وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
قرابة 15 أيام، عاش ولازال فيها مسلمي الروهنغيا في جمهورية ميانمار، تحت وطأة عمليات العنف المُنظم والإبادة الجماعية التي تمارسها الحكومة ضد مسلمي إقليم “أراكان”، راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى من مسلمي الروهنغيا، كما نزح بسببها الآلاف إلى بنجلاديش المجاورة.
لكن السؤال الذي فرض نفسه إزاء تلك المذبحة التي تحدث حاليًا: “ماذا فعل العالم الإسلامي من أجل مسلمي الروهنغيا؟”
الإجابة لم تختلف كثيرًا عن مواقف مشابهة حدثت من قبل وهو التنديد والشجب، ووصل الأمر بالبعض إلى حد المطالبة بمقاطعة حكومة ميانمار،
بتأييد وتعليقات مُرحبة من مجلس النواب، وجه المستشار أحمد الفضالي، رسائل عاجلة إلى حكومات الدول العربية والإسلامية، باتخاذ مواقف حاسمة وقوية ضد ما يحدث ومقاطعة حكومة “ميانمار”.
مواقف العالم الإسلامي لم تختلف كثيرًا عن المطالبات والتنديد، فاكتفى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط باستنكار الانتهاكات المختلفة التي تحدث هناك، بدعوى إنها أوجدت استياءً وقلقًا بالغًا لدى العام الإسلامي.
وطالب “أبو الغيط” حكومة ميانمار بتحمل مسؤولياتها عن كل ما يحدث للأقلية المسلمة، ووقف هذه الانتهاكات في أسرع وقت ممكن، ومحاسبة مرتكبيها، مع تحسين الأوضاع المعيشية لمسلمي الروهنغيا.
أما منظمة التعاون الإسلامي، فقد أعربت عن استئيائها وفزعها وصدمتها، إزاء العنف العشوائي الذي يحدث ضد الروهنغيا، مكتفية بالقول بأنها تشكل مصدر قلق بالغ للمجتمع الدولي، لاسيما جميع المسلمين في أنحاء العالم.
وجددت الهيئة دعوتها لحكومة ميانمار للسماح لها بزيارة ميدانية لتقصي الحقائق، فضلًا عن إنشاء مكتب إنساني لمنظمة التعاون الإسلامي لتسهيل توزيع المساعدات الإنسانية في ولاية أراكان.
لم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة لرابطة العالم الإسلامي، التي وصفت ما يحدث للمسلمين هناك بأنه “اعتداء وحشي وإبادة جماعية ووصمة في جبين الإنسانية”، مطالبة العالم الإسلامي بعزل حكومة ميانمار، وقطع العلاقات الرسمية معها حتى انتهاء المذبحة.
بينما أطلقت الخارجية التركية بيانًا أعربت فيه عن غضبها مما يحدث، وطالبت زعماء العالم ببذل المزيد لمساعدة مسلمي الروهنغيا، وقالت: “لقد شاهدتم الوضع الذي فيه ميانمار والمسلمون، شاهدتم كيف أحرقت القرى، وظلت البشرية على صمتها على المذبحة في ميانمار”.
واختلف الأمر بعض الشيء، في إندونيسيا والسعودية، ففي الأولى نظم نحو ثلاثة آلاف مسلمًا مسيرة في العاصمة الإندونيسية جاكرتا؛ للتنديد بالعنف ضد الروهنغيا، واستمرت في التنديد أربعة أيام.
وساندتها السعودية في المحافل الدولية، وتبرعت لهم بـ 50 مليون دولار عبر برامج التأهيل الصحية والتعليمية، وبدأت في استضافتهم منذ 1948، وبلغ عددهم حاليًا نحو 300 ألف على أراضيها.
وانتقدت صحفية “القدس العربي” اللندينة الصمت الإسلامي إزاء هذه المذبحة، وقالت: “كما يحصل حين تحدث مجازر للمسلمين فإن الكثيرين يتطلعون لموقف واضح من العالم الإسلامي، الذي تعامل إعلامه معه بطريقة سلبية غير معهودة مع الكارثة”.
أيضًا من المواقف الدالة على ضعف موقف العالم الإسلامي، انتقاد الشيخ عبدالله معروف، مساعد مدير اتحاد الروهنغيا، الذي أكد إن ما يحدث في ميانمار من انتهاكات وحرب إبادة، كان يحدث في الماضي باستمرار، لكن لم يكن يتم تسليط الضوء عليه.
وأشار في لقاء تلفزيوني له إلى أن أحداث ميانمار مسئولية العالم الإسلامي الصامت كله، مشددًا على ضرورة أن يتم الضغط على الحكومات للقيام بدورها، قائلًا: “مواقع التواصل الاجتماعي موجودة.. فشارك حتى ولو بتغريدة”.