وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
قال ناشطون من أقلية الروهنغيا – في ميانمار وفي الدول الغربية – لموقع «ديلي بيست» الأمريكي، إن موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أزال منشوراتهم التي توثّق التطهير العرقي للروهنغيا في بورما (المعروفة أيضًا باسم ميانمار). وقالوا إن حساباتهم على الموقع كثيرًا ما يتم تعطيلها أو إلغاؤها.
وتقول منظمات حقوق الإنسان إن الاضطهاد قد تصاعدت وتيرته في الأشهر الأخيرة، ووصف مسؤول كبير في الأمم المتحدة الهجوم الأخير للجيش الميانماري على أنه «نموذج مثالي للتطهير العرقي». وقد فر مئات الآلاف من لاجئي الروهنغيا إلى بنغلاديش.
ودعا السناتور جون ماكين، الذى يترأس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، إلى خفض التعاون العسكري مع الحكومة الميانمارية بسبب العنف.
تقرير «ديلي بيست» نقل عن ناشطي الروهنغيا الذين يحاولون استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية لتبادل المعلومات حول الهجمات، نقل عنهم قولهم إنّ منشوراتهم على الموقع قد تمت إزالتها وأُغلقت حساباتهم، وإنهم يأملون في أن يتوقف فيسبوك عن إسكات أصواتهم.
وقال ممثل فيسبوك لموقع «ديلي بيست» إن الموقع سوف يتحقق من الوضع. وقالت روشيكا بودراجا المتحدثة باسم فيسبوك في بيان: «نريد أن يكون موقع فيسبوك مكانًا يمكن للناس أن يتقاسموا فيه المسؤولية، ونحن نعمل بجد لتحقيق التوازن الصحيح بين التعبير التمكيني مع توفير تجربة آمنة ومحترمة. لهذا السبب لدينا معايير المجتمع، والتي تحدد نوع المشاركة المسموح بها في فيسبوك، ونوع المحتوى الذي قد يتم الإبلاغ عنه وإزالته. يمكن لأي شخص إبلاغنا عن محتوى إذا كان يعتقد أنه ينتهك معاييرنا. ردًا على الوضع في ميانمار، فإننا نراجع بعناية المحتوى الذي ينتهك معايير المجتمع لدينا».
تعزيز الانقسام
يواجه فيسبوك حاليًا انتقادات كبيرة لما يبدو أنه موقف غير مبال تجاه تعزيز المحتوى الذي يبعث على الانقسام. في الأسبوع الماضي، كشفت مؤسسة بروببليكا أن فيسبوك باع إعلانات مصممة خصيصًا لمجموعات مناهضة لليهود. وذكر موقع «ديلي بيست» مؤخرًا أن مجموعات الجبهة الروسية تستخدم فيسبوك لتنظيم تجمعات مناهضة للاجئين.
تقرير الموقع الأمريكي ذكر أن فيسبوك هو منصة أساسية في بورما. يعتمد المواطنون في بورما على الشبكة الاجتماعية بالطريقة التي يعتمد بها الغربيون على البريد الإلكتروني. وكثيرًا ما يقول الخبراء إن فيسبوك في ميانمار هو الإنترنت، لذلك فإن تعطيل حسابك يمكن أن يكون مدمرًا.
ونقل التقرير عن لورا هيغ، باحثة ميانمار في منظمة العفو الدولية، قولها إن هناك حملة مستهدفة في بورما للإبلاغ عن حسابات ناشطي الروهنغيا في فيسبوك وإغلاقها.
وقال محمد أنور، وهو ناشط من أقلية الروهنغيا وصحافي في موقع RohingyaBlogger.com، إن فيسبوك حذف مرارًا وتكرارًا منشوراته حول العنف في ولاية أراكان، وهدد بتعطيل حسابه. وعرض أنور صورًا من منشوراته التي قام فيسبوك بإزالتها. تظهر أحد الصور منشورًا لأنور عن النشاط العسكري في ولاية أراكان بميانمار، حيث يعيش معظم سكان الروهنغيا في البلاد، وحيث يركز الجيش الميانماري هجماته.
المنشور الذي نشره أنور يوم 28 أغسطس (آب) الماضي، ذكر أن المروحيات العسكرية البورمية كانت تحلق فوق قرى الروهنغيا في منطقة منغدو بولاية أراكان. «لقد أزلنا المشاركة أدناه لأنها لا تتبع معايير المجتمع في فيسبوك»، هكذا علق فيسبوك على المنشور، والذي حذر أنه سيتم حذفه.
وفي اليوم نفسه، نشر أنور عن حرق أفراد من الجيش الميانماري لأحد أفراد الروهنغيا في منطقة منغدو. تمت إزالة هذا المنشور أيضًا.
مراقبة من الحكومة
يقول موقع فيسبوك إنه سيتابع إزالة المنشورات أو تعطيل الحسابات التي تشكل تهديدًا مباشرًا للمستخدمين؛ تشجيع الانتحار أو إيذاء النفس؛ أو تشجيع المنظمات الإرهابية أو تنظيم مجموعات الكراهية. ولكن لا يزال هناك نوع من الغموض حول المحتوى الذي يقوم الموقع بحظره؛ في مدونة نشرت في 23 مايو (آيار) الماضي، قالت رئيسة إدارة السياسة العالمية في فيسبوك، مونيكا بيكرت، إن معايير الشركة «تتغير بمرور الوقت»، وأنها تنطوي على حالات «غالبًا ما تكون في منطقة رمادية لا يتفق بشأنها الأشخاص».
وقال شخص آخر من أقلية الروهنغيا يعيش في بورما، طلب تعريفه باسم رحيم، إن إحدى المشاكل الرئيسية لأقلية الروهنغيا الذين يستخدمون الشبكة الاجتماعية هي أن فيسبوك يطلب من الناس استخدام أسمائهم الحقيقية.
ونقل عنه التقرير ما ذكره في نص أرسله على واتس آب: «بما أنني شخص يكتب بشكل كبير عن أقلية الروهنغيا الذين يخضعون للتطهير العرقي في ميانمار، فقد راقبتني الحكومة عن كثب. لذلك أخشى استخدام اسمي الحقيقي وصورتي في فيسبوك».
ينشر رحيم قصائد وتحديثات عن أقلية الروهنغيا، كما قام فيسبوك بحذف العديد من حساباته التي استخدمت اسم الروهنغيا. وأضاف رحيم أنه قام بإنشاء حساب جديد باسم ميانماري، يعرف نفسه على أنه بوذي. وقال تقرير الموقع الأمريكي إن هذا الحساب قيد التشغيل حاليًا. وبالإضافة إلى تعطيل حساباته بشكل متكرر، قال رحيم إن فيسبوك أزال أيضًا منشورات فردية وضعها على الموقع حول لاجئي الروهنغيا.
فريق متحيز
تابع التقرير رصد شهادات من تعرضت حساباتهم للإغلاق أو التعطيل من قبل فيسبوك ومن بينهم، أونغ تين، المسلم الذي ينتمي إلى أقلية باثي، ويعيش في كندا، وينشر العديد من المشاركات عن اضطهاد المسلمين في بورما. وقال إن حسابه للإغلاق أكثر من 10 مرات، وتم تعطيل حسابه لمدة شهر بعد أن كتب منشورًا ينتقد فيه وزير الداخلية الميانماري.
وفى حالة أخرى، قال أونغ تين إنه شارك منشورًا ينتقد فيه جنديًا شابًا من ميانمار نشر صورة لنفسه وهو يحمل السلاح ويهدد بقتل المسلمين. وكتب أونغ تين على موقع فيسبوك أن الحكومة البورمية «سممت البلاد بأكملها». ونقل عنه التقرير قوله: «لقد تم حظر حسابي لمدة شهر بسبب هذا التعليق».
ناي سان لوين، وهو مهاجر بارز من أقلية الروهنغيا، ويعيش في أوروبا، يدون باستمرار حول اضطهاد الروهنغيا. كثيرًا ما تنقل قناة الجزيرة عن ناي سان لوين في تغطيتها لأزمة الروهنغيا. اتهمته وسائل الإعلام الرسمية الميانمارية بنشر أخبار وهمية. ونقل عنه التقرير قوله إنه يواجه سيلًا من التهديدات والبذاءات – بما في ذلك رسائل مع صور من العنف الجنسي وتشويه القرآن.
وأضاف: «لقد تلقيت أكثر من ألف رسالة بالفعل». وقال ناي سان لوين إنه يخشى أن يكون فيسبوك لديه موظفين منحازين ضد شعب الروهنغيا. وقال: «يجب أن يقوموا بتعيين فريقًا غير متحيز. هذا الفريق متحيز تمامًا».