وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
مرت صرخات الأقلية المسلمة المضطهدة في ميانمار “بورما” طيلة الأسبوعين الماضيين وسط آذان صماء للمجتمع الدولي والغرب على وجه التحديد، الذى بكى دموع التماسيح على جرائم مزعومة ضد النظام السوري بشار الأسد، وراح يفرض العقوبات ويحشد القوات.
وفى مقال للكاتب البريطاني الشهير بيتر أوبورن بموقع شبكة “روسيا اليوم” بعنوان “الغرب يغض الطرف عن وحشية ميانمار”، أشار فيه إلى تساؤل الجميع عن ردود فعل الزعماء العالميين، أمثال الأمريكي دونالد ترامب، والألمانية أنجيلا ميركل، والبريطانية تيريزا ماي، الذين سارعوا لشجب ما يحدث في سوريا.
وقال الكاتب إن الغرب دائماً ما يُتهّم بازدواجية المعايير، حيث يسارع بتوجيه اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان ضد أعدائه، ويتغاضى عن انتهاكات حلفائه.
ويعتبر الغرب زعيمة بورما “أونغ سان سوتشي” أيقونة الحرية والديموقراطية في واشنطن ولندن وبرلين، والتي منحوها جائزة نوبل للسلام في 2009، ودعتها بريطانيا إلى قصر باكنجهام للقاء الأمير ويليام، ومنحها وسام الحرية.
بينما تعاونت “سوتشي” مع جيش ميانمار لشنّ حملة الترهيب ضد المسلمين بمساعدة الأغلبية البوذية، من حرق وذبح واغتصاب لأقلية الروهنغيا المسلمة في إقليم أراكان، في انتهاكات أقل ما توصف بأنها إبادة جماعية.
وقال شهود عيان من نازحي ميانمار للكاتب البريطاني، إنّ جيش ميانمار حرق الناس أحياء وذبح أطفال ما بين العامين إلى 6 أعوام، وأطلقوا الرصاص عليهم، وحرقوا عدة قرى والمساجد.
وقال أخر “قتلوا أحد أبنائي الأربعة بالرصاص، ولم يتجاوز العامين، بأي ذنب يقتلون طفل رضيع”، وروى أخر ارتكاب مذبحة جماعية بقتل 130 شخصاً خلال ساعات قليلة في إحدى القرى، كما شهد حرق 200 منزل، وغيرهم في باقي القرى.
ونزح أكثر من 150 ألفاً من الروهنغيا المسلمين إلى بنغلاديش في أسبوعين فقط.
وقال الكاتب “لم نسمع شيئاً من زعيم العالم الحر “دونالد ترامب، ولا من الزعيمة الألمانية ميركل، ولا من زعيمة بريطانيا تيريزا ماي، ول يتم استدعاء سفراء أو التهديد بعقوبات أو حتى كلمات إدانة أو دفاع عن حقوق الإنسان، إنها لغة المصالح التي تتحكم وليس أكثر.