وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية النقاب عن أن الجيش في ميانمار يسعى لمحو تاريخ أقلية الروهنغيا من البلاد، بطمس وتدمير معالمهم البارزة، وحرق أراضيهم، ومنازلهم حتى تكون العودة بالنسبة لهم ضرب من الجنون.
وقالت الصحيفة، إن” الهيئات الحقوقية تحذر من أن السلطات تمحو الأدلة التاريخية للروهنغيا في ميانمار، مع الحملة العسكرية التي وصفتها الولايات المتحدة بأنها “تطهير عرقي”.
وتعتبر السلطات، الأقلية المسلمة في ولاية أراكان متظاهرين خطرين من بنغلادش، واليوم، هم في الغالب عديمو الجنسية، وهويتهم ذاتها تنكرها الدولة ذات الأغلبية البوذية.
ومنذ أغسطس الماضي، فر أكثر من 620 ألف مسلم من الروهنغيا، حوالي ثلثي السكان الذين يعيشون في ميانمار عام 2016، إلى بنغلادش، بسبب حملة الجيش ضدهم والتي اعتبرها البعض ترقى لـ”جرائم حرب”.
وقال مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في تقرير صدر أكتوبر الماضي، إن” قوات الأمن في ميانمار سعت لمحو كافة المعالم البارزة في جغرافية المشهد، ومن الذاكرة الروهنغية بطريقة تشير إلى أن العودة لأراضيهم ليس لها جدوى”.
ونقلت الصحيفة عن “كياو هين” الذى يعيش بالعاصمة يانغون: إن” الروهنغيا انتهوا من بلادنا.. قريبا سوف نكون جميعا ميتين أو رحلنا”.
وقال تقرير الأمم المتحدة، إن” الحملة في أراكان استهدفت المدرسين والقيادة الثقافية، والدينية، وغيرهم من قادة النفوذ في مجتمع الروهنغيا لمحو تاريخهم”.
وقال “يو كياو هلا أونغ” محامي من روهنغيا:” نحن لدينا وتقاليد.. كيف يمكن أن نكون لا شيء؟، الحملة لمحو معالم الروهنغيا يجرئ بشكل منهجي”.
ومنذ أعمال الشغب الطائفية عام 2012، التي أسفرت عن مقتل عدد كبير من الروهنغيا، وتطهير المدينة من المسلمين، اعتقل 120 ألف من الروهنغيا.
وفي عام 1990، فاز “كياو مين” بمقعد في البرلمان كجزء من تحالف بين الروهنغيا و”الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية”، ولكن المجلس العسكري تجاهل نتائج الانتخابات، وانتهى بـ كياو إلى السجن.
وعاش الروهنغيا في أراكان لأجيال، وخلال فترة الاستعمار شجع البريطانيون مزارعي الأرز، والتجار وموظفي الخدمة المدنية في جنوب آسيا على الهجرة إلى ما كان يعرف آنذاك باسم ميانمار.
وبحلول الثمانينيات، كان المجلس العسكري جرد معظم الروهنغيا من الجنسية، وأدت الهجمات الأمنية الوحشية لموجات من الفرار .
اليوم، جزء كبير من الروهنغيا يعيشون خارج ميانمار، معظمها في بنغلادش وباكستان والسعودية وماليزيا.