شرع الآلاف من سكان بنغلاديش في الانتقال إلى الملاجئ هربا من إعصار محاسن، الذي بدأ يضرب شواطئ البلاد.
فقد هبت رياح بسرعة 100 كلم في الساعة بمنطقة باتوكواخالي، ويتجه الإعصار صوب مطار شيتاغونغ، وكوكس بارزار.
وخلف سوء الأحوال الجوية قتيلا واحدا، حسب مسؤولين في الحكومة.
ووجهت السلطات في بنغلاديش وبورما تعليمات بترحيل المئات من المناطق المنخفضة إلى مراكز إيواء مؤقتة حتى يمر الإعصار.
ولكن بعض المرحلين في بورما أغفلوا النداءات الموجهة إليهم بإخلاء مخيمات يقيمون بها في ولاية راخين.
وحذرت الأمم المتحدة من أن 8.2 ملايين شخص قد يواجهون مخاطر إعصار محاسن في بنغلاديش وبورما وشمال شرقي الهند.
مراكز مكتظة
ورفعت بنغلاديش مستوى الخطر إلى سبعة من 10 بالنسبة للمناطق المنخفضة في شتاغونغ وكوكس بازار.
ولكن نائب مدير مصلحة الأرصاد الجوية في بنغلاديش، شمس الدين أحمد، قال لوكالة الأنباء الفرنسية إنه لا يتوقع أن يسبب الإعصار خسائر كبيرة لأنه “غير شديد”.
وتناقلت وسائل الإعلام تقارير عن صعود مياه الصرف الصحي بالمناطق المنخفضة في بنغلاديش، مما ألحق أضرارا ببعض المساكن. كما يخشى هبوب عواصف هوجاء.
ويقول مراسل بي بي سي في دكا، مير صابر، إن جميع المدارس والفنادق أعلنت مراكز لجوء، وإنها اكتظت بالناس، الذين لا يزالون يتوافدون عليها.
وأغلقت المطارات في كوكس بازار وشيتاغونغ لحين زوال الخطر.
أما في بورما، فإن عشرات الآلاف من المسلمين، المقيمين في مخيمات بمناطق منخفضة، يواجهون مخاطر الإعصار.
وكانوا قد رحلوا من مناطقهم بسبب العنف العرقي العام الماضي، وهم مترددون في ترك المخيمات والرحيل مرة أخرى.
قال هيلا مونغ، وهو أحد المسلمين المقيمين في المخيمات، إنه فقد أمه وأختيه الصغيرتين في المواجهات بين المسلمين والبوذيين
“لقد فقدت كل شيء. لا أريد أن أرحل إلى أي مكان. سأبقى هنا. إذا مت فسأموت هنا”.
وقالت كريستن ملدرن، من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لبي بي سي، إن ولاية راخين رحلت 36 ألف نازح من المخيمات.
ولكنها قالت إن عملية الترحيل “لا تتم بالسرعة التي نأملها. إنه فعلا سباق مع الوقت. فقد وجدنا صعوبات في إقناع الناس بالانتقال إلى مناطق أعلى وأسلم”.
أما وزير التخطيط في بورما، تين نيانغ ثين، فيقول إن العدد الإجمالي للمرحلين هو 166 ألف شخص، لكن التقارير الواردة من المناطق المتضررة لا تشير إلى ترحيل أعداد كبيرة.
ويقول مراسلون إن عمليات الترحيل في بورما هي اختبار لحسن تعامل الحكومة مع الروهينغيا، إذ أنها متهمة بالدعم أو المشاركة في أعمال العنف ضد المسلمين العام الماضي.
وقد غرق 50 من الروهينغيا يوم الثلاثاء عندما تحطم قارب كان يرحلهم من منطقة الإعصار، في عرض البحر.