وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
استقبلت العاصمة الصينية بكين اثنين من كبار المسؤولين في ميانمار خلال أسبوع واحد، رغم الانتقادات الدولية في التعامل مع أزمة الروهنغيا.
ووصلت أونغ سان سو تشي مستشارة الدولة في ميانمار، والحاكم الفعلي للبلاد الخميس الماضي، لحضور مؤتمر دولي للأحزاب السياسية يستضيفه الحزب الشيوعي الصيني. فيما استقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ، الجنرال البارز مين أونغ هلينغ – (المهندس الفعلي للحملة التي يقودها الجيش الميانماري لطرد قومية الروهنغيا من البلاد).
صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قالت: إن “زيارة سو تشي للصين، تأتي بعد شهر من الاجتماعات غير الموفقة مع مسؤولين غربيين، على رأسهم البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون”.
واستغلت الصين الضغط الأمريكي على ميانمار، وتوقيع العقوبات العسكرية على جيشها، بسبب ما سمته حملة “التطهير العرقي” ضد أقلية الروهنغيا، في التقرب لميانمار وملء الفراغ الذي تركته أمريكا.
وأشارت الصحيفة إلى أن بكين تساعد ميانمار في تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي بعد الانتقادات الواسعة التي تلقتها بسبب تعاملها مع أزمة الروهنغيا، بالإضافة إلى المليارات التي تنفقها الصين بالفعل في الاستثمارات بمشروعات البنية التحتية في ميانمار.
وعلى الرغم من ممانعة الصين للتورط في الصراع بين الدولة وأقلية الروهنغيا، فإنها عرضت التوسط بين ميانمار وبنغلادش التي تستضيف أكثر من 600 ألف من اللاجئين الروهنغيا، الذين فروا من البلاد بسبب الحملة العسكرية ضدهم.
وأردفت “نيويورك تايمز” أن تراجع بكين عن موقفها، قد يرجع لرغبتها في تقوية موقفها الإقليمي، في جنوب شرق آسيا، واستغلال ميانمار التي تمتلك ساحلا طويلا، قد يعد منفذًا استراتيجيًا للصين على المحيط الهندي.
وأضافت أن وسط عودة هيمنة الجيش على الأمور في ميانمار، والإحباط والتهميش الذي تشعر به سو تشي بعد الاستنكار الأمريكي للحملة العسكرية في ولاية أراكان، فإن ميانمار أصبحت أكثر قبولًا للتقارب مع الصين. ولفتت الصحيفة إلى أن توسط الصين بين بنغلادش وميانمار، قد يكون لدعم استثماراتها في المنطقة، حيث تسعى بكين لإنشاء ممر تجاري يربطها بالهند وبنغلادش وميانمار، والذي يمر عبر ولاية أراكان. حيث تخطط واحدة من أكبر شركات الإنشاءات الصينية لاستثمار 7.3 مليار دولار في مدينة كياوكيبو، وهي مدينة ساحلية تقع على المحيط الهندي في ولاية أراكان، وسيتم إنشاء خط أنابيب من الميناء بالمدينة، لنقل الغاز الطبيعي والبترول من ولاية أراكان، إلى جنوب الصين، حسب “نيويورك تايمز”.
يذكر أن الجيش الميانماري شن حملة عسكرية على أقلية الروهنغيا المسلمة في أغسطس الماضي، وصفتها الأمم المتحدة بـ”التطهير العرقي”، تسببت في نزوح مئات الآلاف إلى جارتها بنغلادش.