أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، اليوم، عن قلقه العميق، لاتساع دائرة العنف في ميانمار من قبل متشددين بوذيين.
وقال إحسان أوغلو في كلمته خلال حفل تدشين “مركز الروهينغيا العالمي” إن “استمرار هذا العنف غير مقبول وهو دليل جلي على السلبية التي تنتهجها الحكومة في معالجة التوترات العرقية التي اندلعت الصيف الماضي، والمستمرة إلى اليوم، مطالبًا السلطات هناك بأن تتحمل مسؤولياتها في معالجة الأسباب الجذرية للمسألة، لحفظ أرواح جميع أبناء شعب ميانمار وممتلكاتهم دون تمييز”، بحسب بيان له اليوم تلقت مراسلة الأناضول نسخة منه.
وأوضح أوغلو أن “العنف هناك (في ميانمار) لم يتوقف منذ اندلاع شرارته في ولاية آراكان غربي البلاد، لتشمل خلال الأيام القليلة الماضية، مدنًا ومناطق أخرى، خاصة في مدينة ميكتيلار في منطقة مندلاي بوسط البلاد، والتي راح ضحيتها عشرات المسلمين، حيث جرى إحراق منازلهم وممتلكاتهم التجارية والسكنية، فضلاً عن حرق ثمانية مساجد، وعدد من المدارس، ما أسفر عن فرار المئات بعائلاتهم”.
وكان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي رعى حفل تدشين مركز الروهينغيا العالمي في مقر المنظمة بالمملكة العربية السعودية، وسط حضور ممثلين عن اتحاد آراكان الروهينغيا.
ورحب إحسان أوغلو بإنشاء مركز الروهينغيا العالمي، مشيراً إلى أنه أنشئ من أجل حماية حقوق أبناء شعب الروهينغيا (المسلمين) وتحسين ظروف معيشتهم أينما كانوا.
وأضاف أن المركز سيؤدي “وظيفة إعلامية بحيث يتيح معارف أساسية ومعلومات محدثة لإعداد تقارير عن قضايا الروهينغيا تتسم بالدقة والعمق، بغية مساعدة المنظمات الدولية على وضع الخطط لمد يد العون بقصد التخفيف من محنة أبناء شعب الروهينغيا”.
وقال إحسان أوغلو إن “الطغمة (القيادة) العسكرية التي حكمت ميانمار نحو عقود، قد اقترفت انتهاكات صارخة لاتفاقيات حقوق الإنسان الدولية”.
وطالب “بألا يتخلف أبناء الروهينغيا عن الركب خارج سياق هذه التطورات، وأن يتم إعطاؤهم حقوقهم كاملة غير منقوصة باعتبارهم مواطنين في هذا البلد”، وذلك مع تحول ميانمار إلى مجتمع أكثر ديمقراطية.
وشدد إحسان أوغلو على أن منظمة التعاون الإسلامي تواصل دعمها ومشاركتها في المساعي والمبادرات الجادة الوطنية منها والإقليمية والدولية الرامية إلى إيجاد حلول سلمية دائمة للمشاكل في ميانمار.
وعلى صعيد آخر، أعرب الأمين العام للمنظمة عن شكره لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، لما يولي مجتمع الروهينغيا المسلم من دعم ولاستضافته الكريمة لأبناء هذه الأقلية وتمكينهم من فرص العيش والعمل في المملكة، منوهًا بالحدث المميز الذي شهدته مدينة مكة المكرمة أمس السبت والذي تمثل في منح الحكومة السعودية رسميًا تصاريح الإقامة للاجئي الروهينغيا في المملكة.
وقررت الحكومة السعودية أمس منح إقامات نظامية مجانًا، لنحو نصف مليون، من مسلمي ميانمار الذين يقيمون في البلاد، منذ مدة طويلة، ولم يتمكنوا من العودة إلى وطنهم، بعد أن فروا منه نتيجة الاضطهاد والتمييز ضدهم.
الأناضول