وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
“أونغ سان سو تشي مشاركةٌ في الإبادة الجماعية للروهنغيا”، مثلما يقول المواطن البنغالي أديلور رحمن خان، وهو مدير منظمة حقوق الإنسان “أوديكار” في بنغلادش. تعتقد هذه المنظمة أنَّ الحكومة الميانمارية، التي تسمى نفسها رسميًا حكومة ميانمار، تحاول “القضاء على” الأقلية المسلمة. ومنظمة أوديكار كانت تعدُّ دائمًا واحدةً من بين المدافعين الأكثر راديكالية عن أبناء أقلية الروهنغيا غير الحاصلين على جنسية ميانمار. وفي هذه الأيَّام يزداد صمت ناقدي الناشطين المدافعين عن أقلية الروهنغيا.
منذ نهاية شهر آب/أغسطس 2017 هرب نحو 700 ألف شخص مسلم روهنغي عبر الحدود إلى بنغلادش قبل بدء عملية أمنية يقوم بها الجيش الميانماري. وحتى الآن يدَّعي الجيش الميانماري بالذات أنَّ عدد الضحايا لم يتجاوز أربعمائة شخص.
ويشكِّك المدافعون عن حقوق الإنسان في تأكيدات العسكريين الميانماريين على أنَّ إجراءاتهم العسكرية تسير بشكل معقول. وحتى وقت غير بعيد كان جنرالات ميانمار يمثِّلون نظامًا من أكثر الأنظمة العسكرية وحشية في العالم.
في ميانمار يسود الاعتقاد بأنَّ الروهنغيا مهاجرون غير شرعيين جاؤوا من بنغلادش. وبما أنَّ هؤلاء “البنغاليين” غير المرغوبين قد تصدروا للشرطة، فقد أدَّى ذلك أيضًا إلى جعل بعض الميانماريين المعتدلين يساندون العسكريين (الذين كانوا مكروهين للغاية من قبل الأهالي، حيث أنَّ أعدادًا كبيرة من الطلاب الميانماريين قد خاطروا بشبابهم وصحَّتهم في عام 1988 أثناء كفاحهم من أجل الحرية).
صمت رئيسة وزراء ميانمار
أمَّا رئيسة وزراء ميانمار، أونغ سان سو تشي، التي أصبحت الآن بمثابة الهدف المفضَّل للانتقادات الدولية، باتت تتمتَّع بكلِّ الدعم الذي تحتاجه في داخل ميانمار، ولم تعد تتعرَّض هناك لأية انتقادات تقريبًا.
لا أحد يعلم إن كانت أونغ سان سو تشي تنزعج من مطالبة الناشطين بسحب جائزة نوبل للسلام منها، ومن وصفها بأنَّها عارٌ وكذلك من حقيقة أنَّ نشطاء حقوق الإنسان يكادون لا يستطيعون التنفُّس عندما يبدؤون بشتمها. وأونغ سان سو تشي، التي تقود ميانمار منذ أكثر من عام كمستشارة للبلاد، تلتزم الصمت.
وفي المقابل يبدو أنَّ قسم اتِّصالاتها يستمتع بوصفه جميع “البنغاليين” بأنَّهم “إرهابيون متطرِّفون”. ففي كلِّ ساعة تقريبًا يتم نشر معلومات جديدة تثير الانطباع بأنَّ ميانمار تعرَّضت لهجوم من قبل تنظيمات إرهابية مثل تنظيم “الدولة الإسلامية” أو تنظيم القاعدة.
وهكذا تُغطِّي أونغ سان سو تشي انتهاكات الجيش الميانماري لحقوق الإنسان، التي قامت بتوثيقها كلّ من منظمة الأمم المتَّحدة ومنظمة هيومن رايتس ووتش وغيرها من المجموعات الحقوقية بعد العملية الأمنية الأخيرة التي قام يها الجيش ضدَّ الروهنغيا في شهر تشرين الأوَّل/أكتوبر 2016.
وفي هذا الصدد يقول ماثيو سميث من مجموعة حقوق الإنسان “تحصين الحقوق” في بانكوك: “إنَّ حكومة أونغ سان سو تشي لا تتوقَّف عن الدفاع عن عمليات الجيش ضدَّ الروهنغيا. وببساطة يتم إنكار أعمال الاغتصاب الجماعي وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، على الرغم من وجود الكثير من الأدلة”.
ولكن مع ذلك يوجد شخصٌ في ميانمار يُعبِّر بشكل علني عن معارضته لأونغ سان سو تشي، هو الراهب البوذي أشين ويراثو القوموي المتطرِّف والمعروف بكونه أكبر محرِّض في ميانمار. فقد قال أمام مئات المستمعين في مسيرة احتجاجية شهدتها مدينة يانغون (سبتمبر/أيلول 2017): “فقط القائد العام للقوَّات المسلحة يستطيع حماية البوذيين في منطقة أراكان وكبح البنغاليين”.
فيرينا هولتسل
ترجمة: رائد الباش