اعتقلت الشرطة في ميانمار بوذيين اثنين، بعد هجمات جديدة على المسلمين، امتدت إلى منطقة في شمال البلاد.
وقال مسؤول محلي في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية إن متاجر للمسلمين دمرت يوم الخميس الماضي في منطقة هباكانت في ولاية كاشين، ولم يتحدث عن إصابات.
وأوضح أن الشرطة اعتقلت شخصين على خلفية تلك الهجمات، وتقوم باستجوابهما حاليا، كما أكد أن السلطات ستدينهما إن توفرت أدلة كافية، وأشار إلى أن قوات الأمن انتشرت في المنطقة.
وكانت الشرطة الوطنية أعلنت مساء أمس الجمعة أن أعمال عنف اندلعت في هذه المنطقة، لكنها لم تحدد هوية المنفذين أو هوية الضحايا.
وقالت موي موي لوين (46 عاما) -وهي مسلمة من قرية سانغ تونغ في منطقة هباكانت- إن متجرها قد تعرض للنهب من قبل مسلحين بـ’السكاكين والعصي’، وقدرت عددهم بثلاثين عنصرا، وصلوا على متن دراجات نارية. وأضافت ‘لا نتجرأ على فتح متجرنا، ما زلنا خائفين، والحكومة لا تستطيع أن توفر لنا الأمن’.
ولم تتأثر ولاية كاشين -التي وقعت فيها معارك عنيفة بين الجيش ومتمردي الأقلية الكاشينية منذ حوالى السنتين- بأعمال العنف الدينية، التي تعصف بالبلاد منذ يونيو/حزيران 2012.
وتتالف أقلية كاشين من أكثرية مسيحية، لكن المنطقة التي تقع بالقرب من الحدود مع الصين تعتبر قبلة لمجموعات إثنية ودينية مختلفة، لتوفرها على الموارد الطبيعية، والنسيج الصناعي.
موجة عنف
وكانت موجة جديدة من أعمال العنف ضد المسلمين أسفرت خلال الأسبوع الماضي عن قتيل واحد، وعشرة جرحى، إضافة إلى تدمير مساجد ومنازل في منطقة أواكان، التي تبعد مائة كيلومتر شمال العاصمة يانغون.
وفي مارس/آذار، أسفرت أعمال عنف عن 43 قتيلا في مكتيلا بوسط البلاد، وتم حرق أحياء بأكملها، مما فرض تدخل الجيش بموجب حالة الطوارئ.
ولدى عودته من مكتيلا، دعا السفير الأميركي ديريك ميتشل اليوم السلطات البورمية إلى بذل كل ما في وسعها لمنع اندلاع أعمال عنف جديدة.
وقال في بيان إن أعمال العنف الأخيرة ضد المسلمين في البلاد ‘أثارت تساؤلات لدى كثيرين، لمعرفة ما إذا كانت روح التسامح التاريخية في البلاد ستهيمن في هذه المرحلة الجديدة’.
وفي 2012، أسفرت مواجهات في غرب البلاد بين بوذيين ومسلمين من أقلية الروهينغيا عن حوالى مائتي قتيل و140 ألف مهجر.
وسلطت هذه الأحداث الضوء على عداء خفي ضد المسلمين في بلد يشكل البوذيون الأكثرية فيه، ويعيش فيه 4% من المسلمين، حسب الإحصاءات الرسمية.