وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
لم يكن لدى آلاف من مسلمي الروهنغيا الذين تكدسوا على شاطئ مهجور أي طعام أو مياه سوى ما يقدمه لهم الصليب الأحمر ولم يكن هناك ما يحميهم من حرارة الشمس الاستوائية والأمطار لكن الخوف من الغد كان دافعا كافيا لهم ليهجروا منازلهم.
ويروي فابريتسيو كاربوني أكبر مسؤول من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ميانمار محنة نحو خمسة آلاف شخص قطعوا طريقهم إلى مصب نهر ناف الذي يفصل ميانمار البوذية عن بنغلادش المسلمة.
وذكر أن البعض موجودون هناك منذ شهر في ظل عدم قدرتهم على دفع المال للصيادين لنقلهم إلى بنغلادش حيث فر معظم مواطنيهم من الروهنغيا هربا من العنف العرقي الذي اندلع في ولاية أراكان في ميانمار قبل شهرين.
وقال كاربوني لرويترز يوم الخميس بعد يوم من زيارة هذه المنطقة الأمامية في تلك الأزمة الإنسانية ”ما أستطيع قوله لهم هو أن الشاطئ ليس مكانا صالحا للعيش“.
ومنعت ميانمار منظمات الإغاثة باستثناء تلك التابعة للصليب الأحمر من الوصول إلى الشطر الشمالي من ولاية أراكان حيث تفاقم الصراع منذ 25 أغسطس آب.
ويقول كثير من نحو 600 ألف من الروهنغيا المسلمين الذين هربوا من ميانمار إنهم خرجوا بسبب الحملة العسكرية المضادة التي وصفوها بالوحشية. ووصفت الأمم المتحدة الحملة بأنها ”تطهير عرقي“ واتُهم جنود من ميانمار بالاغتصاب والقتل والحرق.
وقالت زعيمة ميانمار أونغ سان سوتشي التي فازت بجائزة نوبل للسلام إن بوسع اللاجئين العودة لكن لا يزال الآلاف يواصلون التدفق على بنغلادش.
قال كاربوني لرويترز في سيتوي عاصمة ولاية أراكان ”عندما تقرر أن تترك كل شيء لتذهب فالسبب، سواء كنت على حق أم لا، هو أنك تعتقد أن غدا سيكون أسوأ من اليوم في المكان الذي تعيش فيه“.
وذكر أن من تقطعت بهم السبل درسوا إمكانيات حصولهم على خدمات أساسية والعلاقات بين الطوائف والوضع الأمني قبل أن يقرروا الهرب.
وأضاف أن المشكلة ”على الأرجح هي عدم الثقة في المستقبل حيث هم. لا أعتقد أننا في لحظة الآن يؤدي فيها حدث بعينه للتحرك. نحن الآن في مرحلة أخرى“.
ويقدم الصليب الأحمر الذي له نحو 200 موظف يعملون في شمال أراكان، الأغطية البلاستيكية والغذاء والمياه للموجودين على الشاطئ.