وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
تناول الباحث الأردني فواز بلعاس العظامات في كتابه، العنف الممارس ضد أقلية الروهنغيا المسلمة في إقليم راخين “أراكان” في ميانمار “بورما”، وذلك في محاولة للوقوف على الأسباب والدوافع الكامنة وراء هذا العنف المتجدد والذي أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف من المسلمين في الإقليم. حيث تتبع الكتاب تاريخ البلاد المسجل وخصوصاً بعد الاستقلال عام 1948 وحتى تاريخ إعداد هذه الدراسة، من حيث التطور السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي والديني للكشف عن جذور النزعة العدائية ومشاعر العنف والكراهية ضد هذه الاقلية المضطهدة.
وتبين الدراسة – التي صدرت عن دار ورد الأردنية – بأن الانقسام المجتمعي متأصل في مجتمع ميانمار والذي تميز بالتعددية والانقسام تاريخياً، سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً ودينياً، انطلاقاً من حقيقة أن مجتمع ميانمار تكون من مجموعات وكيانات اجتماعية تمايزت عن بعضها البعض بالثقافة والدين وعاشت كشعوب مستقلة إلى أن سيطر عليها الاستعمار الأجنبي الذي وضع الحدود السياسية القائمة والمعروفة اليوم بـميانمار “بورما”.
سياسات ميانمار المستقلة بمكونات مجتمعها التعددي ساعدت على نمو النزعة الطائفية وتولد مشاعر العداء والكراهية من قبل بعض الأقليات للحكومة المركزية نتيجة سياسات إقصاء وتهميش مارستها الحكومة المركزية ضدها، ومنها الأقلية المسلمة في إقليم أراكان “الروهنغيا” من جهة. ومن جهة أخرى أدت إلى الاحباط والاحتقان بين مكونات المجتمع الأمر الذي تسبب بالعديد من أحداث العنف التي أخذت طابعا دينيا في حالة الأقلية المسلمة “الروهنغيا” والبوذيين ذوي الأغلبية في ميانمار، وخصوصا عرقية “الماغ” البوذية في إقليم راخين “أراكان”.
لقد سلط الكتاب الضوء على بعض الجوانب المهمة في حياة الأقلية المسلمة “الروهنغيا” في ميانمار “بورما” في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تحولاً ديمقراطياً منذ عام 2012، والذي لم يجلب لهذه الأقلية إلا مزيداً من القتل والتشريد الى الآن.