وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
«لا نريد أن نرى المزيد» حملة عبرت عن رفض ما يتعرض له الروهنغيا
«الرحمة العالمية» من أولى الجمعيات الإنسانية والخيرية التي تواجدت في منطقة لجوء الروهنغيا
توزيع 10 آلاف طرد غذائي وكسوة 800 فرد ومخيم طبي استفاد منه أكثر من 2250 روهنغياً
«شهالم».. نموذج للمعاناة سار برجل واحدة 6 أيام للوصول إلى البحر
قال رئيس مكتب شبه القارة الهندية لـ«الرحمة العالمية» محمد القصار إن «لا نريد ان نرى المزيد» هي حملة للتعريف بمعاناة الروهنغيا في بنغلادش، مؤكدا أن الحملة انتشرت انتشارا واسعا، وتفاعل مشاركون كثر مع وسم #لاجئو ميانمار#Burma_refugees ورأوا في الحملة أبلغ وسيلة للتعبير عن رفضهم لما يتعرض له الروهنغيا من اضطهاد، وجاء هذا التحرك من «الرحمة العالمية» بناء على رحلة إغاثية قام بها وفد الجمعية إلى الحدود البنغلادشية الميانمارية، شاهد خلالها العديد من القصص والمآسي التي يشيب لها الولدان.
وأضاف القصار في حوار له مع «الأنباء» ان «الرحمة العالمية» تعد من أولى الجمعيات الإنسانية والخيرية التي تواجدت في الحدث، حيث قامت بتوزيع الإغاثات على اللاجئين الروهنغيا في بنغلادش، وأنها تعمل الآن على حفر أكثر من 250 بئرا للاجئين وقد تم إنجاز اكثر من 25% منها.
وأشاد بدور الكويت حكومة وشعبا، الذي يتمثل في دور وزارة الأوقاف عبر تعميم أصدرته بالقنوت والدعاء لهم، وكان لمجلس الأمة موقف مشرف، حيث نجحت الديبلوماسية الكويتية في إدراج البند الطارئ الذي تقدم به البرلمان وبرلمانات دول اخرى بأغلبية ساحقة والمتعلق بأزمة الروهنغيا في أعمال الاتحاد البرلماني الدولي بعد حصوله على أغلبية أصوات أعضاء الاتحاد البرلماني الدولي، وخلال الحوار تطرق القصار إلى رحلته الإغاثية، وعملها، فإلى التفاصيل:
بداية، صف لنا أحوال اللاجئين الروهنغيا كما رأيت؟
٭ أحوالهم مأساوية، فهناك حملة قمع منهجية ضد أقلية الروهنغيا المسلمة في ميانمار، كانت بهدف طرد هذه الأقلية بشكل نهائي من ولاية أراكان في غرب ميانمار، وأجبرت الحملة اكثر من 500 ألف شخص على الفرار إلى بنغلادش، ويعيشون الآن في مخيمات في ظروف إنسانية صعبة، لذلك تسعى «الرحمة العالمية» إلى توفير المياه الصالحة للشرب عن طريق حفر الآبار وتوزيع المساعدات الغذائية، والقيام بإنشاء مخيمات ليعيشوا فيها والقيام بعمل مخيمات طبية.
إلى أين وصلت حملتكم الأخيرة «لا نريد ان نرى المزيد»؟ وهل حققت أهدافها؟
٭ «لا نريد أن نرى المزيد» هي حملة للتعريف بمعاناة اللاجئين الروهنغيا في بنغلادش، وذلك من ناحيتين، الأولى: تتمثل في التعريف بأن اللاجئ رأى ما يكفي من معاناة، فهو لا يريد أن يرى المزيد من الألم والمعاناة التي يعانيها جراء التهجير المستمر، والثانية: رسالة من المتضامن أنه لا بد من إيقاف الاضطهاد الذي يتعرض له الروهنغيا، وأنه لا يريد المزيد من اللاجئين، وكانت الحملة تهدف إلى التخفيف من معاناة اللاجئين الروهنغيا، والتأكيد على أن الكويت وطن الإنسانية، وجاءت هذه المبادرة الإعلامية بعد أيام من مرور مناسبة عزيزة على قلوبنا تتمثل في اختيار صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائدا للعمل الإنساني، وحصوله على شهادة تقدير من الأمم المتحدة ذكرت فيها دور سموه البارز في الحفاظ على الأرواح وتخفيف المعاناة حول العالم التي تمثلت في مأساة اخواننا المهاجرين الروهنغيا في بنغلادش.
وهل حققت أهدافها؟
٭ نعم، انتشرت الحملة انتشارا واسعا، وتفاعل مشاركون كثر مع وسم #لاجئو ميانمار #Burma_refugees ورأوا في الحملة أبلغ وسيلة للتعبير عن رفضهم لما يتعرض له الروهنغيا من اضطهاد، وقد تجاوز عدد المشاركات على موقع انستغرام عتبة الألفين والأربعمائة مشاركة، بينما تصدر قائمة الوسوم النشطة على موقع تويتر لأكثر من 24 ساعة، بالإضافة إلى مشاهدات الفيديو العالية على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب، ناهيك عن التغطيات الإعلامية الصحافية والمسموعة وفي القنوات المحلية والعالمية.
وما أسباب تحرك «الرحمة العالمية» لهذه الحملة؟
٭ جاء التحرك من «الرحمة العالمية» بناء على رحلة إغاثية قام بها وفد الجمعية إلى الحدود البنغلادشية- الميانمارية، شاهد خلالها العديد من القصص والمآسي التي يشيب لها الولدان، فهناك العديد من القصص التي يتمزق لها القلب، فها هي إحدى السيدات التي هاجم الميانماريون قريتها الفقيرة، واقتحموا بيتها الخشبي، فسرقوا منه كل ما تملك، وأحرقوه أمام عينيها، وأجبروها على الرحيل، فتوسلت لهم فهددوها بالقتل امام اطفالها ان لم ترحل حالا، فرحلت دون أي عنوان، وفي طريقها، سمعت بأنهم يطاردون كل شخص من الروهنغيا وينكلون به، ثم يقتلونه، فلجأت للسير والاختباء، حتى وصلت إلى البحر بعد 8 أيام من الخوف والجوع والبكاء، فرآها صاحب قارب صيد رأف بحالها ونقلها إلى بنغلادش، حيث يعيش الآلاف من اللاجئين، و«روميدا» صاحبة القصة تعيش مع أطفالها تحت ظل شجرة في انتظار وصول منظمات إنسانية إلى شجرتهم.
ذكرت قصة روميدا فهل من قصص أخرى؟ هناك قصة أخرى مؤثرة وهي للاجئ يسمى «شهالم».. نموذج للمعاناة سار برجل واحدة 6 أيام للوصول إلى البحر.
وماذا قدمت «الرحمة العالمية» لهم؟
٭ «الرحمة العالمية» من أولى الجمعيات الإنسانية والخيرية الـــتي تواجدت في الحدث، حـــيث قــامت بتوزيع الإغاثات على اللاجئين الميانماريـين في بنغلادش، فـــقد قــــام فريق منـــها بتقديم الإغاثـات، وتم توزيع ما يــقارب 10 آلاف طرد غذائي، ويكـفي الـــطرد الواحد أسرة مكونة من 4 أشخاص لمدة أسبوعين، كما قامت بتوزيع الكسوة على 800 فرد، وأقامت مخيما طبيا استفاد منه أكثر من 2250 روهنغيا، كما تمت إقامة العديد من المخيمات التي تستوعب مئات اللاجئين، بالإضافة إلى أن «الرحمة العالمية» تعمل الآن على حفر أكثر من 250 بئرا يستفيد منها اللاجئون، وقد تم إنجاز أكثر من 25% تقريبا.
حدثنا عن الموقف الرسمي والشعبي من تلك الأزمة؟
٭ لا شك أن الدور الرسمي في الكويت حيال تلك الأزمة مبعث فخر، فلم تتوان الكويت من خلال مؤسساتها الرسمية والأهلية في دعم هؤلاء المستضعفين، فوزارات الدولة كان لها موقف واضح من تلك الأحداث، فقد استنكرت «الخارجية الكويتية» التهجير الذي يحدث لهذه الأقلية، كما تساهم وزارة الخارجية في تحويل مبالغ التبرعات، حيث تقوم الجمعيات الخيرية في الكويت بتحويل تبرعاتها عن طريق وزارة الخارجية، فهي تساهم أيضا بشكل فعال في هذا الأمر، إلى جانب وزارة الشؤون التي سارعت بمنح تصاريح للجمعيات والمؤسسات الخيرية إيذانا ببدء التبرعات، كما كان لوزارة الأوقاف أيضا موقفها الإنساني من خلال تعميم أصدرته بالقنوت والدعاء لهم، وكان لمجلس الأمة الكويتي موقف مشرف، حيث نجحت الدبلوماسية الكويتية برئاسة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في إدراج البند الطارئ الذي تقدم به البرلمان الكويتي وبرلمانات دول اخرى بأغلبية ساحقة والمتعلق بأزمة الروهنغيا في أعمال الاتحاد البرلماني الدولي بعد حصوله على أغلبية أصوات أعضاء الاتحاد البرلماني الدولي، ووصف الرئيس الغانم في كلمته ما يحدث لهم بالكارثة، حيث قال: إن الكارثة جسدت المثال الصارخ لرفض الآخر، لمجرد أنه مختلف عرقيا أو دينيا أو ثقافيا. وقال: إنه برغم النداءات والاستنكارات المتتالية من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لا تزال تلك الأزمة تتصاعد والعالم يتفرج.
ما فلسفة «الرحمة العالمية» في العمل؟
٭ لـ«الرحمة العالمية» فلسفة واضحة في العمل، وهي بناء الإنسان قبل بناء الأحجار، وتقديم الغوث دونما تمييز لجنس أو لون أو دين، ولدينا رؤية نسعى لتحقيقها في «الرحمة العالمية»، وهي أن تكون المؤسسة الخيرية الأهلية الرائدة في العالم العربي، ولدينا خطة عمل استراتيجية لأربع سنوات، نسعى لتحقيقها سنويا بخطط تشغيلية تتضمن أهدافا عديدة في اتجاهين، الاتجاه الأول: رفع كفاءة أداء العاملين في الرحمة، والارتقاء بآليات العمل وفقا لمعايير العمل المؤسسي، والثاني: المشروعات الخيرية التي نخطط لتنفيذها في العديد من البلدان حسب الأولويات التي وضعناها.
ما أهم المشروعات التي تحتاج إليها قارة آسيا وخاصة مكتب شبه القارة الهندية؟
٭ هناك دول آسيوية أكثر فقرا من بعض الدول الأفريقية، وبما أننا ركزنا على بناء الإنسان لذا اتجهنا إلى إنشاء المجمعات التنموية والتعليمية وما يتبعها من مشروعات الآبار وبناء المستشفيات وتوزيع مشروعات الكسب الحلال، وكل دولة في آسيا لها احتياجاتها، وقد تميزنا في مشروع القرى السكنية في سريلانكا، والمعاهد التكنولوجية في بنغلادش، فلدينا جامعة في قرغيزيا، ونحن بصدد إنشاء جامعة الوفاء في إندونيسيا، وستخدم العديد من الدول في شرق آسيا في تايلند والفلبين وغيرهما.