وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
مصطفى الفكاك، شاب مغربي استطاع أن يعرف بمعاناة الروهنغيا عبر وضع مقطع فيديو يضم صورا ومعطيات تاريخية وبيانات، بمنصات التواصل الاجتماعية.
الشاب الملقب بـ”السوينغا”، يعمل على شرح المواضيع التي تستأثر باهتمام المواطنين، أو المواضيع المعقدة، بلغة سهلة عبر مقاطع فيديو ينشرها بصفحاته على هذه المنصات.
وفي حديث مع الأناضول، قال السوينغا، إن “اختيار موضوع الروهنغيا بسبب تساؤلات كثيرة بين المواطنين حول هذا الموضوع، فضلا عن النقاش الذي طبع منصات التواصل الاجتماعي مؤخرا”.
وحاول من خلال الفيديو أن يبيّن الموقع الجغرافي لميانمار (والتي تعرف انطلاقا من 2005 بميانمار)، وأن عدد سكانها يبلغ 52 مليون نسمة، وتضم 14إقليماً، فضلا عن أكثر من 135 عرق، بحسب الإحصاءات الرسمية.
وأشار خلال هذا المقطع إلى أن “عرق الروهنغيا يوجد بإقليم أراكان (أراكان)، والحكومة الميانمارية لا تعترف به”.
واستعان الفكاك بمجموعة من المعطيات من الانترنت والتقارير الدولية وكبريات الصحف العالمية، فضلا عن اتصالات أجراها فريقه مع بعض الأشخاص من الروهنغيا، من أجل تقريب المغاربة من معاناة مسلمي أراكان.
وبحسب مقطع الفيديو فإن “البوذية هي الديانة الرسمية بهذه الدولة بنسبة 89 في المائة، ونسبة المسلمين 4 في المائة، ونسبة المسيحيين 4 في المائة وديانات أخرى، وتعتبر ميانمار من أفقر دول العالم، في حين أن مؤشر القوة العسكرية يعتبر 31 عالميا”.
وذكر الفكاك، أن “الإسلام دخل إلى ميانمار وأساسا إلى أراكان في 780 ميلادية، وخلال 1200 ميلادية كانت دولة حاكمة تسمى مملكة باغان، وكانت تسيطر على البلاد كلها، وبعد سقوطها انقسمت هذه الدولة إلى أقاليم من بينها أراكان”.
وبحسب المقطع الفيديو فإن “بريطانيا احتلت هذه الدولة خلال 1886، وكان هناك تغذية للصراع بين البوذيين والمسلمين آنذاك من طرف البريطانيين، لأن توحدهم ليس في صالح بريطانيا، حيث ظهرت أول مجزرة أدت إلى هجرة نحو 100 ألف مسلم من أراكان”.
وأضاف “عندما خرجت بريطانيا تركت الدولة المدنية، حيث كانت تضم برلمانا يضم تمثيلية للمسلمين، لكن خلال 1961 تعرضت البلاد إلى انقلاب عسكري، حيث تم إلغاء عرق الروهنغيا، حيث لم يعد بإمكاناهم التوفر على أوراق هوية أو تأشيرات، مما عقد من مأمورية عيشهم”.
وأشار إلى أن هذا الحدث الأخير هو “المشكل في الأصل”، بالإضافة إلى رجال الدين البوذيين الذين يعتبرون أن بقاء المسلمين خطر عليهم”.
وقال: “لا توجد صور تبين المجازر التي وقعت خلال 2017 ولكن هناك فقط صور تم التقاطها من طرق الأقمار الاصطناعية تبيّن أن أراكان تعرضت للحرق، مما يدل أن الجيش يحكم البلاد بقبضة من حديد”.
واعتبر أن “الصور التي يتم تداولها بمنصات التواصل الاجتماعية مفبركة وهي تضر هؤلاء المسلمين أكثر مما تنفعهم”.
ومنذ 25 أغسطس/آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهنغيا المسلمة، في إقليم أراكان، غربي البلاد.
وأسفرت الجرائم المستمرة منذ ذلك الحين، عن مقتل الآلاف من الروهنغيا، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء قرابة 826 ألفا إلى بنغلادش، وفق الأمم المتحدة.
وتعتبر حكومة ميانمار المسلمين الروهنغيا “مهاجرين غير شرعيين” من بنغلادش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة على أنهم “الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم”.