وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
عاشت أقلية الروهنغيا في 2017 سنتها الأعنف في العقود الأخيرة، عندما ارتكبت السلطات في ميانمار ما وصفته الأمم المتحدة بـ “تطهير عرقي” بحق الأقلية المسلمة الذين فروا بمئات الآلاف إلى بنغلادش المجاورة.
واتهمت منظمة أطباء بلا حدود، في تقرير أصدرته منتصف الشهر الجاري، الجيش في ميانمار بارتكاب أعمال ترقى إلى الإبادة العرقية بحق مسلمي الروهنغيا، وكشفت عن فرار نحو 655 ألف لاجئ إلى بنغلادش منذ أغسطس الماضي بسبب الأعمال العسكرية.
وأفادت المنظمة بأنه خلال الشهر الأول من عمليات الجيش في ميانمار، وتم تسجيل ما لا يقل عن6700 حالة وفاة من إجمالي 9 آلاف حالة وفاة تم تسجيلها مرتبطة بأعمال العنف. وينفي الجيش صحة الاتهامات الموجهة إليه بارتكاب أعمال قتل واغتصاب وتعذيب وتشريد.
“بداية الأزمة في 2017”
وتشهد ميانمار أزمة متفاقمة بين الأغلبية البوذية وأقلية الروهنغيا المسلمة، كما أنها ليست وليدة اللحظة في ظل الصراعات العرقية التي نمت منذ عقود.
وقد تأجج النزاع في ميانمار، في أغسطس الماضي، حيث قام الجيش بحملات دهم واسعة على تجمعات الروهنغيا، حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
ونفذت القوات الحكومية في ميانمار عمليات تطهير عرقي، استهدفت في ظاهرها المسلحين، في حين يقول العديد من الناجين إن النساء والفتيات تعرضن للاغتصاب الجماعي، وفق “بي بي سي”.
“إنكار رسمي”
وفي ظل تصاعد النداءات الدولية لإنقاذهم من بطش الحكومة المركزية، شرعت الأمم المتحدة في فتح تحقيق بشأن الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان من قبل قوات الأمن، لكن السلطات المحلية منعت لجنة دولية لتقصي الحقائق من دخول منطقة النزاع، حسبما أفادت وكالة “رويترز” الإخبارية، مما دفع المحققين أواخر أكتوبر إلى زيارة مخيمات اللاجئين في بنغلادش لإجراء مقابلات لمعرفة العدد التقريبي للقتلى.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي لم تحاول الالتفات للتقارير، التي نشرت عن تعرض نساء وفتيات أقلية الروهنغيا للاغتصاب من جانب قوات الجيش والشرطة في ميانمار.
“أزمة إنسانية”
وأدت موجات النزوح في بنغلادش إلى امتلاء مخيمات اللاجئين الخاصة بمنظمة الأمم المتحدة، وأظهر تقارير الأمم المتحدة أن معظم اللاجئين يسيرون نحو 50 إلى 60 كيلومترا وعلى مدى ستة أيام للوصول إلى مناطق آمنة، وهم بحاجة ماسة إلى الغذاء والميا.
واستمر اللاجئون الروهنغيا في التدفق إلى بنغلادش رغم الاتفاقية الموقعة مع ميانمار لإعادة مئات الآلاف من أفراد الأقلية المسلمة الذين عبروا الحدود، حيث زادت الاتفاقية الموقعة في نوفمبر الماضي، احتمال إعادة 700 ألف لاجئ من مخيمات في جنوبي شرق بنغلادش إلى بورما، حسب ما أفادت الأمم المتحدة”.
وتفيد تقارير عدة بأن الكثير من لاجئي القوارب المنتمين للروهنغيا تحولوا إلى عبيد وعاملين بالسخرة في بلدان مجاورة، وباتوا أقرب إلى سلعة يتاجر بها سماسرة حسب مستويات العرض والطلب في أسواق عالم يتشدق من حين إلى آخر بحقوق الإنسان.
“من هم الروهنغيا”
تاريخًيا، تمتد جذور الأزمة إلى بعد خروج الاحتلال البريطاني من ميانمار (بورما سابقًا)، في ستينات القرن الماضي، ووفق بي بي سي. يتركز الروهنغيا في ولاية أراكان، والتي تعد من أفقر مناطق ميانمار، حيث يمثلون نحو 10% من إجمال السكان.
وخلف الاحتلال البريطاني صراعات وحروب عرقية حسمها انقلاب عسكري سيطر على إثره مجلس عسكري، عام 1962، وبدأ مجلس عسكري يُسمَّى مجلس الدولة للسلام والتنمية في إدارة شؤون البلاد، تحت قيادة جنرال عسكري يدعى “ني ون” دون سلطة تشريعية أو أجهزة معاونة وبحزب واحد.
وترفض حكومة ميانمار مصطلح الروهنغيا، وتصف أبناء الطائفة بأنهم “بنغال”. وتقول إنهم هاجروا من بنغلادش بطريقة غير قانونية، ولذا يجب ألا يصنفوا كجماعة عرقية من جماعات البلاد.
ولا تمنح ميانمار الجنسية للروهنغيا وتعتبرهم مهاجرين غير شرعيين، ووفقا لتقديرات منظمة اللاجئين الدولية، يعيش قرابة مليون شخص من الروهنغيا المسلمين في ميانمار.