وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
في 8 أسئلة.. من هم الروهنغيا ولماذا يضطهدون؟
تزايدت مؤخرا أعمال القتل والإبادة ضد مسلمي الروهنغيا بولاية أراكان بميانمار، فالأقلية المسلمة هناك تتعرض لكارثة إنسانية، يقتلون ويذبحون أمام مرأى ومسمع الجميع.
ففي الساعات الأخيرة تجددت موجة الانتهاكات ضد الأقلية المسلمة هناك حاملة معها صنوف كثيرة للتعذيب والقتل من قبل السلطات الحاكمة والجماعات البوذية المتطرفة في ولاية أراكان، ليصبح هؤلاء الضحايا أمام استهداف جديد يزيد من معاناتهم.
من هم الروهنغيا؟
الروهنغيا هم أقلية عرقية مسلمة، في دولة ميانمار ذات الأغلبية البوذية، وهم أكثر الأقليات المضطهدة في العالم، ويمثل المسلمون فيها نحو 15 بالمئة على الأقل من تعداد ميانمار البالغ 60 مليون نسمة. بينما يعيش حوالي 1.1 مليون شخص من عرقية الروهنغيا في ولاية أراكان لكنهم محرومون من المواطنة ويواجهون قيودا حادة في السفر.
ما هي لغتهم؟
يتحدث الشعب الروهنغي لغة خاصة به وهي اللغة الروهنغية وهي تعتبر لغة “هندو-أوروبية” مرتبطة بلغة “شيتاجونج” المستخدمة في دولة “بنغلاديش” القريبة من ميانمار، حيث نجح علماء الروهنغيا في كتابة لغتهم بالنصوص المختلفة مثل العربية والحنفية والأردية والرومانية والبورمية، والمستمدة من اللغة العربية.
لماذا يضطهد الروهنغيا في ميانمار؟
اضطهاد الروهنغيا يرجع بسبب رفض الغالبية البوذية الاعتراف بهم، أي بكونهم يشكلون أقلية عرقية مميزة داخل ميانمار، إذ يدّعون بدلًا من ذلك أن الروهنغيا ينحدرون من أصل بنغالي ووجودهم داخل ميانمار ما هو إلا نتاج لحركة الهجرة غير الشرعية.
أما الروهنغيا أنفسهم فيؤكدون أنهم من سكان ما قبل الاستعمار في ولاية أراكان بميانمار.
ويواجه الروهنغيا عنفًا مستمرًا، كما يعانون من انعدام احتياجاتهم وحقوقهم الأساسية كالحصول على الرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل، حيث يعيشون في مناخ من التمييز العنصري.
إلى أن يفر مسلمو الروهنغيا من بطش الجيش الميانماري؟
الغالبية تفر إلى الهند وبنجلاديش وتايلاند والبعض يذهب لماليزيا، فبين مايو 1991 ومارس 1992، فرّ أكثر من 260,000 من الروهنغيا خارج البلاد، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي قام بها الجيش الميانماري من مصادرة الأراضي والسُخرة والاغتصاب والتعذيب، انتهاءً بالإعدامات دون محاكمة، كما أوردت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في تقريرها عام 2013.، وفي الآونة الأخيرة فقط، لاذ أكثر من 87 ألف “روهينجي” إلى بنجلاديش.
متى بدأت الاضطرابات في ميانمار؟
لقد ظهرت بوادر اضطهاد المسلمين فى عهد الملك باينتوانغ في الفترة ما بين 1550 ـ 1589م. فبعد أن استولى باينتوانغ على باجو في 1559 قام بمنع الاحتفال بعيد الأضحى وذبح الأضاحي وممارسة الذبح الحلال للمواشي والدجاج منعا باتا بسبب التعصب الديني بل وصل به الأمر إلى إجبار بعض المسلمين على الاستماع إلى الخطب والمواعظ البوذية لتغيير دينهم عنوًة.
أما عهد الملك بوداوبايا (1782- 1819)، فقد شهد القبض على أربعة أئمة من أشهر علماءميانمار المسلمين في مبيدو، حيث قتلوا في العاصمة بعد رفضهم أكل لحم الخنزير.
أيضا في 1826، ضم الاحتلال البريطاني الجزء الشمالي الغربي الحالي من البلاد، إضافة إلى الإقليم الذي يسكنه حاليًا من تبقى من مسلمي الروهنغيا في ميانمار ومكّن البوذيون من توسيع نفوذهم في البلاد والهيمنة.
ماذا تعني حركة 696 البوذية؟
حركة 696 زعيمها الراهب البوذي المتطرف آشين ويراثو المسؤول المحرض الرئيسي لخطاب الكراهية وهيستيريا العداء ضد مسلمي الروهنغيا. وهي حركة دينية قومية بوذية، تهدف إلى وقف انتشار الاسلام ومحاربته وجعل ميانمار قبلة البوذيين في العالم وتدعو إلى حماية الهوية البوذية في البلدان البوذية.
وتقوم حركة 969 بشن حملات تحريضية وتحث على مقاطعة مسلمي الروهنغيا تجاريا وعلى استخدام العنف ضدهم ما جعل الأمم المتحدة تصنف الأقلية الروهنغية كواحدة من أكثر الاقليات اضطهادا في العالم.
وأما دلالات الأرقام 969 فـ 9 ترمز لتسعة سمات خاصة لبوذا و 6 تشير إلى تعاليم بوذا ما يسمى دارما و9 الأخرى تشير إلى السمات التسعة لـ السانغا (الرهبان) فبوذا والدارما والسانغا هي الجواهر الثلاثية لديانة البوذية واستعملت هذه الأرقام الثلاثة 969 لتشير إلى تلك المعاني الدينية المذكورة.
كيف تعاني نساء الروهنغيا؟
النساء الهاربات يعانين من العنف في بلادهن، فيتجهن إلى دول الجوار ويجدن أنفسهن مجبرات على الزواج من رجال يكبرهن بسنوات عديدة حتى يفلتن من عصابات التهريب، ومن بين أولئك امرأة شابة لم تستطع عائلتها القدرة على دفع 1260 دولارا للمهربين الذين لجأت إليهم لتهريبها إلى ماليزيا، حتى قام شخص غريب بعرض دفع الأموال مقابل الزواج منها.
وتقول “شاهدة يونس”، 22 عاما: “اتصلت بوالدي لأبلغهم، ثم قالوا: إذا كنتي ترغبين بالزواج فسيكون ذلك أفضل للعائلة كلها”، ومن ثم اضطرت الشابة لقبول العرض. وهذه الشابة هي واحدة من مئات الشابات والفتيات المسلمات اللائي هربن من ميانمار، ليضطروا لبيع أنفسهن لرجال يستغلون حالتهم البائسة والفقيرة ، كثمن للهروب من العنف والفقر في بلادهن.
على الجانب الآخر، وبينما توافق بعض نساء “الروهنغيا” على هذه الزيجات للهروب من السجن أو الأسوأ على أيدي المهربين، فإن بعضهن يتم خداعهن أو تزويجهن تحت التهديد.
وبحسب المفوضية السامية لشئون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، فإن موجة من المهاجرين عبر البحر من بنجلاديش ميانمار، هذا العام، تسببت في زيادة أعداد الخطف والزيجات المدبرة دون موافقة النساء، حيث يدفع رجال أموالا لعصابات التهريب مقابل الزواج من أولئك النساء”، وقال ماثيو سميث، المدير التنفيذي لمنظمة “فورتيفاى رايتس”، الجماعة الحقوقية في بانكوك التي تراقب اللاجئين “الروهنغيا”: ” أن مئات، إن لم يكن آلاف، من النساء والفتيات تم بيعهن أو خضعن لزيجات مرتبة عبر ممرات التهريب منذ 2012″.
ويضيف أن بالنسبة لبعض العائلات، فإنها حتمية باعتبارها آلية للبقاء. وتقول يونس، التي تعيش مع زوجها البالغ 38 عاما و17 آخرين من “الروهنغيا”، في جزيرة بينانج في ماليزيا، إنها اضطرت لقبول هذا الزواج، لأن عائلتها لم تستطع دفع المال للمهربين لإطلاق سراحها، وأضافت: “كنا وغيري نخشى من الاغتصاب، لذا كان من الأفضل أن أتزوج من رجل من طائفتي”. وفقا لتقارير إعلامية من النيورك تايمز.
وقد سادت مشاعر الكراهية ضد الروهنغيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية تحت وطأة الاحتلال البريطاني في الوقت الذي وصل فيه عدد المسلمين في بورما في عام 1921 إلى نصف مليون مسلم، ووضع البوذيون مسلمي الهنود وبورما في خانة واحدة وأضافوا إليهم هندوس الهند وأطلقوا على المجموعة كلها لقب “كالا”.
وتسجّل حادثة قتل مجموعات بوذية متطرفة عشرة من دعاة مسلمي الروهنغيا في شهر يونيو 2012 م، حين عودتهم من رحلة العمرة. نقطة الانفجار التي أعقبتها حرب شاملة على المسلمين الروهنغيا في إقليم أراكان (أراكان) من قبل البوذيين المسلحين بأسلحة بيضاء وعصيّ والذين قاموا بأعمال قتل وتعذيب واغتصاب وحرق وهدم للبيوت في أبشع صورها المروعة.
وتحدثت تقارير إعلامية أكدت أن مسلمو الروهنغيا يعيشون تحت وطأة القمع والقتل والتهجير والتجويع منذ أكثر من ستة عقود، ويذبحون بحجة أنهم مهاجرين غير شرعيين، وأوضحت التقارير أن الروهنغيا حوصوروا اقتصاديا وطردوا من وظائفهم الحكومية فحلّت شبه مجاعة على أهاليهم واستمر العدوان إلى محاولة محو هويتهم الاسلامية بهدم المساجد والمدارس التاريخية والآثار الاسلامية ومنع ترميمها، بل وصل الأمر إلى إأجبارهم على تغيير أسمائهم الاسلامية وغير ذلك من صور الاضطهاد والتطهير العرقي والتهجير.
من يقود المذابح ضد مسلمي الروهنغيا؟
أوضحت تقارير إعلامية أن من يقود تلك المذابح هم مجموعة رهبان بوذيين ينتمون لحركة تسمى رقم 969، وهو رقم أضحى يثير الفزع وينشر الرعب داخل نفوس المسلمين المستضعفين، لأنه مقرون برائحة الغدر والدم وملطخ بمرارة اغتصاب النساء وحرق الأحياء. ورغم كل ما تم توثيقه من جرائم هذه الحركة لم يتم إدراجها في قائمة المنظمات الإرهابية في العالم، ذلك لأن ضحاياها مسلمون.!