وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
“نحن فقراء نعم، لكننا نستطيع المساعدة ولو بالقليل مما في أيدينا”.. بهذه الكلمات تحدث إلينا المواطن البنغالي محمد مصطفى بعد أن انتهى من أداء صلاة العصر ووزع قليلا من المساعدات على عدد من أطفال الروهنغيا داخل مخيم تنكالي بضواحي مدينة كوكس بازار البنغالية.
الرجل الخمسيني قال إنه عمل لسنوات في السعودية وعاد إلى مسقط رأسه قبل أعوام، وقد اشترى مع عدد من أصدقائه مساعدات بسيطة، وجاؤوا إلى هنا لتوزيعها على اللاجئين الروهنغيا.
وأكمل مصطفى حديثه قائلا: “هناك رجل ثري من بنغلاديش يعيش الآن خارج البلاد، أرسل أيضا أموالا كثيرة لمساعدة اللاجئين، فهذا واجب على الجميع”.
رغم فقرهم.. يمدون يد المساعدة
قصص مساعدة الفقراء البنغاليين للاجئي الروهنغيا متعددة الفصول، إذ قال مسؤول محلي يدعى سروار جاهيد لـ”سكاي نيوز عربية” “إن مواطني الضواحي في كوكس بازار استقبلوا لاجئي الروهنغيا في بداية الأزمة وقدموا لهم المساعدة لعدة أيام، قبل أن تبدأ حكومة بنغلاديش المركزية بمساعدتهم وإنشاء مخيمات الإيواء لهم”.
وأضاف: “حتى الآن هناك العديد من الأسر البنغالية التي تعيش في هذه المنطقة، يستضيفون أسرا من الروهنغيا رغم ضيق ذات اليد”.
ويكمل جاهيد حديثه: “تقول الإحصاءات إن أكثر من ربع سكان بنغلاديش يعيشون تحت خط الفقر، وإن هذه النسبة تتضاعف تقريبا لدى سكان الريف وضواحي المدن، حيث يعيش غالبية السكان في عشش من الصفيح ومساكن تفتقر للخدمات الأساسية، غير أن هذا الوضع لم يمنع فقراء بنغلاديش من المساعدة”.
ورصدت “سكاي نيوز عربية” مشاهد الفقر في عدة مناطق في قرى الحدود الجنوبية لبنغلاديش، ويكشف انتشار المتسولين في الشوارع وفي مداخل المناطق الفقيرة عن حالة الفقر هناك.
لكن الفقر تتضاعف قسوته لدى أسر اللاجئين الروهنغيا، الذين يمضون ساعات طويلة في طوابير ممتدة انتظارا لتوزيع المساعدات من برنامج الغذاء العالمي أو المنظمات الأخرى، التي ينتشر موظفوها والمتطوعون للعمل معها داخل مخيمات اللجوء.
شهادات مؤلمة
أمام أحد مراكز توزيع الأغذية تقدمت فتاة عشرينية من لاجئي الروهنغيا تدعى لطيفة، وطلبت من مرافقي “الذي يتولى مهمة الترجمة لنا”، في براءة أن يقرأ لها المكتوب في كوبونات الغذاء التي في يديها، فقد كانت تحمل ورقتين الأولى باسمها والثانية باسم أحد أقربائها جاءت لتستلم المساعدات نيابة عنه.
شرح لها مرافقي المكتوب وما عليها أن تفعل لاستلام المساعدات.
وقالت لطيفة: “هربت من ميانمار قبل عيد الأضحى بيومين أنا وزوجي وطفلي وأبي وأمي. فقدنا زوجي في رحلة الهروب ولا ندري هل مازال على قيد الحياة أم توفي.. كنا فقراء في ميانمار لكننا هنا فقراء ومشردون ولولا مساعدة البنغاليين لنا حتى جاءت المساعدات الخاصة بمنظمات الإغاثة لمتنا من الجوع”.
تركنا لطيفة وأترابها من اللاجئات اللاتي كن ينتظرن توزيع المساعدات، لنلحق بحملات التطعيم ضد الكوليرا التي بدأت في مخيمات اللجوء، ولهذا قصة أخرى.