وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
الروهنغيا” هي طائفة عرقية مسلمة مستقلة، تعيش بصفة رئيسية في ميانمار، في إقليم أراكان غربي دولة ميانمار سابقا، يسود اعتقاد بأنهم أسلاف تجار مسلمين استقروا في المنطقة منذ أكثر من 1000 عام. ويعيش أفراد منهم كذلك في بنجلاديش والسعودية وباكستان. في ميانمار، تواجه أقلية “الروهنغيا السخرة”، كما أنهم ليس لديهم الحق في امتلاك الأراضي، وتفرض عليهم قيود شديدة. ومع استمرار العنف ضد مسلمي “الروهنغيا”، من قبل الجماعات البوذية المتطرفة، برعاية قوات الأمن وقوات جيش ميانمار، نستعرض في التقرير التالي أسباب وبداية الأزمة التي أصبحت توصف بالـ”إبادة الجماعية”: ويراثو “بن لادن ميانمار” يعتبر الراهب أشين ويراثو، زعيم حركة 969، أهم رموز التطرف البوذي، الذي يعرف بخطبه المعادية للإسلام والمسلمين. ففي العام 2003، حكم عليه بالسجن بتهمة التحريض على الكراهية الدينية والعنف ضد المسلمين، وأُفرج عنه العام 2012، في حملة عفو عن سجناء، ليذهب إلى مسقط رأسه ماندالاي، ليمثل الزعيم الروحي للحركة.
وتعتبر شخصية ويراثو معقدة جدا، وهو قادر على الدعوة لتنفيذ مجزرة ومساعدة عائلة مسلمة في اليوم ذاته، إنه يحمل الماء في يد والنار في اليد الأخرى وفق مثل محلي.
الراهب البوذي له نشاط بارز على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يغرق متابعيه بتغريدات عن الخطر الإسلامي، ويحضهم على التظاهر من أجل تطهير العرق، ويتهم المسلمين بارتكاب خروقات أو عمليات قتل من دون تقديم أي أدلة.
ويلقب ويراثو بـ “بن لادن ميانمار”، ووصفته مجلة “التايم” الأميركية بأنه “وجه الإرهاب البوذي”.
جماعة 969 ويقود عمليات الإبادة في ميانمار حركة “969” ، وهي حركة قومية معارضة لما يعتبرونه توسع الإسلام في ميانمار ذات الغالبية البوذية، والأرقام الثلاثة من “969 ” ترمز إلى فضائل بوذا والممارسات البوذية والمجتمع البوذي”، حيـــث تشتـــق الأرقام من سمات بوذا التسعة، وسمات دارما الستة، وسمات الرهبنـة التسعة.
وأسس الحركة راهـب بماندالاي في فبراير عام 2013 م ، ويتزعمها الآن “ويراثو”.
وقال عمران كبير، الإعلامي الروهنجي، إن المتورط الأول في المجازر هي حكومة ميانمار البوذية فهي توجه عصابات تابعة لها، ترتدي لباسا مدنيا، إلى افتعال الأزمات في الوسط الإسلامي و إثارة الشغب؛ حتى يتسنى للجيش التدخل إلي جانب العصابات المتمردة و بدوره يقوم بحماية المتمردين و شن اعتقالات واسعة تستهدف الروهنغيا بتهم ملفقة.
وأكد كبير، في تصريحات خاصة لـ”التحرير” أن الحكومة هي من أسست تلك المنظمة الإرهابية التي تدير المجازر و المحارق، و على رأسها منظمة “969” الإرهابية. وذلك لأن أراكان تمثل مطمعًا للحكومة بسبب الثروات الطبيعية والموارد الاقتصادية. مثل الشلالات التي يمكن استغلالها في توليد الطاقة، فضلاً عن وجود البترول والغاز الطبيعي، وخشب التيك الشهير.
تاريخ من الدم وقال محمد خير، الإعلامي الروهنجي ، أن عداء الجماعات البوذية للمسلمين لا يعود للسنوات الأخيرة بل منذ مذبحة سنة 1942 ونفذت في ظل سبات العالم، وبتخطيط محكم من المجامع الدينية البوذية، حيث أحكمت الميليشيات الإرهابية البوذية حصار 400 قرية إسلامية في أركان، ثم أضرمت النار في منازلها؛ بهدف إبادة المسلمين.
ونتج عن هذه المذبحة مقتل 100.000 مسلم حرقاً، وتعتبر أكبر عملية إبادة جماعية في تاريخ الروهنغيا المعاصر، بينما نزح 30.000 آخرون إلى الدول المجاورة وإلى باكستان وبلدان الجزيرة العربية.
وكان أول ظهور لاضطهاد المسلمين لأسباب دينية في عهد الملك باين توانج (1550-1589م)، حيث قام بحظر الذبح الحلال، وأجبر بعض المسلمين على الاستماع إلى الخطب والمواعظ البوذية، ومنع شعائر عيد الأضحى وذبح الأضاحي.
وأوضح خير أن المأساة لم تقتصر على عمليات الإبادة ، ولكن التهجير أيضًا، وكان أشهرها عام 1978 حيث قامت سلطات ميانمار العسكرية، بتواطؤ من المجامع الدينية البوذية، بتهجير أكثر من “300 ألف” مسلم إلى الدولة المجاورة، ليقبعوا في مخيمات بالية على الحدود، توفي فيها نحو 40 ألف مسلما.
الحرمان من التعليم وامتدت مظاهر الاضطهاد إلى التعليم أيضا. إذ تظاهر عدد من الرهبان البوذيين المتطرفين وأتباعهم أمام مدرستين إسلاميتين، في أواخر إبريل الماضي، مطالبين بإغلاقهما فاستجابت السلطات المحلية لهم ووضعت الأقفال على أبواب المدرستين في يوم 28 أبريل 2017 . وطالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في حينها، حكومة ميانمار بإعادة فتح المدرستين على الفور، داعية الحكومة إلى الالتزام بحماية الحق في حرية الدين لجميع الطوائف الدينية في ميانمار. ووصفت المنظمة الدولية تصرف الحكومة بأنه استسلام جبان لمطالب الغوغاء وفشل في حماية الأقليات الدينية.