سعت السلطات في ميانمار جاهدة يوم الأربعاء لإجلاء عشرات الآلاف أغلبهم من مسلمي الروهينجا قبل ان يصل إعصار الى مخيمات في مناطق منخفضة يعيشون فيها منذ اندلاع اضطرابات عرقية ودينية العام الماضي.
وقتل الإعصار محاسن ما لا يقل عن سبعة اشخاص وأدى الى نزوح 3881 شخصا في سريلانكا وفقا لما ذكره مركز إدارة الكوارث هناك يوم الثلاثاء.
وتتجه العاصفة شمالا فوق خليج البنغال ومن المتوقع أن تصل الى اليابسة في وقت مبكر يوم الجمعة شمالي تشيتاجونج ببنجلادش.
وكانت حكومة ميانمار قد خططت لنقل 38 الف نازح اغلبهم من مسلمي الروهينجا بحلول الثلاثاء لكن كثيرين رفضوا الانتقال من مخيمات في ولاية راخين بغرب البلاد لتشككهم في نوايا السلطات.
وقتل 192 شخصا على الاقل في يونيو حزيران واكتوبر تشرين الاول العام الماضي في أعمال عنف بين الراخين البوذيين والروهينجا. وترفض السلطات في ميانمار منح الروهينجا الجنسية ويعتبر الكثير من البوذيين انهم مهاجرون من بنجلادش.
وفي مخيم قرب البحر على مشارف سيتوي عاصمة ولاية راخين قال كثيرون لرويترز إنهم يفضلون أن تقضي عليهم العاصفة على أن يتم إجلاؤهم.
وقال هلا مونج (38 عاما) وهو مسلم “وصلنا الى هنا العام الماضي بسبب الاشتباكات بين الراخين والمسلمين. فقدت كل شيء. توفيت والدتي وطفلتاي.”
وأضاف “اذا وصل الإعصار الى هنا سأدعو الله. الجميع هنا يريدون الموت في العاصفة لأننا فقدنا كل شيء العام الماضي.”
وقال مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة الذي يساعد حكومة ميانمار في راخين إن العاصفة ضعفت فيما يبدو لكنها مازالت قادرة على تهديد 8.2 مليون شخص في شمال شرق الهند وبنجلادش وميانمار.
وطلبت السلطات في بنجلادش من سكان الجزر الواقعة على الأطراف بدء عمليات إجلاء. ووجهت تحذيرات لقوارب الصيد وغيرها من القوارب الصغيرة بأن تظل قرب الساحل ولا تتوغل لمسافات بعيدة داخل البحر.
ورفض هلا مونج وغيره محاولات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين امس لنقلهم الى ثكنة عسكرية قريبة. وتم إبلاغهم في وقت مبكر اليوم أنهم يستطيعون اللجوء الى مدرسة لكن كثيرين رفضوا.
(رويترز)