بدأ سكان سواحل بنجلادش وبورما يستعيدون حياتهم الاعتيادية الجمعة بعد الإعصار "محاسن" الذي خلف 15 قتيلا وأضرارا بآلاف المنازل، وإن كانوا يعتبرون أنفسهم محظوظين لأن خسائرهم لم تكن أكثر جسامة.
وتسبب الإعصار في وفاة نحو 40 شخصا في بنجلادش حتى الآن، وبلغت قوة الرياح 100 كلم في الساعة قبل أن تتراجع حدته إلى مستوى العاصفة الاستوائية ويتجه نحو الهند.
وعثرت سلطات بنجلادش أيضا على جثث 25 مسلما من أقلية الروهينجيا واعتبروا في عداد المفقودين بعد غرق مركبهم الاثنين وهم يحاولون الفرار قبل وصول الإعصار، وبين هؤلاء القتلى عشرون طفلا، وقد عثر على جثثهم على شاطئ قرب الحدود.
وصرح قائد شرطة كوكس بازار محمد ازاد ميا لـ"فرانس برس" قائلا: "نرجح أن يكونوا روهينجيا اعتبروا في عداد المفقودين، وذلك نظرا لثيابهم"، لكن الارتياح عم رغم ذلك بورما وبنجلادش، وهما بلدان يعرفان جيدا ما يمكن أن يخلفه إعصار عنيف.
وقد تسبب الإعصار "سيدر" في نوفمبر 2007 في مصرع 3300 شخص وفقدان 800 ونزوح 8.7 ملايين في بنجلادش في حين أسفر الإعصار "نرجس" الذي اجتاح دلتا ايراوادي في بورما في 2008 عن مصرع وفقدان 138 ألف شخص.
وبعد مرور "محاسن"، أعلنت رئيسة وزراء بنجلادش الشيخة حسينة "الحمد الله العلي القدير"، ودعت إلى "إقامة صلوات الشكر" كما قال الناطق باسمها عبد الكلام ازاد.
وتم إجلاء مليون شخص خصوصا من المناطق القريبة من البحر اي شيتاغونغ وكوكس بازار من باب الاحتياط وعاد معظمهم الجمعة إلى ديارهم، لكن 15 ألف منزل تضررت من الإعصار كما قال سراج الإسلام، المسئول عن منطقة نواخالي، موضحا أن القرويين والصيادين المقيمين في مصب نهر مغنا هم الأكثر تضررا، وكان الوضع مشابها في مقاطعة لاكسميبور المؤلفة من عدة جزر.
وقال حاكم المقاطعة ميزان الرحمن "أجلينا أكثر من عشرين ألفا من سكان الجزر لكن معظمهم عادوا اليوم، الجمعة، إلى منازلهم"، موضحا أن مائة منزل تضررت وأن تقدير الخسائر جار حاليا.
وأحصى القتلى الخمسة عشر في ولاية بريسال البنغالية، حيث سقطت آلاف الأشجار على الطرق وانقطعت شبكات الاتصال كما أفاد المسئول المحلي نور الامين.
وفي بورما، أفادت وسائل الإعلام الرسمية بأنه تم إجلاء سبعين ألف شخص من مخيماتهم وقراهم في ولاية راخين القريبة من الحدود.