وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
إذا قتل المسلمون رجلا هندوسيا سنقتل 100 منهم”.. هكذا قال “يوجي أديتياناث”، أكثر كهنة الهند معاداة للإسلام، وكرها للمسلمين.
لم يكتم يومًا ما يحمله بقلبه من حقد تجاه الأقلية المسلمة في بلاده، اتهم بارتكاب العديد من المجازر وجرائم القتل وأعمال الشغب، إلا أن ذلك لم يحُل دون انتخابه رئيسا لحكومة ولاية أوتار براديش الهندية. يوجي أديتياناث العضو النشط في حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتطرف بات رئيسا لحكومة ولاية يشكل المسلمون فيها نحو 20 % من تعداد سكانها.
وانتابت حالة من القلق والترقب جموع المسلمين في الولاية، الذين يتخوفون من جرائم الإبادة والقتل والترهيب، وحملات هدم المساجد كما يحدث في بورما، التي تعد أحد أهم سياسة حزب بهاراتيا جاناتا.
كاهن متطرف أدى الكاهن الهندوسي المتطرف يوجي أديتياناث، اليمين الدستورية، رئيسا لحكومة ولاية أوتار براديش، أكبر وأهم الولايات الهندية من حيث التعداد السكاني والثقل السياسي، حيث يفوق عدد سكانها الذى يقدر بأكثر من 200 مليون شخص، عدد سكان البرازيل، وتوازي مساحتها مساحة بريطانيا.
وكان حزب الشعب الهندى “بهارتيا جاناتا”- الذى حاز على أغلبية الأصوات في أحدث انتخابات برلمانية شهدتها الولاية – هو من طلب من “يوجي ” قيادة حكومة الولاية . سجل أسود وبحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية فإن ” يوجي أديتياناث ” هو رجل دين هندوسي وسياسي انتخب لخمس مرات سابقة، واتهم بمحاولات قتل وتحريض على عمليات إجرامية وأعمال شغب.
وعرف يوجى بقوله إن الشباب المسلمين يشنون نوعا من “جهاد الحب” لخداع وغواية النساء الهندوسيات وتحويلهن إلى الإسلام. وفي حملته الانتخابية قال “يوجي” إذا قتل المسلمون رجلا هندوسيا سنقتل 100 من الرجال المسلمين”.
هدم مسجد
وأكدت تقارير صحفية هندية أن التحقيق الذي أجرته السلطات المختصة في حادثة هدم مسجد بابري في بلدة أوديا عام 1992 يثبت تورط كبار زعماء الحزب الحاكم ” بهاراتيا جاناتا ” في الحادث.”
وفي السادس من شهر ديسمبر 1992، قامت مجموعة من الهندوس بهدم المسجد بحجة أنه كان في يوم من الأيام معبدا شيد في مكان ولادة الإله الهندوسي رام، وهو الأمر الذي لم يستطع علماء التاريخ الهنود إثباته بل إن الدراسات الهندية الأخيرة أثبتت أن المسجد بني على أنقاض مسجد آخر.
التطرف والعنف وتأسس حزب الشعب الحاكم في عام 1980، وانبثق عنه حركة تعتبر غير الهندوس وخاصة المسلمين غير مرحب بهم في الهند، وعلى غرار إسرائيل التي يعتبرها مؤسسوها حكرا لليهود، فإن الحركة تعتبر الهند دولة هندوسية خالصة ، ولا مجال فيها لأي دين أخر.
ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي من خريجي أكثر أجنحة الحركة الأصولية تعصبا وكراهية للمسلمين، وسجله في اضطهاد وقمع المسلمين لا ينسى. وفى دراسة حول الأصولية الهندوسية للدكتور ظفر الإسلام خان، الباحث المتخصص في تاريخ مسلمي الهند فإن رئيس الوزراء الجديد تربى وتشكل في منظمة أصولية فاشية باسم “راشتريا سيواك سانغ “منظمة الخدمة الوطنية “، وهي تنظيم شبه عسكري أسسه في سنة 1929 الطبيب ك.ب. هيد غيوار مع حفنة من البراهمة في غرب الهند.
واستهدف بذلك التنظيم إحياء الأمة الهندوسية التي يعتبرونها «إلاهًا حيًا»، ولجأت إلى تجنيد الشباب وإعدادهم روحيا وبدنيا وعسكريا لأداء تلك المهمة المقدسة.
من عباءة راشتريا سيواك سانغ خرجت تنظيمات عدة كان أولها حزب الجان سانغ الذى أنشئ في عام 1951 بعد الضربة التي تلقتها الحركة الأم في عام 1948، حين قام أحد أعضائها البارزين “اسمه ناتورام غورسيه” باغتيال المهاتما غاندي. ورفع الحزب الجديد شعار “هندي هندو هندوستان ” أي أن لغتنا هي الهندية ونحن شعب هندوسي، وبلادنا بلاد الهندوس، وبسبب الخلافات الداخلية بين أجنحة الحزب، فإن قيادته طورت موقفها وتخيرت اسما جديدا بديلا عن الجان سانغ. وكان الاسم الجديد هو ” بهاراتيا جاناتا ” الحزب الحاكم.
بهاراتيا جاناتا ليس متعصبا للقومية فقط ولكنه متعصب للديانة الهندوسية أيضا، وذلك هو السبب في رفضه للمسلمين والمسيحيين والعلمانيين أيضا، رغم أن معركته الأساسية ضد الوجود الإسلامي ليس فقط بسبب العدد الكبير للمسلمين، ولكن أيضا لوجودهم وآثارهم التي بقيت على الأرض، بعدما ظل المسلمون يحكمون الهند طيلة 800 عام. لذلك فإنهم لا يتطلعون إلى القضاء على المسلمين أو إدخالهم إلى الهندوسية فحسب، ولكنهم يحاولون محو آثار الوجود الإسلامي في البلاد.
اضطهاد المسلمين عديدة هي الصدامات الطائفية والمذابح التي تعرض لها المسلمون على أيدى المتعصبين الهندوس، ولم تستثن من ذلك ولاية غوجارات التي رأس حكومتها ناريندرا مودى في عام 2001، ذلك أن الولاية شهدت هجمات على بيوت المسلمين في عام 2002 أدت إلى مقتل ألف شخص منهم.
واتهم مودى آنذاك بأنه شجع أعمال العنف ولم يبذل جهدا لحماية المسلمين، وذهب في تحديه لهم أنه عين في حكومته امرأة أدينت في الهجوم على بيوت المسلمين، وبسبب موقفه ذلك والشبهات التي أثيرت حوله، فإنه منع من دخول الولايات المتحدة، وقد رفع عنه الحظر مؤخرا لأن القضاء لم يوجه إدانة إليه، بعدما بدا أنه في الطريق لأن يرأس حكومة الهند كلها.
القتل والاغتصاب
في عام 2015 هاجم حشد هندوسي في ولاية أوتار براديش في شمال الهند رجلاً مسلماً وابنه بالحصى بعد اتهامهما بأكل لحم البقر، ما أدى إلى مقتل الرجل وإصابة ابنه بجروح بالغة.
ونفت العائلة في وقتها وجود لحم بقر في بيتها، مؤكدة أنها كانت تخزن لحم الضأن.
في عام 2016 في مدينة “ميوات ” بولاية هاريانا، شمال الهند ، تم اغتصاب فتاتين مسلمتين تبلغان من العمر 20 عاما من قبل 4 رجال من الهندوس بعد الاعتداء بالضرب على عمهما وعمتهما حتى قتلوهما.