ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ارتفاع العنف ضد المسلمين فى ميانمار هذا الأسبوع يعرض التوترات العرقية والدينية العميقة التي تقوض الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في البلاد، والمضي قدما في الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
وأكدت الصحيفة فى افتتاحيتها أن تطلعات ميانمار للديمقراطية لن تتحقق بالكامل إذا استمر تعرض المسلمين الذين يمثلون 5% من السكان للهجوم والتهميش من جانب البوذيين، حيث قتل 44 شخصا على الأقل فى عنف طائفى غوغائى منذ مارس الماضى.
وكشفت التقارير الإخبارية من مدينة أشيو الشمالية، بالقرب من الحدود الصينية، كيف تتفاعل امرأة بوذية تبيع البنزين فى مشاجرة بينها وبين امرأة مسلمة تشترى منها، وأنه فى يومى الثلاثاء والأربعاء تم إشعال النار فى مسجد ومدرسة إسلامية ومحلات تجارية، ويعلن بعدها مسئول حكومى مقتل مسلم وإصابة أربعة بوذيين فى أعمال العنف.
وتقاتل المجموعة العرقية "كاشين" الحكومة فى الشمال، فى الوقت الذى تم فيه حرمان شعب الروهينجا المسلم من المواطنة، و يتعرضون لسوء معاملة شديدة فى ولاية راكين الغربية، حيث تقيد الحكومة المحلية حجم الأسرة بطفلين، بالإضافة إلى تشريد مئات الآلاف من المسلمين فى ميانمار.
كما تتهم الشرطة ومسئولو الأمن فى كثير من الأحيان بالفشل فى منع الهجمات على الأقليات، أو بالتواطؤ معها، و كانت رويترز قد ذكرت أن مئات العائلات المسلمة فى أشيو قد لجأت إلى دير بوذى شديد الحراسة بعد إرهاب الغوغائيين للمدينة، وأن السلطات تحركت سريعا لوقف العنف من خلال نشر القوات وحظر التجمعات غير القانونية ووضع الحواجز فى الطرقات، إلا أن الخبراء يتفقون على أن قوات الأمن تحتاج إلى تدريب أفضل لتنفيذ دورهم فى هذه الديمقراطية التى وصفتها الصحيفة بالهشة.
وترى الصحيفة أنه ليس من السهل على الرئيس "ثين سين" تحقيق التعددية العرقية ورؤية متعددة الأديان لميانمار، و هو ما لخصه فى خطبة له فى وقت سابق من هذا الشهر، وعليه أن يوضح أن التطرف لن يتم التسامح فيه، وتقديم المسئولين عن أعمال العنف بمن فيهم مسئولو الأمن الذين يرفضوا حماية الأقليات إلى العدالة.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس سيحتاج دعما قويا من داو أونغ سان سو كي، زعيمة المعارضة السياسية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والتى لا تتحدث عادة عن قضايا الأقليات.