعد أن نحقق آماله لهذه المدينة وهوالذى مابخل أبداً على مشروعاتها بل قال فى يوم من الأيام وأمام العالم أجمع: (ليس هناك شيئ يغلى على مكة) وقال سموه : إن أول مشروع رفعه لمقام خادم الحرمين الشريفين بعد أن تشرّف بخدمة إمارة هذه المنطقة هو معالجة وتطويرالأحياء العشوائية ،،و قد لقى قبولاً سريعاً من رائد التنمية فى المملكة وشكلت له لجنة وزارية بقيادة ورئاسة صاحب السمو الملكى الأميرمتعب بن عبدالعزيزعندما كان وزيراً للبلديات ثم بعد ذلك رأس اللجنة صاحب السموالملكى الأميرنايف بن عبدالعزيز (رحمه الله) وهوالذى يجب أن نذكره فنشكره . واضاف : إن مشكلة الأحياء العشوائية لاتقتصرعلى المملكة وإنما هى مشكلة عالمية لافتا إلى أن هناك نجاحات ولكن وللأسف الإحباطات اكثر فى تلك المدن .
مشكلة بدون حل
واشار الى ان البعض ترك الأحياء العشوائية فى أواسط المدن الكبيرة للقدر ليحل مشكلتها وعندما شرعنا فى دراسة وسيلة وطريقة معالجة الأحياء العشوائية فى منطقة مكة المكرمة وخصوصاً فى مكة واجهتنا عدة مشكلات حيث تستقبل المدينة الحجاج والمعتمرين منذ الأزل ودائماً هناك من يتأخر ويتخلف كما أن هناك من الذين فرّوا بدينهم من بلدانهم وقبلت بهم هذه البلاد إنساناً وحكومة وقيادة فبقوا سنين طويلة حتى استفحل الأمر وأصبح لابد من معالجة هذا الأمرفى هذه المدينة . واشار الى ان تجربة المملكة في معالجة المشكلة إنسانية قبل أن تكون عمرانية أو مهنية اوتخطيطية ، وقد بدأ الحل بإحصاء الجنسيات التى تسكن هذه الأحياء ثم دراسة مشكلاتها بالتفصيل.. وأضاف الأميرخالد الفيصل: لدينا مئات الألوف من البشر يحتاجون إلى تصحيح وضعهم ونقلهم من إقامة غيرنظامية إلى نظامية ..ثم إيجاد فرص عمل لهؤلاء بعد التدريب والتأهيل ثم نبدأ فى تنفيذ المخططات الجديدة لهذه الأحياء . وقال: لم يكن همّنا فى البداية هو إزالة المنازل أو فتح الشوارع ولكن همّنا الأساس هو أن ننقل هذا الإنسان إلى مستوى معيشى يحفظ كرامته وكرامة هذه البلاد. وألقى المشرف العام على الكرسي رئيس اللجنة التنظيمية للملتقى الدكتور أمجد بن عبدالرحمن مغربي كلمة أعرب فيها عن شكره لسمو أمير منطقة مكة المكرمة على رعايته لهذا الملتقى الذي يمثل أحد أنشطة الكرسي مؤكدا أن رعاية سموه تأكيد على إيمان سموه بالبحث العلمي وأهميته في منظومة التطوير والنمو الحضري بالمنطقة عمرانيا واجتماعيا اقتصاديا وأمنيا.
توصيات وخارطة طريق
وأعرب عن أمله في أن يخلص الملتقى إلى وضع خارطة طريق واضحة المعالم للتعامل الأمثل مع المناطق العشوائية بصورة متكاملة بما يحقق الهدف الأسمى للكرسي ألا وهو (الارتقاء بالإنسان قبل المكان) وألقى مديرجامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة أكد فيها أن مكة المكرمة شَهِدَتْ على مرِّ تاريخِها حركةً حضاريَّةً لا تُخطئها العينُ كما شهدتْ أولَ مشروعٍ مائيٍّ في التاريخ هو عينُ زُبَيْدةَ وحركةً علميةً ثَرِيَّةً وحيويةً تجاريَّةً مشهودةً ودبلوماسيةً سياسيةً فريدةً وحظيت باهتمام بالغ من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة والذي قال في إحدى المناسبات : «أنا مصرٌّ على أن أرى مكةَ المكرمةَ أجملَ مدنِ العالمِ ولن أتراجعَ عن تنفيذِ المشروعات التي تؤدِّي إلى تحقيقِ هذا الهدف» وبيّن عساس أنَّ كرسيَّ الأمير خالد الفيصل لتطوير العشوائياتِ الذي تَشْرُفُ بتشغيلِهِ جامعةُ أمِّ القرى هو واحدٌ من تلك المشروعات التي تحقِّقُ هدفَ الأميرِ في أنْ تكونَ مكةُ أجملَ مدنِ العالمِ وتسلّم سموه نسخة من كتاب « العلم والتعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود « الذي أعده خمسة وعشرون من أساتذة كلية التربية ودشّنه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة بحضور وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري في حفل افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب وذلك كرسالة شكر وتقدير لقائدة مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين و كرم سموه الداعم الرسمي للكرسي مجموعة بن لادن السعودية كما كرم محافظ بلدية إسطنبول الكبرى السيد قادر طوباش إلى جانب أستاذ الكرسي الدكتور صالح بن علي الهذلول . وشهدت فعاليات الملتقى ثلاث جلسات طرحت خلالها إحدى عشرة محاضرة وتناولت الجلسة الأولى التي ترأسها أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار محور تجارب عالمية في التعامل مع العشوائيات من خلال أربع محاضرات تحدث في بدايتها البروفيسور بابر كاهن ممتاز من الولايات المتحدة الأمريكية عن تحويل السكن العشوائي وتناول في المحاضرة الثانية الدكتور أحمد منير سليمان من جمهورية مصر المقررات التمهيدية نحو الابتكار للتطوير الحضري غير الرسمي في مصر فيما تحدث في المحاضرة الثالثة الدكتور فروبس دافيد سون من بريطانيا عن تجربة الترقية المتكاملة في الإسماعيلية بمصر واختتمت الجلسة الأولى بمحاضرة الدكتور طارق رشيد من مصر حول الجيوفضائية وتكنولوجيات الكشف ورسم الخرائط وإدارة استباقية المناطق والأحياء الفقيرة وتحدث مساعد أمين محافظة جدة للتخطيط الاستراتيجي الدكتور عبدالقادر بن عثمان أمير عن إستراتيجية إحياء وتطوير المناطق العشوائية في محافظة جدة وخصصت الجلسة الثالثة التي ترأسها وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري لمحور التجارب والجهود المحلية في صياغة آليات وحلول التطوير للعشوائيات وتحدث في بدايتها الدكتور محافظ بلدية إسطنبول الكبرى الدكتور قادر طوباش عن تطوير المناطق العشوائية في إسطنبول وقدم المدير التنفيذي لشركة ريسان للتطوير العمراني المهندس فؤاد بن حسن سروجي تجربة تطوير حي الرويس بمحافظة جدة وتناول المدير التنفيذي لشركة البلد الأمين الدكتور عبدالله بن محمد سراج الدين في محاضرته تطوير الأحياء الشعبية بمكة المكرمة في ظل الخصائص الاجتماعية للساكنين. واختتم مدير عام شركة أم القرى للتنمية والإعمار المهندس محمد بن عبدالمحسن القناوي محاضرات الجلسة الثالثة بالحديث عن مشروع طريق الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة « رؤية تنموية لمعالجة العشوائيات «.
صحيفة المدينة