وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
حذرت منظمات إنسانية ووكالات أممية يوم أمس الجمعة من حصول كارثة صحية بمخيمات اللاجئين الروهنغيا في بنغلاديش نتيجة نقص الغذاء والماء وعدم وجود المراحيض وانتشار برك المياه الآسنة، مما يهدد بتفشي الأمراض والأوبئة.
وقال منسق الطوارئ لدى منظمة أطباء بلا حدود روبرت أونوس إن كل العوامل متوفرة “لانتشار وباء يتحول إلى كارثة على نطاق واسع”، مشيرا إلى خشية المنظمة من تفشي الكوليرا والحصبة بشكل خاص.
وفر أكثر من 420 ألف مسلم من أقلية الروهنغيا إلى بنغلاديش في الأسابيع الأخيرة هربا من حملة قمع يشنها جيش ميانمار ضدهم منذ أواخر أغسطس/آب الماضي، واعتبرتها الأمم المتحدة “تطهيرا عرقيا”.
وعند وصولهم إلى بنغلاديش يضطر الروهنغيا إلى اللجوء للتلال بسبب اكتظاظ المخيمات، أو البقاء على جوانب الطرقات.
وقالت المنسقة الطبية لحالات الطوارئ لدى منظمة أطباء بلا حدود كيت وايت إنه لا توجد في المخيم طرق داخلية، مما يجعل إيصال المساعدات أمرا صعبا جدا، “كما أن وجود الوديان يجعل الأرض معرضة للانزلاق بالإضافة إلى عدم وجود مراحيض”.
ونظرا لعدم توفر مياه الشرب يشرب اللاجئون مياها يتم جمعها من حقول الأرز والبرك وحتى من حفر صغيرة يتم نبشها بالأيدي “وغالبا ما تكون ملوثة بالفضلات”.
حرق وتهجير
ولا يزال آلاف الأشخاص يفرون أو يختبئون في الغابات والجبال هربا من الحرائق بقراهم، وشددت “أطباء بلا حدود” على ضرورة السماح لمنظمات الإغاثة الإنسانية بالوصول إلى النازحين الروهنغيا في الجانب الآخر من الحدود داخل ميانمار.
وقبل اندلاع الأزمة الحالية كان عدد الروهنغيا في ميانمار أكثر من مليون نسمة، وقد فر نصفهم تقريبا إلى بنغلاديش هربا من حملة الجيش.
وكثيرا ما يتعرض أبناء هذه الأقلية المسلمة للاضطهاد في بورما، حيث تعتبرهم ميانمار مهاجرين غير نظاميين وتفرض عليهم قيودا مشددة رغم تواجدهم في البلاد قبل مئات السنين.
وأعلن مسؤول في الأمم المتحدة اليوم الجمعة أن المنظمة الدولية بحاجة على مدى الأشهر الستة المقبلة إلى مبلغ مئتي مليون دولار للتصدي للأزمة الإنسانية “الكارثية” الناجمة عن تهجير الروهنغيا.
وقال منسق الأمم المتحدة في بنغلاديش روبرت واتكينز “في الوضع الراهن نقدر احتياجاتنا بمئتي مليون دولار، نحن بصدد وضع خطة ستصبح جاهزة في غضون أربعة إلى خمسة أيام”.