وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
أكدت وزارة الخارجية في بنغلادش أمس، أن محادثات بدأت مع ميانمار بهدف التوصل لاتفاق لعودة اللاجئين الروهنغيا من مخيمات اللجوء، وأن وزير الخارجية أبو الحسن محمد علي سيطرح الأمر في محادثات في ميانمار الأسبوع الحالي. في وقت أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي مباحثات مع رئيس ميانمار تين كياو في العاصمة الميانمارية نيبيداو، حيث عرضت بكين الحليف الوثيق للبلاد، بذل مساعيها لاحتواء أزمة الأقلية المسلمة التي اضطرت للهرب إلى بنغلادش إثر تفاقم العنف والانتهاكات بإقليم أراكان في البلاد. ووصل الوزير الصيني إلى ميانمار بعد مباحثات أجراها في العاصمة البنجالية دكا التي أعربت عن أملها في أن تمارس الصين ضغوطاً على النظام الميانماري الحاكم وحمله على إعادة أكثر من 620 ألف لاجئ من الروهنغيا.
في الأثناء، تفقد وزراء خارجية ألمانيا زيجمار جابريل، واليابان تارو كونو، والسويد مارجو والستروم، إضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، مخيمات بمنطقة كوكس بازار جنوب شرق بنغلادش، وذلك بعد مباحثات أجروها في دكا.
ووعد وزير الخارجية الألماني بتخصيص 20 مليون يورو إضافية لرعاية اللاجئين من مسلمي الروهنغيا، واصفاً الوضع بأنه «مأساوي».
وأضاف الزعيم السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي ونائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حديثه قائلاً «ما شاهدناه، هو موقف معيشي كارثي للمقيمين هنا». وإثر جولة لها في المخيمات والتحدث إلى نساء من الروهنغيا، دعت موغيريني إلى تفهم وضع حكومة سو تشي ذات التجربة الديمقراطية قصيرة الأمد.
وبعد تفقد المخيمات، انطلق الوزراء وموغيريني، إلى عاصمة ميانمار نايبيداو، لحضور اجتماع «أزمة» لوزراء خارجية آسيا وأوروبا اليوم وغداً، حيث من المقرر أن يجتمعوا مع الزعيمة اون سان سو تشي، الحائزة نوبل في السلام، والتي تواجه اتهامات بأنها لم تفعل شيئاً من أجل حل الأزمة. وقال الاتحاد الأوروبي إن المحادثات في ميانمار على مدى يومين، ستتناول سبل توفير الدعم الدولي للاجئين، بينما أعلنت موجيريني أن المباحثات في نيبيداو «بعد ممارسة الضغوط، سأقول إن منهجنا كان ولا يزال مواصلة توفير مساحة للتفاوض وتشجيع الاهتمام بالوضع الذي لن يختفي فجأة ببساطة». وحسب تقديرات منظمات حقوقية، فإن قوات ميانمار حرقت نحو 300 قرية من قرى الروهنغيا وارتكبت أعمال قتل وحشية وجرائم اغتصاب وطرد.
إلى ذلك، عقد وكيل الأزهر الشريف الدكتور عباس شومان، والأمين العام لمجلس حكماء المسلمين الدكتور علي النعيمي، مؤتمراً صحفياً في القاهرة أمس، حول الزيارة المرتقبة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى مخيمات لاجئ الروهنغيا ببنغلادش.
وقال شومان إن جهود الأزهر تركزت منذ البداية على الحل السلمي للأزمة عبر الحوار إيماناً من الأزهر بأن الحوار هو أقرب الطرق للسلام، مشيراً إلى أن فضيلة الإمام الأكبر التقى بسفير ميانمار أكثر من مرة للتنديد بما يحدث، وطالبه بوضع خطة عاجلة لإنهاء الأزمة. وأشار وكيل الأزهر إلى أن زيارة فضيلة الإمام الأكبر إلى مخيمات الروهنغيا ببنغلادش، لها مغزى إنساني وأخلاقي وهو أن مواطني الروهنغيا ليسوا وحدهم والأزهر يقف خلفهم بقوة.
من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، إن زيارة الإمام الأكبر إلى بنغلادش تأتي استكمالاً لجهود فضيلته لحل هذه الأزمة الإنسانية.
وشدد الدكتور النعيمي على ضرورة إنهاء هذه المعاناة الإنسانية لمسلمي الروهنغيا، لأن استمرارها يخدم مصالح التطرف والإرهاب.