وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
أسبوع وراء آخر ولا تزال الإبادة الجماعية بحق مسلمي الروهنغيا في إقليم أراكان بميانمار «بورما» قديمًا مستمرة.
وتأتي هذه العمليات المسلحة ضد المدنيين العزل في سياق حملة للتطهير العرقي؛ وصفتها الأمم المتحدة بـ«الإبادة الجماعية» وأن ما تقوم به قوات الأمن ضد الروهنغيا يندرج ضمن جرائم التطهير العرقي، فيما أفادت منظمات ومؤسسات إنسانية بأن ميانمار تمارس إجراما ضد الإنسانية، داعين إلى سحب جائزة نوبل للسلام من مستشارة الدولة للديمقراطية في ميانمار أونغ سان سوتشي، مؤكدين أنها لا تستحقها في ظل تلوث يديها بحماية الجناة ومحرمي الحرب على حد قولهم.
وتعرض «الدستور» ملفًا مقسمًا إلى ثلاث أجزاء عن مسلمي الروهنغيا، الأول يتناول أخبار المسلمين داخل «أراكان»، والجزء الثاني يتناول أخبار اللاجئين، وأخيرا نرصد التحركات الدولية بشان الأزمة حسب ما تناقلته الوكالات والإذاعات الإخبارية.
بدأ هذا الأسبوع بتصريح الوزير المحلي لأمن حدود ميانمار الكولونيل فوني تينت، الذي نفى التهم الموجهة للقوات الحكومية باغتصاب نساء أقلية الروهنغيا المسلمة، وممارسة الاعتداء الجنسي كسلاح حرب ضدّ هذه المجموعة المضطهدة.
وقال الكولونيل ردا على تقارير تتهم جيش بلاده بارتكاب جرائم اغتصاب بحق نساء الروهنغيا، “أين الدليل على هذه الادعاءات؟“.
وأضاف الكولونيل “انظروا إليهن.. هل سيرغب أحد في اغتصابهن؟”.
وكان تقرير صادر من منظمة هيومن رايتس ووتش، أفاد بقيام القوات الحكومية في ميانمار بارتكاب جرائم اغتصاب وعنف جنسي ضد نساء وفتيات لا تتجاوز أعمارهن 13 عاما من أقلية الروهنغيا.
كما نفي الوزير فوني تينت، أن يكون لجيش بلاده علاقة بإحراق منازل مسلمي الروهنغيا.
في المقابل، نشرت وكالة «أراكان» مناشدة من أهالي قرية روهنغية محاصرة من قبل جيش ميانمار.
وقالت: «نناشد أهالي قرية أنا فرانغ بمنطقة راسيدونغ إخوانهم المسلمين لمد يد العون إليهم، الجيش الميانماري بالتواطؤ مع العصابات البوذية قام بإحراق 19 قرية من أصل 24 قرية للمسلمين في منطقة بوسيدنغ ومن ثم تهجير أهلها؛ ولم يبق في المنطقة سوى 5 قرى للروهنغيا المسلمين، وهي حاليا تحت الحصار البوذي، ولا يتمكن أحد من الخروج للعمل ما أدى إلى تفاقم الوضع المعيشي جدا».
وأضافت: «ليس لنا بعد الله إلا إخوتنا في الدين؛ فلن يتعاطف معنا البوذيون ولا الهندوس ولا الشرق ولا الغرب، لن يتعاطف معنا إلا أبناء الأمة الإسلامية، والأمل فيهم بعد الله في نصرتنا ونجدتنا».
وتواصلا للجرائم البورمية، قام جيش ميانمار يتشارك مع عصابات بوذية في قتل عشرات المدنيين العزل من الروهنغيا، وقامت عناصر من الجيش الميانماري ومجموعات من العصابات البوذية بذبح العشرات من الأهالي الروهنغيين خلال الساعات المنصرمة.
وقال شهود عيان إن عناصر الأمن والعصابات البوذية قامت باقتحام عدة قرى بمنطقة راسيدونغ تدعى (منغري) و(نويافارا) و(منوفارا)؛ وأطلقوا النار بشكل كثيف وعشوائي لإخافة الأهالي؛ فيما قامت العصابات المسلحة باقتياد العشرات من النساء والأطفال وكبار السن والشباب إلى منزلين مهجورين؛ فيما تولت العصابات البوذية ذبح من بقي على قيد الحياة باستخدام الأسلحة البيضاء.
وأضاف الشهود أن ما لا يقل عن 70 شخصا من الأبرياء العزل تم قتلهم خلال دقائق، خلال هذا الأسبوع.
وفي نفس الأسبوع، تعرضت عدة قرى للروهنغيا بمنطقة منغدو لابتزاز الجنود والعصابات البوذية بشكل مستمر.
وقال مصدر مطلع إن عددا من عناصر الشرطة والعصابات البوذية يقومون كل يومين أو ثلاثة بتهديد السكان الروهنغيا بحرق قراهم ما لم يدفعوا مبالغ لهم، ما جعل الأهالي يعيشون حالة من القلق في ظل عدم تمكنهم من دفع ما يطلب منهم نظرا لفقرهم وعدم تمكنهم من مزاولة أي عمل في ظل الوضع الملتهب الذي يعيشه إقليم أراكان.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الحكومية في ميانمار، أنها لن تسمح بدخول باتريك مورفي، مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون جنوب آسيا، إلى منطقة النزاع بإقليم أراكان (غرب)، نهاية الأسبوع الجاري.
ونقلت صحيفة ”دكا تريبيون” البنغالية عن مين ماونغ سوي، المسؤول المحلي بولاية أراكان، إن مورفي سيزور “سيتوي” عاصمة ولاية أراكان، لكن لن يسمح له بدخول المنطقة الشمالية حيث منطقة النزاع، دون إبداء أسباب.
وأضاف أن “مورفي سيلتقى عددا من المسؤولين في ناي بي داو (عاصمة ميانمار)، علاوة على حضور فعاليات الخطاب الذي ستلقيه رئيسة الحكومة أونغ سان سوتشي على المواطنين الثلاثاء المقبل”.
وكلفت الخارجية الأمريكية مورفي بنقل قلق واشنطن حيال الأوضاع في ميانمار إلى سوتشي، علاوة على ممارسة بعض الضغوط لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى منطقة النزاع في أراكان، وفق المصدر ذاته.
من ناحية أخرى، قالت حكومة ميانمار إنها تفرض قيودا أمنية على منظمات الإغاثة الراغبة في توزيع مساعدات إنسانية للمسلمين الروهنغيا في ولاية أراكان حيث أدت حملة للجيش إلى نزوح أعداد كبيرة من أبناء الأقلية المسلمة.
وفر أكثر 400 ألف من الروهنغيا إلى بنغلاديش هربًا من حملة عسكرية وصفها البعض بأنها حملة تطهير عرقي وأثارت مخاوف من أزمة إنسانية.
وقال المتحدث باسم حكومة ميانمار: «لا نمنع أحدًا، ولا نمنع أي منظمات ترسل مساعدات إلى تلك المناطق، لكنها قد تواجه بعض الصعوبات في السفر إلى مناطق تقيد السلطات المحلية الدخول إليها لدواعٍ أمنية».