وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
يكاد قلبك يتمزق، حين ترى الصور المرسلة من ميانمار، وفيها عمليات لحرق المسلمين أحياء، وغيرها من المناظر البشعة التي تقشعر لها الأبدان، في مذابح طائفية لا علاقة لها سوى بالدين والعرق، تتم بدم بارد، وبكل الوسائل البعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية، لقلة من المسلمين تسمى “الروهنغيا”، خاصة ما يتعلق منها بحرق القرى بأكملها، فما حقيقة عمليات الحرق، وهل الصور المرسلة جسدت المأساة كاملة.
قال محمد أحمد أبو الخير، الإعلامي الروهنغي :” إنه ليس جديدًا قيام السلطات الميانمارية بحرق قرى المسلمين في أركان، ولكن الجديد هو ظهور العمليات الأخيرة في الإعلام، ولعلك سمعت أو قرأت أن حوالي 100 ألف مسلم روهنغي تم قتلهم حرقًا عام 1942م، حينما قامت المليشيات البوذية المتطرفة بإحراق أكثر من 400 قرية إسلامية بمن فيها من الأهالي المسلمين من الشباب والنساء والذراري، ولم يتمكن من الهرب من الموت إلا حوالي 30.000 نفس، استطاعت أن تفر بأرواحها نحو دول الجوار ودول العالم الإسلامي، وكان ذلك في غياب العين الرقيبة، ولم تكن وسائل الإعلام الحديثة متوفرة آنذاك”. وأكد “أبو الخير” في تصريحات خاصة لـ”التحرير”، أن الممارسات القمعية ليست وليدة اليوم، بل هي سلسلة من التضحيات الكبيرة قدمها الشعب الروهنغي مقابل الحفاظ على دينه وإيمانه، وكم يؤلم حينما تؤكد المصادر الرسمية العالمية حصول مجازر وقتل عام وإبادة جماعية للروهنغيا، ثم يأتي من السفهاء من يشكك في قضية عادلة كهذه، ويحاول أن يصرف الأمة الإسلامية عن مجرد التعاطف تجاه القضية، وهذا من الخذلان وهؤلاء المشككين يخدمون العدو المجرم ويقدمون له خدمة مجانية للمضي في قتل الأطفال والنساء وكبار السن، أؤكد لك بأن حرق القرى ما زال مستمرًا حتى اللحظة، ولا تكترث ميانمار لنداءات العالم أن يكف يده عن الشعب الأعزل “.
وأضاف، “اليوم أشبه بالبارحة، فالسلطات الميانمارية في عام 2001م، مستغلة أحداث هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م، في الولايات المتحدة الأمريكية، فقامت المجامع البوذية حينها بتوزيع نشرات وكتيبات عنوانها: (الخوف من ضياع العرق)، أشعلت فتيل العداء تجاه مسلمي أركان من جديد، وتمخضت عن هدم 11 مسجدًا، وحرق 400 منـزل، ومقتل أكثر من 2000 مسلم، وتهجير الآلاف إلى الدول المجاورة.
وقال عمران كبير الأركاني، إن المنشور من صور حرق الروهنغيا في أراكان و قُراهم المسلمة بأكملها، في وسائل الإعلام المختلفة رغم كونها تصور بشاعة الجريمة وسيادية المليشيات البوذية الراديكالية لكنها لا تكشف الجرائم كلها التي تجري على مسلمي أراكان العُزل!.. إنما هي جزء من واقعهم المرير والمؤلم وراء الحصار، وهي حكاية من سلسلة الاعتداءات اليومية الشنيعة التي يتعرضون لها في أرضهم.
وأكد “كبير” في تصريحات خاصة لـ”التحرير”، أن الحصار الذي تفرضه الحكومة الميانمارية الجائرة على الروهنغيا هو السبب الرئيس في إفشال محاولات بث وتغطية الأحداث بشمولية واحترافية تتناسب مع قضية الروهنغيا الساخنة، تلكم الصور و المشاهد المأساوية القليلة التي غزت الساحة الإعلامية عن معاناة المسلمين هناك تتخطى فيها الإنسانية كل الخطوط الحمراء!
ونبه كبير على وجود صور ومقاطع وثائقية تنسب إلى قضيتنا عن طريق مصادر مجهولة وهي لا تتعلق بها، إنما أُريِدَ بنشرها التشكيك في مصداقية قضيتنا العادلة، قضية أراكان المحتلة، وإخفاء حقد ووحشية البوذيين في ميانمار تجاه المسلمين.