وكالة أنباء أراكان ANA | شبكة الأخبار العربية
قتل 160 شخصا على الأقل في الأشهر الثلاثة الأخيرة خلال مواجهات بين الجيش ومجموعات متمردة في شمال شرق ميانمار على الحدود مع الصين، كما أعلن مسؤول كبير في الجيش في تصريح الثلاثاء.
وأوردت فرانس برس أن أكثر من 20 ألف شخص نزحوا منذ استؤنفت المعارك أواخر تشرين الثاني/نوفمبر في ولاية شان. وتهدد هذه المواجهات المبادرة التي أطلقتها حكومة أونغ سان سو تشي منذ ستة أشهر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ويقول الخبراء إن المعارك في المناطق الحدودية للبلاد هي الأعنف منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وحذرت الأمم المتحدة من خطورة الوضع، معربة عن تخوفها من حصول أزمة إنسانية، خصوصا في ولاية كاشين التي تهجر إليها حوالي 100 ألف شخص منذ 2011.
وأعلن رئيس الأركان أن 74 جنديا و15 شرطيا و13 من عناصر ميليشيا الحكومة و13 مدنيا، قد قتلوا منذ تشرين الثاني/نوفمبر.
وأضاف الجنرال ميا تون وو، في مؤتمر صحافي نادر عقده في نابيداو، “لدينا 45 من جثث الأعداء واعتقلنا أربعة منهم”، موضحا أن مئات آخرين من المتمردين قد قتلوا على الأرجح.
وقد جعلت أونغ سان سو تشي التي وصلت إلى السلطة منذ مارس 2016، من القضاء على المجموعات المتمردة وإقامة دولة فيدرالية، واحدة من أبرز أولوياتها.
وفي الجولة الأولى من المفاوضات التي أجريت في نهاية آب/اغسطس، وعدت سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام بتحويل ميانمار دولة فيدرالية لدى توقيع السلام مع حركات التمرد الاتني.
لكن الجولة الثانية من المفاوضات التي كانت مقررة في نهاية شباط/فبراير، قد أرجئت منذ استؤنفت المعارك على نطاق واسع في عدد كبير من المناطق.
وتشهد ميانمار نزاعات اتنية منذ استقلالها عن الامبراطورية البريطانية في 1948، إذ حمل عدد كبير من الأقليات السلاح للحصول على مزيد من الحكم الذاتي من حكومة تجاهلتها لفترة طويلة.
ويزيد من تعقيد هذا الوضع المتفجر، السعي للسيطرة على الثروات الطبيعية (الياقوت واليشم).
ولاية شان
ولاية شان هي إحدى ولايات ميانمار, تحدها الصين من الشمال, لاوس من الشرق, تايلاند من الجنوب, وخمس تقسيمات إدارية تابعه لميانمار من الغرب. تعد ولاية شان الاكبر مساحةً من بين جميع التقسيمات الإدارية في ميانمار والبالغ عددها 14, حيث تبلغ مساحتها 155,880 كم مربع حوالي ربع مساحة ميانمار. اسم الولاية ممتد من شعب الشان, واحد من عدة مجموعات عرقية تسكن في المنطقة. تعتبر ولاية شان ريفية إلى حد كبير, حيث يوجد ثلاث مدن فقط ذات حجم كبير وهي: لاشيو, كينغتنغ, والعاصمة تاونغيي.
تُعتبر ولاية شان، التي بها العديد من المجموعات العرقية، موطنًا لعدة جيوش عرقية مسلحة. وفي حين أن الحكومة العسكرية قد وقعت اتفاقيات وقف إطلاق النار مع معظم الجماعات، إلا أن مناطق شاسعة من الولاية، لا سيما تلك المناطق الواقعة شرق نهر تانلوين، لا تزال خارج سيطرة الحكومة المركزية، وفي السنوات الأخيرة قد تعرضت للتأثير الاقتصادي والسياسي الصيني العرقي الشديد، بينما مناطق أخرى تخضع لسيطرة الجماعات المسلحة مثل جيش ولاية شان.
ميانمار وأمريكا
يُشير المراقبون إلى حقيقة مفادها أنَ ثمَّة دعماً من الحزبين الأميركيين لميانمار بعد خروجها من وطأة الحكم العسكري الذي استمر 5 عقود. إلا أنَ دعم حكومة “أونغ سان سو كي” الجديدة، هذه الناشطة الديمقراطية التي تحوَّلت إلى سياسية وقادت حزبها المعارض للفوز في الانتخابات في عام 2015، بعيد كل البعد عن دعم الروهنغيا، الذين يشعرون بأنَّ “سو كي” تخلت عنهم.
ومثَّل أوباما نفسه على هذا التوتر عندما رفع العقوبات الأميركية المتبقية على ميانمار العام الماضي لدعم حكومة “سو كي” الجديدة، التي تولَّت السلطة رسمياً في أبريل/نيسان عام 2016. وأثارت هذه الخطوة استياء النشطاء الذين رأوا العقوبات وسيلة ضغط حاسمة ضد ما يقوم به الجيش في أماكن مثل ولاية أراكان وغيرها من مناطق النزاع.
وقال: “ناي سان لوين” إنه رغم أن النشطاء في ولاية أراكان يعتقدون جميعاً بأن ترامب لن يتحدث عن الروهنغيا مثل أوباما، إلا أنَه سينتظر ليرى كيف ستسير الأمور، مضيفاً أنه في أي حال، الروهنغيا في حاجة إلى ما هو أكثر من الكلمات الآن.
سو تشي والصين
في أغسطس الماضي، قامت أونغ سان سو تشى بلقاء القادة الصينيين خلال زيارتها بكين، الأولى لها إلى الخارج ضمن مهامها الجديدة لتبحث خصوصا مشروع إقامة سد مثير للجدل تموله بكين في ميانمار، ويشكل استئناف مشروع سد مياتسون بشمال ميانمار البالغة قيمته 3.6 مليارات دولار والذى سيمد الصين بالكهرباء أولوية لبكين، أكبر شريك تجارى لميانمار.
وتأمل أونغ سان سو تشى أيضا بالحصول على دعم الحكومة الصينية في مفاوضات السلام مع مجموعات مسلحة تنشط في ميانمار، والصين كانت إحدى أبرز الجهات الداعمة للمجلس العسكري السابق في ميانمار والذى أبقى المعارضة الميانمارية السابقة قيد الإقامة الجبرية على مدى أكثر من 15 عاما، وآنذاك كان ينظر إلى هذا المشروع الضخم على أنه رمز للهيمنة الاقتصادية الصينية على البلاد.
لكن إثر تظاهرات شعبية معارضة لهذا السد في ميانمار ثم قيام المجلس العسكري بحل نفسه في العام 2011، قرر النظام شبه المدني الذى خلفه في السلطة تجميد المشروع في نفس السنة ما أثار غضب بكين، وقال كوا زيا مدير عام وزارة الخارجية البورمية لوكالة فرانس برس إن “الصين ستبحث بالتأكيد المشروع لأنه يشكل أبرز اهتماماتها”
الآسيان والقلق الدائم من النزوح
في ديسمبر الماضي وإثر المعارك بين أقلية الروهنغيا المسلمة والجيش الميانماري، قال الأمين العام السابق لرابطة دول جنوب شلاق آسيا ” آسيان ” أونغ كنغ يونغ لوكالة فرانس برس إن “هذا النوع من المشكلات، إذا لم تتم معالجته بصورة جيدة، فسينعكس على السلام والأمن في منطقة آسيان”.
وشهدت المنطقة في أيار/مايو 2015 أزمة إنسانية خطيرة حين بقي آلاف الروهنغيا عالقين في خليج البنغال بعدما تخلى عنهم مهربو اللاجئين في وسط البحر.
ويقطن في أراكان القسم الأكبر من الروهنغيا البالغ عددهم مليون نسمة، ويشكل البوذيون أقلية فيها فيما هم الاكثرية الساحقة في البلاد (95 %.)
وتشهد ميانمار تصاعدا في التشدد الديني البوذي، واضطهادا لأقلية الروهنغيا التي تعتبرها الأمم المتحدة الأقلية الأكثر تعرضا للاضطهاد في العالم.
وهم يعتبرون أجانب في ميانمار ويعانون من التمييز في عدد من المجالات من العمل القسري إلى الابتزاز وفرض قيود على حرية تحركهم وعدم تمكنهم من الحصول على الرعاية الصحية والتعليم.