وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
غادر البابا فرانشيسكو أمس السبت بنغلادش مختتما زيارة حساسة استغرقت ستة أيام بدأها بميانمار على خلفية الأزمة التي تعانيها أقلية الروهنغيا المسلمة، التي لم يذكرها بالاسم في ميانمار، وهو ما أغضب حقوقيين بينهم منظمة العفو الدولية.
واستقبلت الأقليتان الكاثوليكيتان في كل من بنغلادش وميانمار البابا بحرارة خصوصا أثناء قداسين أحياهما في الهواء الطلق في كل من رانغون ودكا، لكن الملف الطاغي كان أزمة الروهنغيا الذين اضطروا للهرب من ميانمار.
وتدفق أكثر من 620 ألفا من الروهنغيا في الأشهر الثلاثة الأخيرة إلى جنوب بنغلادش للإفلات مما تعتبره الأمم المتحدة تطهيرا عرقيا ينفذه جيش ميانمار. وأدلى هؤلاء بروايات متطابقة عن أعمال اغتصاب جماعية وقتل وحرق قرى نفذها جنود ميانمار ومليشيات بوذية.
وبعد أن لزم البابا فرانشيسكو حذرا شديدا في ميانمار ولم يذكر اسم الروهنغيا، ذكرهم بالاسم في بنغلادش الجمعة، وطلب “المغفرة” منهم عقب استماعه إلى روايات 16 شخصا منهم.
ودعا البابا الروهنغيا للصفح باسم كل من اضطهدوهم، وقال “باسم كل من اضطهدوكم وآذوكم أطلب منكم الصفح، أناشد قلوبكم الكبيرة أن تمنحنا الصفح الذي ننشده”.
كما طلب البابا -الذي بقي بميانمار أربعة أيام- من البوذيين الميانماريين “نبذ جميع أشكال عدم التسامح والأفكار المسبقة والكراهية”.
وفي ميانمار، أولى محطات جولته، لم يستخدم البابا كلمة “الروهنغيا” لوصف اللاجئين، وهي كلمة ترفض الحكومة والجيش استخدامها.
وأغضب هذا الأمر جماعات معنية بالحقوق مثل منظمة العفو الدولية، التي قالت إن “قوات الأمن في ميانمار تجري حملة عنف ممنهجة ومنظمة وقاسية ضد السكان الروهنغيا”، بينما ينفي جيش ميانمار هذه الاتهامات.
وفي آخر أيام زيارته لبنغلادش التي استمرت ثلاثة أيام في أعقاب زيارته لميانمار التي تقطنها غالبية من البوذيين، زار البابا فرانشيسكو اليوم السبت دارا أسستها الأم تيريزا في داكا للأيتام والأمهات غير المتزوجات والمسنين المعوزين.
وتحدث البابا في خطاب لاحق ألقاه أمام نحو سبعة آلاف من الشبان الكاثوليك والمسلمين وأتباع الديانات الأخرى عن الترحيب بمن “يتصرفون ويفكرون بصورة مختلفة عنا” وتقبلهم.
ودعا البابا مستمعيه من الشبان إلى “عدم قضاء يومهم كله في اللعب على هواتفهم وتجاهل العالم المحيط بهم”.