وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
اتهمت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها السلطات الميانمارية ببناء جدار من الصمت حول الفظائع التي ترتكبها ضد مسلمي الروهنغيا، قائلة إنه ينبغي على الغرب ألا يتنازل.
وتقول الافتتاحية: “إن ردة الفعل الدولية على الفظائع والتطهير العرقي ضد مسلمي الروهنغيا زاد زخمها الأسبوع الماضي، ففي يوم الثلاثاء أصدر مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قرارا شجب فيه ميانمار، التي تعرف أيضا بميانمار؛ (لارتكابها جرائم محتملة ضد الإنسانية)”.
وتشير الصحيفة إلى أن مجلس النواب الأمريكي أقر في اليوم التالي، وبالإجماع، قرارا دعا فيه الحكومة في ميانمار لوقف العمليات العسكرية كلها، والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى إقليم أراكان، الذي طرد منه ما يقرب من 625 ألف مسلم، منذ آب/ أغسطس.
وتلفت الافتتاحية، إلى أن الكونغرس وإدارة ترامب يتحركان نحو فرض عقوبات ضد القيادة العسكرية الميانمارية، حيث إنه بالنسبة للكونغرس، فإن العقوبات ستكون ضد الصناعات العسكرية التي تبيعها السلاح، مشيرة إلى أن الأمر ذاته في دول الاتحاد الأوروبي، وكان البابا فرانسيس قابل لاجئي الروهنغيا في بنغلادش بداية الشهر الحالي، وتحدث عن المعاناة الإنسانية الكبيرة.
وتستدرك الصحيفة بأنه “رغم هذه التحركات كلها، فإنه للأسف لا يوجد ما يدل على أن هذه الضغوط تترك أثرا على جنرالات ميانمار العسكريين، أو حتى الحكومة المدنية التي تقودها الحائزة على جائزة نوبل للسلام أونغ سان سوتشي، وبحسب معظم الشهادات، فإن المجتمع الميانماري متحد بطريقة لا تصدق في احتقاره للروهنغيا، المجتمع المحتقر منذ وقت طويل، بالإضافة إلى رفض النقد الدولي، وبدلا من التعبير عن الاستعداد للتحقيق في التقارير حول الوحشية المنظمة -قتل الأطفال والاغتصاب الجماعي وحرق القرى- فإن الجيش يؤكد براءة جنوده الذين شاركوا في العملية الهجومية”.
وتبين الافتتاحية أنه “بدلا من التحدث علانية أو الضغط على الجنرالات، فإن أونع سان سوتشي تقوم بإخبار المسؤولين الغربيين بأنهم يهددون الديمقراطية الميانمارية الناشئة، من خلال حديثهم عما يصفه مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بـ(عناصر الإبادة)، ففي الأول من كانون الأول/ ديسمبر تبعت قائد الجيش الميانماري في زيارة إلى بكين للاجتماع مع الرئيس الصيني تشي جينبنغ، الذي يرفض النقد للحكومة الميانمارية في الأمم المتحدة”.
وتجد الصحيفة أنه “مع ذلك، فإن الدعم الصيني ليس مطلقا، حيث طالبت مثلا الولايات المتحدة والأمم المتحدة بعودة الروهنغيا الذين يعيشون في مخيمات بائسة في بنغلادش، ومن الناحية النظرية فإن ميانمار قبلت بعودتهم، لكن الحكومة وقعت مع بنغلادش اتفاقا، وقالت إن العودة ستبدأ بعد أشهر، لكن مسؤولي الأمم المتحدة يقولون إن العودة الطوعية والمستمرة ليست قائمة، فالكثير من اللاجئين لا يزالون يعيشون الصدمة، ولا توجد معونات إنسانية أو أماكن آمنة للعيش، أو لمنح الحقوق الأساسية مثل المواطنة”.
وتؤكد الافتتاحية أن “الواقع المؤلم يقتضي أن تبدأ الأمم المتحدة والدول الغربية التركيز على تحسين أوضاع اللاجئين في بنغلادش، الذين سيبقون هناك في المستقبل القريب، وإلا انتشرت أمراض مثل الدفتيريا، بالإضافة إلى أن توطينهم المؤقت في مخيمات أصبحت الأكبر في العالم، يمكن أن يؤدي لأن تصبح تلك المخيمات مركزا لتجنيد المتطرفين لو لم تتم إدارة المخيمات بطريقة جيدة”.
وتختم “واشنطن بوست” افتتاحيتها بالقول إنه “يجب أن تقوم الحكومات الغربية بمنع هروب النخبة الميانمارية المسؤولة عن التطهير العرقي، والسماح للجرائم ضد الإنسانية بالمرور دون عقاب هو دعوة لمزيد من الجرائم”.