وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
لا يتذكر محمد إدريس البالغ من العمر عشر سنوات وهو من الروهنغيا، وفقد جزءا من أذنه اليمني، كيف وصل إلى المستشفى في بنغلاديش.
لكنه يقول إنه لن يعود إلى بلده، ميانمار المجاورة، حتى يحل السلام فيه.
وإدريس واحد من نحو 60 مصابا بجروح خطيرة من مسلمي الروهنغيا الذين استقبلهم مستشفى في تشيتاغونغ في بنغلاديش منذ اندلاع أعمال العنف في ولاية أراكان في شمال غرب ميانمار في أواخر أغسطس آب.
وإلى جانب الأزمة الإنسانية، أثارت الاضطرابات موجات من الانتقادات الدولية لزعيمة ميانمار الحائزة على جائزة نوبل للسلام أونغ سان سوتشي لعدم دفاعها عن أقلية تشكو من الاضطهاد منذ فترة طويلة. ويحرم الروهنغيا من الحصول على جنسية ميانمار التي تقطنها أغلبية بوذية.
وأغلب الروهنغيا الذين يعالجون في مستشفى كلية طب تشيتاغونغ وهي أكبر مستشفيات جنوب شرق بنغلاديش مصابون بطلقات نارية أو في انفجارات قنابل وفقا لوثيقة حصلت عليها رويترز من المستشفى. ونحو ثلث المصابين في سن المراهقة أو أقل ومنهم طفل في السادسة من عمره.
وقال جيش ميانمار مرارا إن حملته تستهدف المتمردين.
وقال أجوي كومار دي المسؤول عن المستشفى إنه لم ير جروحا مشابهة خلال موجات نزوح سابقة للروهنغيا من ميانمار. وقال إن الأعداد الكبيرة من الشبان وصغار السن مثل إدريس تؤكد صعوبة الوضع في ولاية أراكان.
وقال إدريس وهو مستلق على سريره ”لا أذكر ما حدث لي، لكنني أريد رؤية والدتي“. وكان رأسه مضمدا وكان يمسك بيد أبيه الجالس بجوار سريره. وقال ”أشعر بألم كبير“.
وكان يبكي في حين يحكي والده محمد رشيد كيف أمطرت قوات الأمن في ميانمار قريتهم كياوك تشوانغ بالرصاص صباح يوم 25 أغسطس آب.
وقطعت رصاصة جزءا من أذن إدريس واختبأت الأسرة خلف قناة قرب منزلها. وقال رشيد إن ستة من أبناء القرية نفسها قتلوا في إطلاق النار الذي استمر ساعة.
وحمل إدريس وهو ينزف على محفة من الخيزران فوق الجبال قرب الحدود للوصول إلى بنغلاديش في الليلة نفسها. ووصلت والدته وشقيقاته الثلاث وشقيقه يوم الأحد.
وقال رشيد ”نحن محظوظون لأننا جميعا ما زلنا على قيد الحياة“.
وعلى الجانب الآخر من العنبر كان هناك رجل من الروهنغيا مصاب بطلقات رصاص في كتفه وفخذه وساقه يتلوى من الألم.
* زحام
وعادة ما يكون المستشفى الحكومي في تشيتاغونغ مزدحما في أغلب الأوقات لكنه الآن يستقبل عددا من الحالات يبلغ مثلي عدد أسرته – أغلبهم من الروهنغيا الذين يصارعون من أجل البقاء بعد أن لحقت إصابات بالغة بوجوههم وسيقانهم وأعينهم.
وكان أكثر من 20 رجلا من الروهنغيا يستلقون على حاشيات زرقاء على الأرض في أحد ممرات المستشفى وكانت أرجلهم وأياديهم ملفوفة بضمادات كثيفة.
وقال زاو هتاي المتحدث باسم سو كي يوم الخميس إن ميانمار تجري مشاورات مع داكا بشأن من قال إنهم ”إرهابيون“ موجودون في المستشفى وهو اتهام أطلقه جيش ميانمار في وقت سابق هذا الأسبوع.
ونفى شهيد الحق وزير خارجية بنغلاديش أن تكون ميانمار اتصلت به بشأن مسلحين يجري علاجهم بالمستشفى.
لكنه قال إن بنغلاديش سلمت اثنين من ”الإرهابيين“ فيما سبق بعد أن حصلت على اسميهما من ميانمار. ولم يورد مزيدا من التفاصيل لكنه قال إن بنغلاديش ستسلم أي إرهابيين لميانمار إذا أمدتها بالمزيد من الأسماء وإذا تمكنت من العثور عليهم.
وقال اتش.تي إمام المستشار السياسي لرئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة ”جاء الكثيرون مصابون بطلقات نارية في ظهورهم وهذا أكثر ما يستحق اللوم. إنها بوضوح وبساطة مهمة قتل“.
وقال مسؤولون من ميانمار إن من حق البلاد الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم وأضافوا أن السلطات طلبت من رجال الأمن عدم إيذاء المدنيين الأبرياء.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود يوم الأربعاء إن الروهنغيا الذين فروا إلى بنغلاديش في حاجة ماسة للدواء والمساعدات الإنسانية نظرا لنزوح أعداد كبيرة منهم.