وكالة أنباء أراكان ANA | الأناضول
اتهمت منظمة حقوقية في ميانمار يوم أمس الأربعاء، حكومة البلاد بـ “التحريض على استخدام العنف” ضد مسلمي “الروهنغيا”، عقب صدور تقرير حكومي يبرئ قوات الأمن من تهم بممارسة العنف بحقهم.
وكانت لجنة تحقيق عينتها الحكومة أصدرت تقريرا الأسبوع الماضي، خلصت فيه إلى تبرئة عناصر الجيش والشرطة من مزاعم تتعلق بممارسة “الاغتصاب المنهجي، والقتل، والحرق المتعمد”، ضد الأقلية المسلمة في منطقة “منغدو” بولاية أراكان (راخين)، منذ أكتوبر / تشرين الأول الماضي.
وقالت الهيئة الاستشارية للروهنغيا (منظمة حقوقية)، إن “إنكار اللجنة (الحكومية) لانتهاكات حقوق الإنسان الموثقة على نطاق واسع ضد الروهنغيا كان متوقعا، لأن الحكومة نفت بالفعل هذه الادعاءات”.
وقالت المنظمة في بيان إن “تقرير التبرئة هذا لن يحمل أي مصداقية، ويضر بالسمعة الدولية لحكومة ميانمار”.
وأضافت أنها تشعر “بخيبة أمل، ولا يعتبر هذا الأمر مفاجئا”.
وعبر البيان عن القلق من أن تؤدي التبرئة إلى استمرار تلك الممارسات بولاية أراكان غربي البلاد.
وأضاف أن “إنكار الحكومة للحقائق باستمرار له آثار أكثر خطورة بكثير، وسيغرس في القوات العسكرية وقوات الأمن شعورا بالإفلات من العقاب”.
من جانبها، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية الاثنين الماضي، إن تقرير الحكومة الميانمارية “أخفق في التأثير على أي شخص في المجتمع الدولي”.
وقال نائب مدير شؤون آسيا في المنظمة فيل روبرتسون، للأناضول: “من الواضح أن هذا التقرير ليس نزيها أو حياديا إلى حد كبير”.
وأضاف أن اللجنة “برأت أساسا قوات الأمن الحكومية من الجرائم التي ارتكبت خلال عملية التطهير، فيما أدين مسلحون من الروهنغيا بسبب أعمال عنف ارتكبوها”.
وطالبت الهيئة الاستشارية للروهنغيا حكومة ميانمار بإتاحة المجال أمام بعثة دولية يشكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، للتحقيق في “انتهاكات حقوق الإنسان” في البلاد، لا سيما اتهامات بـ “ارتكاب فظائع” ضد مدنيين من الروهنغيا أثناء عمليات عسكرية جرت في أراكان.
يذكر أنه في 8 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، أطلق جيش ميانمار حملة عسكرية شملت اعتقالات وملاحقات أمنية واسعة بصفوف السكان في “أراكان”.
ومنذ عام 2012 يشهد إقليم أراكان (غرب)، أعمال عنف بين البوذيين والمسلمين، ما تسبب بمقتل مئات الأشخاص وتشريد مئات الآلاف، وفق تقارير حقوقية دولية.
وتعتبر حكومة ميانمار الروهنغيا “مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش” بموجب قانون أقرته عام 1982، فيما تصنفهم الأمم المتحدة بـ “الأقلية الدينية الأكثر اضطهادا في العالم”.