دعت حكومة ميانمار، اليوم الأربعاء، إلى الهدوء غداة أعمال عنف دينية شهدتها مدينة في شمال شرق البلاد، أحرق خلالها مسجد ودار أيتام للمسلمين.
واندلعت أعمال الشغب في لاشيو عاصمة ولاية شان، بعدما قام مسلم كما يبدو بإحراق بوذية، وشكل ذلك آخر فصول التوتر الطائفي، الذي يثير قلق المجموعة الدولية، ويضعف الحكومة الإصلاحية القائمة منذ 2011.
وبحسب عدة إفادات فإن رهبانا بوذيين وسكانا من المدينة، طالبوا الشرطة بتسليم المعتدي لكن بدون جدوى، ثم قاموا بإحراق مبان لكن لم يصب أحد بجروح.
واعتبر يي هتوت الناطق باسم الرئيس ثان سين على صفحته على "فيسبوك"، أن مثل هذه الأحداث "يجب ألا يقع في مجتمع ديموقراطي مثل الذي نحاول بناءه".
وأضاف "أود أن أطلب من كل الناس أن يضبطوا أنفسهم، وعدم تكرار ما حصل في لاشيو وفي مناطق أخرى"، في إشارة إلى أعمال العنف، التي وقعت في أماكن أخرى في البلاد.
وأدخلت الضحية إلى المستشفى، إثر إصابتها بحروق في الصدر والظهر والذراعين. وقالت وسائل الإعلام الرسمية إنها ليست في خطر.
وأفادت مصادر رسمية محلية أن الهدوء عاد مساء، فيما قال مسؤول رفض الكشف عن اسمه "لم نكن لنتصور ما سيحصل بدون حظر التجول" مضيفا "لقد تم إحراق دار ايتام للمسلمين ومسجد".
وتشهد بورما توترا بسبب نزعة متزايدة لمعاداة الإسلام مع تحرر المجتمع بسبب الاصلاحات السياسية إثر نصف قرن من الديكتاتورية العسكرية.
وفي 2012 وفي غرب البلاد أوقعت مواجهات بين بوذيين من اثنية الراخين والمسلمين من أقلية الروهينجا حوالى 200 قتيل وتسببت بنزوح 140 ألف شخص.
وفي أذار/مارس قتل 44 شخصا وأحرقت أحياء بكاملها في مدينة ميكتيلا في وسط البلاد إثر خلاف بين زبائن وتاجر مسلم في سوق.
وتم إثر ذلك تدمير مساجد في عدة مدن في شمال رانغون فيما يؤجج الرهبان البوذيون المتطرفون الخطاب القومي.
وألقت هذه الأحداث الضوء على نزعة معادية للإسلام في بلد يعد غالبية من البوذيين وأقلية من المسلمين تشكل 4% رسميا من الشعب.